الحرة حدث
"اذا اردت ان تقنع الناس ما عليك الا ان تغلف قولك بصبغة دينية" هذا ما قاله ابن خلدون، ولكن هل هذا حكم قطعي؟ وهذا منافيا للقواعد المنطقية، والعقلية، فلا يمكن الجزم بوجهة نظر ما وتعميمها على الكل، خصوصا ونحن نعلم ان المجتمع متعدد الطوائف والاديان، بالاضافة الى الفروق الفردية في التفكير المجتمعي، ومستوى التعلم والثقافة في هذا المجتمع.
الكلام اعلاه يرشدك الى مبدأ الميكافيلية السياسية" الغاية تبرر الوسيلة" وبالتالي على ضوء الهدف المنشود، ف صاحب الفكرة يريد بلوغ غايته، وان تعددت اساليبه، وغاياته، وطرقه، وايديولوجياته للوصل الى هدفه وتحقيقه، بصرف النظر عن ما سلكه او خلفه وراءه اثناء محالك مسيرته.
طل علينا رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي في الانتخابات المنصرمة،"بدورتين" وهو يردد كلاما عن استقبال السيد السيستاني دام ظله "مرجع الطائفة الشيعية في العالم" له وايصاله الى باب داره عند توديعه! وهو كلام راح يلامس به مشاعر الاخرين، ليضرب بذلك على وتر عقائدهم الدينية، واخلاقياتهم، وما يتبعون، خصوصا حين تكون هكذا افعال تصدر من مرجع الطائفة نفسه؟.
دارت رحى الزمان بدورة اخرى، ونددت المرجعية الدينية بعدم انتخاب من جُرِب، وكانت تقصد بذلك من يدير السلطة، فضربت بها سيادته بيد من حديد، فحاول رئيس الوزراء بكل ما يملك ان يلوي عنق المفردات، ليدفع الشبهة عن نفسه، وانشغل بالدفاع عن نفسه، فخسر البلد بعض كبريات مدن العراق بسبب السذاجة السياسية.
اليوم وبعد اقتراب الخطابات الرنانة من الظهور، واشغال شاشات التلفزة بالذين يروجون لدعاياتهم الاعلامية، نشاهد المالكي يخرج من جديد، مستخدما نفس اللعبة الاولى، والذي يبدوا انه اغفل وعي الناس، ومستوى قراءتهم للأمور، وفشلها بالمرة الاولى، ها هو اليوم ومن احدى قنواته الاعلامية، يروج لمقطع فيديو يضهر به مع المرجع الشيخ محمد اسحاق الفياض"دام ظله"، وهم يتبادلون الاحاديث المكتومة الصوت!.
هل ياترى ان المالكي يريد ان يبين للشعب انه اعلن توبته؟ وماذا عن سبايكر، والصقلاوية، ومجازر شبان بعمر الورود؟ وماذا عن ميزانية عام كامل لا يعلم احد اين ذهبت؟ ثم هل تناسى سيادة الرئيس الاسبق، ان المرجع يمكن ان يستقبل الصالح، والفاسق القاتل، المجرم، واللص لان موقعه يفرض عليه الوعظ والارشاد والتوجيه؟، وان كان سيادته لا يقصد غير الود، ف ان تشذيب المقطع، واخفاء كلام المرجع!، يمكن ان يفسد لعبته!، خصوصا، وان الارتياح لم يبدوا على الوجوه، وسيمائهم فيها.