يؤلمنا كثراً عندما نقول اننا بعد (2003)، عشنا في مغالطات كبيرة في واقعنا السياسي والاجتماعي والإنساني، وما زلنا ندفع ضريبتها، حيث سادت المصالح الفئوية الضيقة، وطغى التفرد ربوع المجتمع، وحتى القليل ممن يريد الخير حورب بدواعي الاعلام الاعمى والسياسات الفاسدة. هنا نود ان نشير الى بعض المغالطات التي أكلت خضار ربوعنا، وهي غيض من فيض فما خفي كان أعظم: 1- من اول المغالطات ان فئة كبيرة من المجتمع بقصد او بدونه، تسير خلف مدعي السياسة، ويدافعون بقسوة امام معبودهم السياسي، بمجرد انه يستنكر او ينتقد عمل ما، حتى تراهم كشروا عن اضراسهم بلا علم وفهم لما جرى، فيما يصب التخوين نار غضبه على من تمثلت به معالم حب الوطن والعمل على اسعاده شعبه. 2- ثاني المغالطات هو ان تقوم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حكومتنا، بقطع رواتب الاعانة عن (300 ألف) ارملة ومطلقة وعاجز! بذريعة انهم تجاوزا مستوى خط الفقر، وشرعوا قانونهم دون النزول الى الوضع المأساوي لكثير من اولائك الذين ينطبق عليهم المعنى الحقيقي للفقر، فيما تستعاد مناصب نواب رئيس الجمهورية الذين يشكلون حلقة زائدة اثقلت كاهل البلد، ومستحقات واحد منهم تعادل اعانات ما قطعوا مستحقاتهم. 3- تقوم وزارة التجارة التي تفوح منها نتانة بمجرد ذكر اسمها، بمصادرة المواد الغذائية لكثير من المحال التجارية بحجة ان صلاحيتها ستنتهي بعد ثلاث أيام، وستصبح غير صالحة للاستخدام البشري! لكنها تقوم بنفسها بإستيراد كميات كبيرة من الرز الهندي الفاسد، في صفقات أفسد منه. 4- يتبرأ قضائياً من ينادي بمليء الفم ان تنظيم القاعدة إخواننا، ويسترجع من شمله قانون اجتثاث البعث، ويطل من كان شريكا بتسليم ثلث الوطن للدواعش، من قناة تدعي المقاومةّ وتعرفه لجمهورها انه قيادي في الحشد الذي حرر تلك الأراضي! فيما القائد الحقيقي للحشد ومؤسسه يرد سهام التسقيط وحيداً بمعية ثلة تستهدف لأنها تدافع عنه. هذا وغيره كثير من المغالطات التي لا يطول المقام لذكرها، والتي سيرها اعلام فاسد واجندات أفسد، وجعل من الشر خيراً في منظار البسطاء وبأثمان بخسة. خلاصة القول: نحن بحاجة الى حرق كل أوراق الاعلام الفاسدة، واستبدالها بأقلام إذا ما اقسمت على مهنيتها بحب الوطن، تلاشت كل الدهاليز الضيقة المؤيدة الى منافذ التسقيط الممنهج، بعدها سنصنع شعبا لا يعيش تحت وطأة الفساد، ومصلح لا يتقلب بين دكاكين الفاسدين طالباً لبضاعة مزجاة.