اخبار العراق الان

تل أبيب تُقّر: زيارة نتنياهو المُستعجلة لموسكو جاءت بعد قيام قوّات سوريّة وروسيّة بإطلاق النار على طائرات إسرائيليّة مرّتين على الأقّل في الآونة الأخيرة

تل أبيب تُقّر: زيارة نتنياهو المُستعجلة لموسكو جاءت بعد قيام قوّات سوريّة وروسيّة بإطلاق النار على طائرات إسرائيليّة مرّتين على الأقّل في الآونة الأخيرة
تل أبيب تُقّر: زيارة نتنياهو المُستعجلة لموسكو جاءت بعد قيام قوّات سوريّة وروسيّة بإطلاق النار على طائرات إسرائيليّة مرّتين على الأقّل في الآونة الأخيرة

2016-04-22 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة في عددها الصادر اليوم الجمعة، كشفت النقاب، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب، أنّ سبب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ المُستعجلة والقصيرة إلى روسيا واجتماعه إلى الرئيس فلاديميير بوتن، مرّدها أنّ قوّة عسكريّة سوريّة-روسيّة مُشتركة قامت في الفترة الأخيرة بإطلاق النار مرّتين على المٌقاتلات الإسرائيليّة فوق الأجواء السوريّة. وبحسب كبيري المُحللين في الصحيفة، ناحوم بارنيع وشيمعون شيفر، فإنّ رئيس الدولة العبريّة، رؤوفين ريفيلن، الذي زار موسكو الأسبوع الماضي عرض القضية على الرئيس الروسيّ، ولكنّ الأخير ردّ عليه قائلاً بأنّه لم يسمع عن هذه الحادثة إطلاقًا.

يُشار إلى أنّ هذا هو السبب أيضًا في أنّ نتنياهو اصطحب معه إلى موسكو قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ، الجنرال أمير أيشيل، الذي اجتمع إلى كبار الضباط في وزارة الدفاع الروسيّة للتنسيق معهم لمنع تكرار هذه الحوادث. وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ قالت على موقعها الالكتروني ظهر أمس الخميس إنّ حادثًا غير مسبوق وقع في أجواء البحر المتوسط، حيث تمّ مؤخرًا تدارك مناوشة جويّة فوق الشواطئ السوريّة بعد أنْ قامت مقاتلات إسرائيليّة ومقاتلات روسيّة بالاقتراب من بعضها.

وأضاف الموقع، نقلاً عن مصادر عسكريّة رفيعة في تل أبيب، أنّ طائرات إسرائيليّة من طراز إف 16 وطائرات من طراز سوخوي تابعة لسلاح الجو الروسيّ حلّقت عن بعد قريب من بعضها، وفي اللحظة الأخيرة مُنع وقوع حادث، كان يُمكن أنْ يؤدّي إلى مقتل العديد من الطرفين، على حدّ تعبيرها. وأضاف الموقع، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ الحادث تمّ منعه بفضل التنسيق الأمنيّ بين موسكو وتل أبيب، والذي تمّ تشكيله بعد التدّخل الروسي بسوريّة.

وأكّد الموقع على أنّ الناطق العسكريّ الإسرائيليّ رفض التعقيب على الحادث. إلى ذلك، خرج نتنياهو أمس، من لقائه بالرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، كي يُسارع للتحدث إلى الإعلام عن التوصل إلى تنسيق أمنيّ مع الروس حول سوريّة.

ونقل الإعلام العبري كلامه كما ورد، مع «لكن» كبيرة جداً وتشكيك، معطوفة على إقرار من قبل مصادر إسرائيلية رفيعة جدًا بأنّ قدرة تل أبيب على المناورة في سوريا وشن هجمات، باتت مغايرة عن السابق، ويمنع عليها مهاجمة دمشق، أو ضرب شحنات أسلحة إلى حزب الله، ما لم تكن قد وصلت بالفعل إلى الحدود مع لبنان. وكان نتنياهو في مستهل لقائه قد عرض أسباب الزيارة وأهدافها، وما سمّاه الأوضاع الأمنية على حدودنا الشمالية التي تصبح أكثر تعقيدًا، مشيراً إلى أنّه خلال السنوات الأخيرة، وخصوصًا في الأشهر الماضية، تزود إيران وسوريّة المنظمة الإرهابية الإسلامية المتطرفة حزب الله، بأسلحة متطورة موجهة ضدنا، حيث كانت قد أطلقت على مر السنين آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وفي موازاة ذلك تحاول إيران بدعم من الجيش السوري، تشكيل جبهة إرهاب أخرى ضدنا في الجولان.

ووجّه نتنياهو كلامه إلى بوتين مشددًا على أنّ سياسة إسرائيل تتمثّل في إحباط تحويل هذه الأسلحة (إلى حزب الله) ومنع تشكيل جبهة إرهاب أخرى ضدنا، ومنع شن عمليات إرهابية في الجولان. وأضاف: في ظل هذه الظروف اعتقدت أنّ من المهم للغاية أن آتي إلى هنا كي أوضح موقفنا من جهة، ومن أجل منع سوء التفاهم بين قواتنا من جهة أخرى، كذلك يجب علي القول إن الحوار بيننا قد دار دائمًا عندما اتفقنا وعندما لم نتفق، من منطق الاحترام المتبادل والانفتاح، وأنا متأكد أن الأمر سيكون كذلك هذه المرة أيضًا. وبكلّ صفاقةٍ ووقاحةٍ قال للرئيس الروسيّ إنّه في أيّ حلٍّ للقضية السوريّة، فإنّ الجولان العربيّ السوريّ المُحتّل سيبقى تحت السيادة الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره. رد بوتين على نتنياهو كان مليئًا بالدلالات، بلا وعود وبلا طمأنة. وفي أعقاب اللقاء، الذي عاد لاحقًا وتسّرب أجزاء منه إلى الإعلام، أشار نتنياهو إلى أنّه جرى التوصّل إلى تفاهمات تمنع سوء تفاهم ميداني بين الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية في سوريّة. وفي حديث مع المراسلين أشار إلى أنّه حددنا آلية تمنع سوء تفاهم بين الجانبين، واصفًا ذلك بأنه مهم جدًا لأمن إسرائيل، وهي النتيجة الأولى والواضحة لهذا اللقاء، ويكفي أنْ نفكر باحتمال ما كان ليحصل في حال سوء التفاهم، لندرك أهمية هذه الزيارة.

لكنه عاد وأكد بنبرة غير مليئة بالثقة: آمل وأعتقد أنّ هدف التنسيق ومنع سوء التفاهم، قد تم تحقيقه. وأكد أنّه أوضح لبوتين بصورة غيرُ قابلةٍ للتأويل، على أنّ إسرائيل لا يمكن أنْ تتحمل التنظيمات وعمليات التسلح التي تقودها إيران ضدها، وسنقوم بكل العمليات التي قمنا بها حتى الآن بالإضافة إلى عمليات أخرى.

وتابع نتنياهو قائلاً: لا اعتقد انّه كان هناك اعتراض على هذا الحق، وعلى ما قلته، وهناك استعداد روسي بغض النظر عن النيات الروسية في سوريّة، بأن موسكو لن تكون شريكة في العمليات العدائية لإيران ضدنا. لقد أوضح بوتين نياته. وعاد نتنياهو وكرر من جديد، أنّ إسرائيل لا تتدخل في سوريّة وهي ليست جزءً من الأزمة السورية، إلّا أننا جزء من الشرق الأوسط، وشاهدنا الروس يصلون إلى هناك، وكان من المجدي أنْ أقوم بهذه الزيارة كي امنع التصادم المحتمل بين القوات الإسرائيلية والقوات الروسية، على حدّ تعبيره.