Wed, 14 Dec 2016 11:52:40
شيعي بنكهة سنية. بعثي كاد يدفع حياته ثمنا لمعارضته نظام البعث وغامر ولايزال يغامر بمستقبله السياسي إعتراضا على فكرة "إجتثاث البعث" التي تحولت الى مؤسسة أسسها إبن خالته الراحل أحمد الجلبي. إياد علاوي من أشهر رموز المعارضة السياسية لحقبة صدام حسين بعد أن ترك حزب البعث مطلع سبعينات القرن الماضي موليأ وجهه للغرب ليعود على ظهور الدبابات الأميركية مع من عادوا من قادة العراق الجدد. مقبول من الرياض ومرفوض من طهران.. الشيعي الوحيد المرغوب به في المحيط العربي. والأهم إنه الشيعي الوحيد الذي يرشح دائمأ عن المناطق السنية الساخنة فيفوز بأعلى الاصوات فيها الى الحد الذي لم يتمكن أي من قادة السنة ممن يمثلون المحافظات الغربية من الحصول على نصف الأصوات التي يحوز عليها علاوي إبن العائلة الشيعية الحلاوية الشهيرة وخريج كلية بغداد مع زميليه وصديقيه أحمد الجلبي وعادل عبد المهدي. صنع عدة زعامات سياسية لكنه وبسبب طبعه الحاد وبخله الذي يجري الحديث عنه في أوساطه الخاصة يكاد يكون أكثر بيئة سياسية صانعة للنواب وطاردة لهم في الوقت نفسه.
إبتسم له الحظ مرة واحدة بعكس قريبه الجلبي "رحل عام 2015 إثر نوبة قلبية مفاجئة" الذي بقي يعاني الصدود حتى من كان سببأ في وصولهم الى ماوصلوا اليه من مواقع بوصفه العراب الأكبر للتحرير لمن يرى في الإجتياح الأميركي للعراق عام 2003 تحريرا وللإحتلال لمن يرى ان ما جرى للعراق كان إحتلالأ. ففي ذروة المباحثات الغامضة لتشكيل اول حكومة إنتقالية بعد إنتهاء فترة الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر (عام 2004) وجدت الكتل السياسية أن علاوي هو الأقرب لتولي منصب رئيس الوزراء. لا أحد يعرف لماذا لم يتسلم الجلبي مثل هذا المنصب الرفيع بوصفه مقبولأ من واشنطن ولاملاحظات عليه من النجف. لكن من يقرأ سيرة الجلبي وفي المقدمة منها كتاب "سهام الليل" يجد أن الجلبي فك إرتباطه بالأميركان في وقت مبكر بعد إحتلالهم العراق بعد أن واجه صدودا من أقرب أصدقائه في البنتاغون وفي مقدمتهم بول ووليفتوتز وسواهم بحجة إنهم تلقوا نصائح مخادعة منه.
تولى علاوي منصب رئيس الوزراء للفترة الإنتقالية فأعاد بناء الجيش العراقي ودافع عن عودة البعثيين بقوة وحارب بلاهوادة إجتثاث البعث. هذه الأطروحة اهلته لأن يتحول الى رمز "سني" بعد أن وجدت فيه البيئة السنية السياسي الشيعي الأكثر إنصافا لهم, يضاف الى ذلك إنهم وبدعم قيادات سياسية سنية في الداخل والخارج مشفوعا بدعم عربي وإقليمي أرادوا إستعادة منصب رئاسة الوزراء من الشيعة العرب عبر توليته المنصب التنفيذي الأول في الدولة بوصفه شيعيا لكن يجري التحكم به من قبل السنة عبر ما حازته القائمة العراقية التي دخلت إنتخابات عام 2010 وحازت اعلى الاصوات (91 مقعدا مقابل 89 مقعدأ لدولةالقانون بزعامة نوري المالكي). لكن الرياح لم تجر بما كانت تشتهي سفن من كان يقف خلف هذا المخطط الذي أدى في النهاية ليس الى تفكك القائمة بل جعل من علاوي معارضأ شرسا للمالكي بل وحتى للحكومة التي أعقبته (حكومة حيدر العبادي) برغم تبوئه منصب نائب رئيس الجمهوري.
صحيح أن علاوي بقي مدينا للحظ الذي إبتسم له عام 2004 لمرة واحدة وذلك بإستمراره في حصد الاف الأصوات لاسيما من المحيط السياسي الذي لايزال يراهن ولو على نصف أبتسامة ثانية للحظ فإن علاوي إشتهر عنه تجاهله لما يجري حوله من وقائع وأحداث من خلال ترديده الدائم لعبارة "ماأدري والله" كلما سئل في اللقاءات التلفزيونية عن أي شئ الى الحد الذي لايدري ان هناك قيادة إسمها قيادة عمليات بغداد وإن هناك هيئة مستقلة للنزاهة والأدعاء العام وغيرها من حالات الإنكار. تلك الحالات التي تجعل مع كل "ماأدري والله" ينطقها إياد علاوي مواقع التواصل الإجتماعي تشتعل بالمزيد من التعليقات الساخرة بشان الذي يدريه علاوي بالقياس الى ما لايدريه.