العراق/بغداد
بعد أن وجه أردوغان "تهديدا" لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، بأنه في حال توجهت القوات العراقية نحو تلعفر، فأن القوات التركية ستتحرك أيضا بذات الاتجاه، قال اليوم اسامة النجيفي إن "التصرفات" في تلعفر بعد 2003 ساهمت بالوصول لـ"نهاية شبه مغلقة"، فيما طالب بـ"تسوية" قبل عمليات التحرير!!!.
يوم أمس، تم الكشف عن تهديد أردوغان للعبادي، واليوم الأحد، استقبل النجيفي أحد وجهاء تلعفر عبد الله السيد وهب، وأكد النجيفي في اللقاء على أن "معالجة الوضع في تلعفر ينبغي ألا تتوقف عند حدودها العسكرية والأمنية، بل تتعداها للتصدي للخطر الفكري الذي يمثله التفكير الظلامي لداعش".
وأشار إلى أن "التصرفات التي أعقبت عام 2003 وما تلاها لم تكن ذات جدوى، بل أنها ساهمت في سحب الوضع العام إلى نهايات شبه مغلقة، لذلك فالحل الحقيقي ينبغي أن يكون نابعا من أهل تلعفر أنفسهم عبر منهج يضمن الإخاء والمساواة أمام القانون وفي فرص الحياة والاطمئنان على المستقبل، ذلك أن عدم استقرار تلعفر يقود إلى عدم استقرار الموصل والعكس صحيح".
هنا حمل النجيفي أهالي تلعفر مسؤولية ما يجري، وأن ما جرى بعد 2003، كان سببا في جر القضاء إلى هذه النهاية، كلام النجيفي جاء مضمونه "مطابقا" لرؤية أردوغان وما يبتغيه من تلعفر، حيث بدلا من أن يمارس النجيفي دوره كمسؤول وسياسي عراقي أخذ يلوم الأهالي على ما يجري، و"يؤنب".
لا يخفى على أحد، ارتباط النجيفي، بأردوغان، ووقوفه إلى جانبه، ومعارضته لتحركات الحشد الشعبي، و"الهستيرية" التي إصابته يوم إقرار قانون الحشد الشعبي في البرلمان، حيث خرج بمؤتمر صحفي وكان مشدود الأعصاب، وبدأ بالتهديد والوعيد بالانسحاب وشن هجوما على الحكومة والبرلمان.
الحشد الشعبي، الذي يطوق تلعفر حاليا، ويقف على مشارف القضاء، سيكون، وبحسب مصادر، صاحب دور مهم في عملية تحرير القضاء، وهذا ما يرفضه أردوغان والنجيفي.
لقاءه اليوم بالسيد وهب، جاء لإيصال رسالة عن الخطوات المستقبلية للقضاء، ومصيره، ومن سيحرره، وربما حاول النجيفي فرض "إرادة" أردوغان، وهذا ما أشار إليه بيان مكتب النجيفي.
حيث قال المكتب أن النجيفي شدد على ضيفه بأهمية البدء الفوري للعمل، والوصول إلى تفاهمات وتسويات مجتمعية قبل تحرير المدينة، وشدد أيضا على أن يكون تحرير تلعفر من قبل الجيش العراقي ومسكها من قبل البيشمركة.
ما هي الخطة التي وضعها النجيفي لتلعفر، ويطالب بتنفيذها قبل التحرير، في ظل سيطرة عناصر داعش على القضاء، وما هي "التسوية" التي يريد أن يفرضها، هل سيتم دمج عناصر داعش مع المجتمع هل ستكون التسوية معهم، وقبل التحرير، حتى بعد العملية، لا تجد القوات الأمنية أي عنصر من داعش؟؟.
هل يشير حديث النجيفي، إلى أن من يسيطر على تلعفر هم عناصر على صلة به أو بأردوغان، ولا يريد كشف أمرهم أو اعتقالهم، ولماذا يدافع عنهم، مدينة خاضعة لسيطرة تنظيم إرهابي، كيف ستكون التسوية ومع من؟؟.