السياسة مبدأ عظيم ومقدس، وما أقدس السياسي إذا كان عميل لشعبه ووطنه، وهنا تكون عمالته مقدسة ايضاً، لكن، إذا ما شابت السياسة مزايداتها، وأصبحت أداة للتجارة في عقول الجماهير، حتما ستصبح من احقر وأقذر المبادئ. التسوية الوطنية التي انتقلت عدواها الى دول أخرى، منها سوريا ولبنان، ولابد من الاعتراف انهم وجدوا علاج للمزايدات السياسية التي اعترضتها، وهم الان في طور التطبيق، لكن في العراق صاحب المبادرة الام، استفحل مرض التسقيط واشل حركة التسوية، ولولا مراعاة القائمين عليها، للفظت أنفاسها الأخيرة. واجهة التسوية الوطنية خمسة مستويات: المستوى الأول: الرافض ظاهراً المؤيد سراً، وهؤلاء كان رد التحالف الوطني لهم "ما مشروعكم البديل"، وان كانوا لا يحملون بدائل، لكنهم استطاعوا ان يجروا الشارع الى مسميات أخرى قد تعينهم انتخابياً، وأعلنوا مشروع من اديم التسوية نفسها! وهو المصالحة المجتمعية، لا أدري كيف تكون المصالحة مع المجتمع والساسة في تخاصم! وجميعنا نعلم ان غالبية الشعب يسير خلف اجندات سياسية معروفة يتبعون تحركها. المستوى الثاني: المتحفظون عليها وفسر التحالف تحفظهم، لأنهم لم يكونوا طرفاً فيها، ودعا هذه الفئة للتشاور ومناقشة المشروع، وها هي أذرع التحالف الوطني مفتوحة لمن يريد النجاة والاستقرار للبلد. المستوى الثالث: الرافضين لها جملة وتفصيلا، وهؤلاء ما اشارت لهم مقدمة مقالنا، حيث يبحثون عن مزايدات تمكنهم من المتاجرة بعقول الشعب، باحثين عن أصوات انتخابية رخيصة، ولم يعلموا ان الوقت لم يعد كافياً، للمزايدات وان التاريخ سيسجل من يتخلف ومن ينطلق لمصلحة الوطن. المستوى الرابع: المؤيدون لها ولديهم تساؤلات، كان الرد: لا يمكن للتسوية الا ان تكون واضحة وشفافة وتحت النور، لاسيما وانه لا تسوية والمفخخات تنهش في اجسادنا، لذلك كان اول محطات التسوية مع الدول المتدخلة في وضع العراق. المستوى الخامس: المدفعون عنها، وهم اولائك الذين يسيرون بها بخطى ثابتة، إذا ما هزها ذو القربى. خلاصة القول: مخرجات التسوية الوطنية، الامن والأمان والاندماج الإقليمي، ولا نحصل على مخرجاتها في ضل تناحر وتصادم سياسي، ولو تحققت التسوية فتح باب للمصالحة المجتمعية التي سوف تكون سهلة المنال.