قائمة بأخطر بؤر الإرهاب وتنظيمات الدم التي تهدد البشرية
الحرة حدث/متابعة
حين وقعت أحداث 11 سبتمبر في عام 2001، كانت بمثابة صافرة انطلاق ماراثون إرهابي، من نقطة ارتكاز الجماعة الأم في أفغانستان، "القاعدة"، لتبدأ بعدها الجماعات الإرهابية في الانتشار كمثل الخلايا السرطانية، حتى أصبح العالم كالجسد المنهك، ينزف الدماء بفعل طعنات تلك التنظيمات التي حوّلت أماكن تمركزها إلى أراضٍ من جحيم.
"القاعدة" في الشرق الأوسط
يشكل تنظيم القاعدة من المجاهدين الذين توافدوا إلى أفغانستان لقتال المحتلين السوفييت عام 1979، ومع تنفيذ التنظيم لهجمات 11 سبتمبر 2001 أخذ بعدًا دوليًا، وأعلنت على إثره الولايات المتحدة الأمريكية حربًا دولية ضد الإرهاب.
ويعمل تنظيم القاعدة على شكل خلايا تتبع له بشكل مباشر، وأخرى تصنف على أنها خلايا نائمة تتبع له عقائديا، فالهجمات التي شنها التنظيم في العاصمة الإسبانية مدريد عام 2004، والبريطانية لندن 2005 تسببت بمقتل 254 شخصًا.
وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن (سعودي الجنسية)على يد القوات الأمريكية عام 2011، تولى أيمن الظواهري (مصري الجنسية) قيادة التنظيم، وأولى أهمية لإعادة تشكيل تنظيم القاعدة في اليمن، واليوم ينشط التنظيم في شرق وجنوب اليمن، حيث يتخذ من مدينة المكلا في محافظة حضرموت معقلًا له، ويوجد بقوة في محافظات أبين، ولحج، وشبوة، وعدن.
وسلّط تنظيم القاعدة الأضواء على نفسه من جديد، بعد تبنيه الهجمات على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في 7 كانون الثاني/يناير 2015، حيث قتل في الهجوم 12 شخصًا، بينهم رسامان اثنان، وكتاب مشهورون.
وكثفت طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من غاراتها على معاقل التنظيم في اليمن آذار/ مارس الماضي، حيث شنَّت بين 26-28 من الشهر 4 غارات جوية ضد التنظيم في أبين، وشبوة، والمكلا.
"طالبان" في أفغانستان وباكستان
ظهرت طالبان كحركة مطلع عام 1990 بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان، وتمكنت مع حلول عام 1996 من السيطرة على معظم أراضي أفغانستان، وحكمت البلاد حتى عام 2001، ومع الحملة الأمريكية لمحاربة الإرهاب عام 2001، تم إسقاط نظام طالبان في أفغانستان، لتتمركز الحركة التي ينتمي غالبية أعضائها إلى قبائل البشتون، في المناطق الحدودية مع باكستان.
أما طالبان باكستان فهي تنظيم يتحرك باستقلالية كاملة عن طالبان أفغانستان، وإن كانت كلتا الحركتين تستمدان قوتهما من قبائل البشتون، وتستفيدان من ضعف سلطةِ الحكومة المركزية في كابول وإسلام أباد على المناطق الحدودية بين البلدين.
وتبسط حركة "طالبان باكستان" نفوذها على المناطق القبلية الحدودية مع أفغانستان، وشنت الحركة هجومًا على مدرسة في مدينة بيشارو بتاريخ 16 ديسمبر 2014 أودى بحياة أكثر من 150 شخصا بينهم 130 طفلًا.
وفي 27 مارس الماضي عادت "طالبان باكستان" لتتصدر واجهة الأحداث في العالم، بتنفيذها هجومًا انتحاريًا استهدف متنزهًا في مدينة "لاهور" بولاية بنجاب الباكستانية، قتل بسببها، 70 شخصًا، وأصيب نحو 340 آخرين، أغلبهم أطفال.
ويرى خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية العالمية، ضرورة عدم فصل الأعمال الإرهابية في العالم عن بعضها، ووضعها في سياق واحد، داعين لإيجاد آلية عمل دولية موحدة، من أجل مجابهة الإرهاب.
"داعش" في العراق
حقق تنظيم "داعش" أكبر توسع له في سوريا والعراق خلال العام ونصف عام الأخير، مادًا أذرعه إلى دول أخرى بعد إعلانه، في 30 حزيران/يونيو 2014 ما أسماها الخلافة، وأطلق التنظيم على المناطق التي يسيطر عليها أتباعه غير سوريا والعراق باسم الولايات.
ويشن التنظيم هجمات في كل من نيجيريا، وليبيا، وأفغانستان، ومصر، واليمن، وباكستان، والسعودية، وتونس، والكويت، ولبنان، وتركيا، وتنتشر تنظيمات تتبع للتنظيم الأم في كل الجزائر، والهند، وإندونيسيا، ولبنان، والفلبين، ومالي، والسودان، ومنطقة شمالي القوقاز داخل روسيا الاتحادية.
ويسيطر التنظيم على مناطق شاسعة غربي العراق، ويتخذ من مدينة الموصل مركزًا له، إضافة إلى سيطرته على العديد من آبار النفط، وفي سوريا يسيطر التنظيم تقريبًا على كامل محافظتي الرقة ودير الزور، بالإضافة إلى مناطق كبيرة من محافظة الحسكة، وشرقي حلب، ومناطق اليرموك، والحجر الأسود في العاصمة دمشق، ومناطق في القلمون شمال غرب العاصمة.
"بي كا كا" في تركيا
تأسست المنظمة الإرهابية عام 1984، ولها امتدادات في كل من سوريا، و العراق، وإيران، ويطلق التنظيم اسم "ك ج ك" على القيادة العليا له، التي تهدف وفق إيديولوجيتها، إلى توحيد ما تسميها "كردستان" في كل من سوريا، والعراق، وإيران، وتركيا، وبالتالي فإن امتداد "ك ج ك" في تركيا هو تنظيم "بي كا كا"، وفي سوريا "ب ي د"، وفي العراق "ب ج د ك"، وفي إيران "ب ج آ ك".
وبدأت منظمة بي كا كا شنَّ عمليات إرهابية في تركيا مستفيدة من بسط "ب ي د" سيطرته على مساحات واسعة من شمال سوريا، وذكرت مصادر أمنية تركية مرارًا، ضبطهم أسلحة مضادة للدبابات وبنادق وذخيرة قادمة من سوريا عبر الحدود.
في رسالة أردوغان إلى الشعب التركي بمناسبة السنة الجديدة، ذكر أنَّ القوات الأمنية التركية قتلت 3 آلاف و100 مسلح من تنظيم بي كا كا عام 2015، مقابل استشهاد 200 عنصر أمن.
"بوكو حرام" في أفريقيا
ينشط تنظيم بوكو حرام في دول حوض بحيرة تشاد، وهي نيجيريا، والكاميرون، وتشاد، والنيجر، وتأسس التنظيم في مدينة بورنو النيجيرية عام 2002، ويمارس أعمال السطو والخطف.
وبحسب الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن تنظيم بوكو حرام تسبب بتهجير مليونين و600 ألف شخص عن منازلهم، ودمر 100 مدرسة عام 2015 في كل من الكاميرون، والنيجر، ونيجيريا، وتشاد.
بحسب تصريحات مسؤولين عسكريين نيجيريين للأناضول، أعلن تنظيم بوكو حرام مبايعته لداعش في 7 مارس 2015، وتقدر أعداد مقاتلي تنظيم بوكو حرام بالآلاف، ويضم في صفوفه مقاتلون أطفال ونساء، ويحتجز العديد من الرهائن.
وذكرت مصادر مختلفة أنَّ عدد الذين قتلوا على يد بوكو حرام منذ عام 2009، أكثر من 20 ألف شخص، وأجبر الملايين على ترك منازلهم في دول حوض بحيرة تشاد.
حركة الشباب الصومالية
حركة الشباب الصومالية هي فصيل صومالي مسلح ذي توجه جهادي، تأسست عام 2004، لكن كثافة نشاطها وتداولها اسمها في الإعلام بدأ عام 2007، قد ظلت توصف في البداية بأنها الجناح العسكري للمحاكم الإسلامية خاصة في فترة استيلاء المحاكم على أكثرية أراضي الجنوب الصومالي في النصف الثاني من العام 2006.
غير أن هزيمة المحاكم أمام مسلحي الحكومة الصومالية المؤقتة المدعومة من طرف الجيش الإثيوبي وانسحاب قيادتها خارج الصومال، وتحالفها مع المعارضة الصومالية في مؤتمر أسمرا المنعقد في سبتمبر 2007، كانت سببا وراء انشقاق حركة الشباب الصومالية عن المحاكم متهمة إياها بالتحالف مع العلمانيين والتخلي عن الجهاد في سبيل الله.
توصف حركة الشباب الصومالية بأنها حركة سلفية جهادية، وتهدف الحركة إلى إقامة دولة إسلامية، كما تصف الحركة في بياناتها الحكومة الصومالية المؤقتة بالمرتدة.
ويقدر عدد عناصر الحركة بحدود 3000 إلى 7000 مقاتل. ويعتقد أنهم يتلقون تدريبهم في إريتريا حيث يقيم المسلحون لمدة ستة أسابيع في دورة أساسية يكتسبون خلالها مهارات حرب العصابات واستعمال المتفجرات.
وتذكر التقارير الغربية أن قادة الحركة قد تلقوا تدريبهم على أيدي تنظيم القاعدة في أفغانستان، وأن بعض مسلحيها قاتلوا في لبنان في حرب يوليو 2007 إلى جانب قوات حزب الله.
وفي مارس 2008 نشطت الحركة في إقليمي باي وبكول واستطاعت التغلب على القوات الحكومية وحلفائها الإثيوبيين، كما سيطرت الحركة على عدد من المدن الصومالية مثل مدينة بيداوا وبولو بوردة وأبادو ومحلة قاسا هديري ومدينة جوهر.
وصنفت وزارة الخارجية الأميركية في قرار صادر في 29 فبراير2008 حركة الشباب الصومالية بأنها حركة إرهابية وأنها مجموعة متطرفة عنيفة ووحشية تنتمي لتنظيم القاعدة. وأعلنت الوزراة تجميد أموال الحركة في الولايات المتحدة.