اخبار العراق الان

عبدالحكيم بشار: ظروف الحل السياسي في سوريا لم تنضج بعد دولياً

عبدالحكيم بشار: ظروف الحل السياسي في سوريا لم تنضج بعد دولياً
عبدالحكيم بشار: ظروف الحل السياسي في سوريا لم تنضج بعد دولياً

2016-04-13 00:00:00 - المصدر: باخرة الكورد


قال د.عبدالحكيم بشار عضو الهيئة العليا للمفاوضات لم تنضج بعد دوليا اي ليس هناك توافق دولي على مخرجات الحل السياسي خاصة فيما يتعلق بمصير الاسد وزمرته، لذلك لست متفائلا بمفاوضات جنيف 3 وقد يكون هناك جنيف آخر، حول هذا الموضوع كان هذا الحوار:

*يذكر أن مستقبل سوريا ، أي أن النظام مازال متشبثا بمواقعه ويمارس أعماله ويجري ( انتخاباته البرلمانية ) في تجاهل تام لما هو مطلوب منه بنتيجة المفاوضات المزمع إجراؤها في جنيف 1 ودون أن يكون لرأس النظام وطاقمه أي دور، كيف ترى ذلك ؟

– ان مستقبل سوريا غامض جدا، لان الساحة السورية تحولت إلى ساحة تصفية حسابات او صراع مصالح وطنية واقليمية ودولية وهي صراعات ومصالح متداخلة ومتشابكة ومرتبطة بملفات اخرى، لذلك لا يوجد سير واضح للأحداث للتكهن به، وإنما هناك قتل ودمار ومجازر وتهجير وتشريد متى ستنتهي معاناة السوريين وكيف الامر لا يزال معقدا ومبهما وان كانت صيرورة التاريخ تؤكد حتمية انتصار الشعب وارادته ولكن متى وكيف ؟ لا يزال غامضا.

* هل برأيكم أن المفاوضات ستستمر طويلا؟ أم أن هذه المفاوضات ستضع الحل السياسي المنشود للأزمة السورية في وقت قريب ؟

– اعتقد ان ظروف الحل السياسي لم تنضج بعد دوليا اي ليس هناك توافق دولي على مخرجات الحل السياسي خاصة فيما يتعلق بمصير الاسد وزمرته لذلك لست متفائلا بمفاوضات جنيف 3 وقد يكون هناك جنيف آخر ، اذا لم يحصل توافق دولي والذي يبدو بعيدا حول مخرجات الحل السياسي

* ما ابرز ماتم الاتفاق عليه أو ماتم إقراره من قبل المعارضة في لقائها الأخير بمدينة الرياض ؟

هناك تصعيد عسكري خطير من قبل النظام وحلفاؤه وتراجع خطير في الملف الانساني، الامر الذي يضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته فيما يتعلق بالملف الانساني وامريكا وروسيا على وجه الخصوص وقد يكون سببا في تعليق المفاوضات حتى ان ذهبنا الى جنيف وكذلك تم التأكيد على ان وفدنا هو الوفد الوحيد المفاوض والذي اكد عليه السيد ديمستورا ايضا فنحن الجهة الوحيدة التي تتم دعوتها بصفة وفد، أما الدعوات الاخرى فهي فردية واستشارية كما اننا طالبنا ان يكون الاجندة الرئيسة لهذه الجولة هو البحث في عملية الانتقال السياسي والذي، اذا لم يتقدم فلن يكون هناك جدوى من استمرار المفاوضات.

* الأزمة السورية ستستمر ، بدليل الاهتمام بالجانب الإنساني أكثر تحسبا ﻹطالة الأزمة، مارأيكم ؟

– نعم الازمة السورية مرشحة للاستمرار وستكون هناك تحديات متعددة وكبيرة امامنا التحدي الاول هو الانتقال السياسي ورحيل الاسد وبعده ستأتي تحديات متعددة منها القضاء على الارهاب في سوريا، وتحقيق الاستقرار ومنع عمليات الثأر والانتقام المجتمعي وشكل الدولة ودستورها ونظام الحكم وحقوق المكونات وكلها تحديات كبيرة جدا، وخاصة موضوع مكافحة الارهاب وتحقيق الامن والاستقرار، الى جانب قضايا الاعمار واعادة المهجرين وتحقيق العدالة الانتقالية وقد يكون شكل حل الازمة السورية المفتاح لحل قضايا المنطقة.

* يقال أن وضع الكورد وبعض المكونات السورية الأخرى غير واضح في مستقبل سوريا ، حيث أن وثيقة ديمستورا ذات الـ12 بندا خالية من الإشارة بوضوح لهذا الوضع، هذا إلى جانب الأصوات النشاز (أسعد الزعبي مثلا) ، ماذا تقول في هذا ؟

– على العكس تماما فالوثيقة الاممية، اي ويثقة ديمستورا واضحة وحاسمة بشأن حقوق المكونات وحمايتها في البند الرابع منه في الوثيقة رقم 13 وكذلك موقف الهيئة العليا واضح جدا في الوثيقة رقم 12 البند الثالث منه والذي يؤكد على ضمان حقوق المكونات ويخصص الكورد بالاسم سارسل لكم فيما بعد البندين المذكورين في الوثيقتين.

* يبدو أن الدول المعنية ولاسيما أن امريكا وروسيا غير متفقة على صيغة مشتركة للحل السياسي للأزمة السورية من جهة، ولوضع الشعب الكوردي والمكونات الأخرى من جهة ثانية ، أليس كذلك ؟

-صحيح ان روسيا وامريكا غير متفقتان حتى الآن على مخرجات الحل السياسي، وخاصة فيما يتعلق بمصير الاسد ولكن فيما يتعلق بالقضية الكوردية فالطرفان متفقتان الى جانب المجتمع الدولي بضرورة حماية المكونات السورية ويخصصون الكورد بالاسم ولنا اتصالات واسعة مع المجتمع الدولي وخاصة الدول صاحبة القرار والدور في الملف السوري.

* لا شك أن الفيدرالية هي الحل الأمثل لسوريا المستقبل ، لكن هناك أشكالية في هذه المسألة، فالمعارضة ترفضها نهائيا ، و ب ي د أعلنها بشكل منفرد، في حين يرى المجلس الوطني الكوردي حول الفيدرالية، أنه يجب الأستفادة من تجربة كوردستان العراق، كيف ترى ذلك ؟

 

– اعتقد ان الدولة الاتحادية هي افضل صيغة لسوريا المستقبل، وهذا ما سنعمل من اجله لانها الصيغة الافضل التي تضمن حقوق المكونات وتمنع الصراع المجتمعي وتحمي وحدة سوريا، ولكن هذا الطرح لا تزال بحاجة الى مزيد من النقاش فصيغة الدولة الفيدرالية في ذهنية غالبية الناس هي بداية لتقسيم سوريا لذلك لا بد من تبديد تلك الهواجس، ولكن ورغم الرفض الرسمي لها من قبل العارضة إلا ان هناك اوساط واسعة من المثقفين والنخبة والسياسين باتوا يناقشونها كاحد الخيارات المطروحة لسوريا المستقبل، وهذا الامر لم يكن قابلا للنقاش سابقا حسب علاقاتي الواسعة مع المعارضة السورية، فان انصار شكل الدولة الاتحادية في سوريا في تزايد.  ما طرحه الاتحاد الديمقراطي ليس بحل فيدرالي، فالفيدرالية هي توزيع للسلطة والثروة بين المركز والاقليم بموجب الدستور وهذا لم يحصل فيما اعلنه الاتحاد الديمقراطي بل أساء كثيرا للمشروع الوطني والقومي الكوردي، فالحركة الكردية ومنذ تأسيسها تؤكد على البعد الوطني الديمقراطي للقضية الكوردية، وعلى الحل الوطني الديمقراطي ضمن الدستور، بينما النظام رسخ فكرة الانفصالية عن الكورد، وجاء قرار الاتحاد الديمقراطي الانفرادي ليعزز نظرية النظام عن الكورد وليؤلب الرأي الوطني ضد الكورد.

*حزب الاتحاد الديمقراطي يشن حملة اعلامية على المجلس الوطني الكوردي وقياداته، ويمارس أعمالا لا مسئولة، ويدعو في الوقت ذاته إلى وحدة الصف الكوردي ، كيف تفسر ذلك ؟

– الاتحاد الديمقراطي يمارس مهامه الموكلة إليه منذ بداية الثورة السورية وهما هدفان رئيسيان: الاول منع الكورد من المشاركة في الثورة والثاني خلق صراع كوردي- عربي،  ونظرا لاستمرا المجلس الوطني الكوردي رغم كل الظروف الصعبة بمواقفه الوطنية والقومية المبدئية والمشرفة، واستمرار مشاركته في الثورة سياسيا وإعلاميا، وجاء جنيف 3 وشارك المجلس فيه كجزء من المعارضة، وبالتالي كجزء من الثورة الامر الذي يؤكد فشل الاتحاد الديمقراطي في انجاز مهمته فأثار غضب النظام الذي اوعز له بممارسة المزيد من الضغط على المجلس وقياداته، واذا استمر جنيف3 وحدثت تطورات ايجابية لصالح الثورة فقد نجد عمليات اغتيال لقادة المجلس الوطني الكوردي على غرار ماحصل للمناضلين مشعل التمو ونصرالدين برهك، وقد نجد مجازر في بعض المدن على غرار مجازر عامودا وعفرين وذلك كنوع من انتقام وعقوبة النظام للكورد من خلال اداته الاتحاد الديمقراطي.

* هناك من يرى نسبة التمثيل الكوردي في جنيف 3 قليلة، بمعنى كان ينبغي تمثيل الكورد بما يتناسب مع نسبتهم إلى مجموع سكان سوريا، ما رأيكم ؟

– صحيح ان نسبة الكورد هي قليلة في جنيف 3، ولكن يجب ان نؤكد على نقطتين، الاولى ان ما يجري ليس تشكيل برلمان او حكومة او جسم سياسي وانما كيان تفاوضي، الثاني ان ما يحصل هو حراك وطني واقليمي ودولي كبير ووجودالتمثيل الكوردي والصوت الكوردي هو ضروري في هكذا محفل لذلك يجب ان لا تكون نسبة التمثيل هي العائق من حرمان الوجود الكوردي في محفل قد يقرر مصير المرحلة الانتقالية في سوريا. بالتأكيد كلما كان التمثيل الكوردي كبيرا كان افضل ويجب ان نعمل عليه في كل الأوقات، ولكن الصحيح ايضا ان نملك خيارات وبدائل مرنة حينما لا يتسنى لنا الحصول على التمثيل العادل لنا.

* يقال أن الحضور الكوردي السياسي والإعلامي غير الرسمي في جنيف 3 لم يكن ملفتا ، لماذا ؟

هذا صحيح وهذا يتعلق بقضايا لوجستية ومستوى تنظيم الجالية الكوردية على مستوى اوربا وظروفها ورغم الجهود المشكورة من قبل الجالية، إلا ان ظروفها الذاتية لم تساعدها على تحقيق ظروف افضل على الصعيدين السياسي والإعلامي، اما على الصعيد الرسمي فقد اجرى ممثلو المجلس مقابلات مع كبريات وكالات الانباء في العالم مثل اسو شيتيد برس الامريكية ورويترز ووكالة الانباء الفرنسية والالمانية والروسية ناهيكم عن القنوات الفضائية العربية والاجنبية والكوردية.

* كلمة أخيرة توجهونها للشعب السوري عامة والشعب الكوردي خاصة؟

– اؤكد ان الثورة التي استمرت خمس سنوات ستنتصر، وان المجلس الوطني الكوردي اثبت بعد نظره وصوابية موقفه وكذلك الشعب الكوردي حين اختار الوقوف مع الثورة، وان تكون جزء منها وان الذين راهنوا على الاسد من الكورد قد الحقوا اشد الضرر بالكوردن آن الآوان فك الارتباط بالنظام والعودة الى الشعب.

 أجرى الحوار : موقع الزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا