عندما يخاف العالم من المشروع الإسلامي، على النحو الذي قد يمكنه قيادة العالم وتحقيق السلام العالمي، عندئذ تدرك حجم المخططات والمؤامرات الدولية التي تحاك ضدنا، من أجل أن نعيش في متاهات الطريق الذي ترسمه شياطين السياسة العالمية، ولذلك كانت المنطقة العربية لخيراتها الوفيرة، وعقولها الأكثر حرية وجهاداً، محط أطماعهم منذ زمن ليس بالقريب. إن القضاء على عقولنا وتحطيم أرادتنا، تطلب من شياطين الغرب التعاقد مع الأبالسة الدعاة، لكونهم أدوات تتقاذفها هي وأذنابها ممَنْ يسكنون مستودعات الخوف والهوان، بعيداً عن مضامين ديننا الحنيف، والذي يسعى الأعداء حثيثاً تزييف حقائقها وتلويث تعاليمه. تغير المشهد شيئاً فشيئاً حتى بات أراذل القوم أعزتهم، وإذا دخلوا قرية أفسدوا فيها، ولذلك تجد أن مطابخ البنتاغون والموساد، دائماً ما تبحث عن لاعبين جدد، يتداولون شؤون الشعوب العربية، شريطة الإيفاء بالعهود والإلتزام بالعقود المبرمة مع الأسياد، ومتى ما إنتهت صلاحية أحدهم ركنوه في دفة التأريخ، ليتم القضاء عليه وبما ينسجم مع إدعاءاتهم للديمقراطية والإنسانية، وما أروعها من إشاعات وإشعاعات شيطانية، تنطلي على عقول السذج. رأس أمريكا الضخم يمتلك كثيراً من الأدوات، لكن ما حدث في العراق قد يحاول البعض التقليل من قيمته، فالظاهر أن أمريكا عندما إحتلت العراق عام ( 2003)، كانت قوات المعارضة تطالب بأن يكون التغيير من داخل الوطن وبأياد عراقية، أما دخولها في خضم الصراع العراقي، فهي ورقة سوداء تمكن العراقيون من تمزيقها، وفوت الفرصة على أمريكا وأذنابها، لأن تخطط المزيد من الخراب والدمار للوطن أرضاً وشعباً. أمريكا تفاجأت بالواقع العراقي ولم تدرك حجم التحديات التي تواجهها، وقد يكون تغافلها أو تناسيها من أن في العراق أحراراً يحملون مضامين نهضة حسينية، أبت إلا أن تجدد في رجالها الصبر، والصمود، والتحدي، ورفض الضيم والظلم. المواطنة لا تحتاج الى دفع أو تشجيع، فلاعبو العراق يفترسون أبواب الجحيم، لينعم عراقهم بالأمن والأمان، لذا إنقلبت موازين اللعبة السياسية في العراق، وما خططت له في عشر سنوات، تم بجهد عراقي خالص في ثلاث سنوات، وعن طريق قيادة دينية محنكة أرعبت العالم، ومزقت صفحات الطائفية والمذهبية، والتقسيم، لقد رسمت المرجعية الدينية صور التلاحم الوطني بين العراقيين، ووحدت كلمتهم حينها أرهقت آذان الأعداء. ختاماً: مازالت المخابرات في المطابخ العالمية، وعلى رأسهم الشيطان الأكبر يبحثون في مزبلة الفساد والإرهاب، بين الفينة والأخرى، لصناعة لاعبين على رقعة الشطرنج الخاصة بهم، لتنفيذ سياستهم القذرة، ولا نعرف ماذا تخبئ لنا الأقدار! قيس النجم