تنبأت القوى العالمية في القرن الماضي، محذرة من إنشاء هلال يمكنه تخريب كل المخططات، التي عمل عليها دهاقنة السياسة الإستعمارية، ولو لم يكن هنالك مشروع، لما حذر الملك عبدالله الثاني من "الهلال الشيعي"! وقطعا قام هذا الهلال بمهامه على أكمل وجه دون إتحاده، وعمل منفرداً وكأنه متحد مما حير العالم وغير البوصلة، وقلب النتائج التي إنطلت على كثير من الدول، دون الدول الثلاث العراق سوريا اليمن، والمتهم الرئيسي في هذا إيران! هذه الدولة التي فتحت أبوابها حينما أغلقها العرب، الذين ينتظرون سقوط الدول ليكتمل المسلسل المعد سلفاً، في كواليس السياسة القذرة، التي لا تقيم لكلمة الإنسانية وزناً، فكانت النتائج كارثية لحجم الضحايا من هذه الدول. السيد الخامنئي مرشد الثورة الإسلامية في إيران، وصف الإجتماع الأخير المنعقد في مصر بالهزيل، والتصريح الذي خرج مما تمخض عن إجتماع الدول المسماة عربية للأسف، إدانة حزب الله ووصفه منظمة إرهابية، بيد إن داعش لم تكن إرهابية! لان منبعها نفس الدولة التي دعت لعقد المؤتمر، وعلى عجالة ومن التصريح، يبدوا أنه تم كتابته من قبل الدهاة، التي تقف خلف مشروع داعش وباقي التنظيمات الإرهابية، التي عاثت بالأرض فساداً، ونسوا أن حزب الله وبالتعاون مع الجيش السوري، إستطاعوا إيقاع شر الهزائم بهذا التنظيم، الذي يستقي فتاويه من دين عبد الوهاب، الذي تدين به المملكة السعودية. محير أمر الدول التي أيدت قرار الإدانة، فهي من باب تقول أن داعش منظمة إرهابية، ومن باب تدين مقاتلته! والمحيّر أكثر أن مصر تعاني من هذه الحالة التي إكْتَوَتْ بنارها، فها هي اليوم تصرح بأنها تحارب نيابة عن العالم، ونسوا وتناسوا العراق الذي يحاربه منذ عام ألفين وأربعة عشر! وقبلها تنظيم القاعدة الذي يضم بين طياته قادة في الإرهاب، وأغلبهم مصريون وسعوديون، والإثنان متشابهون من حيث الأيديولوجية التي يتبناها فكر الإخوان، الذي تحاكم اليوم المحاكم المصرية أعضائه، وعلنا بأحكام ثقيلة تراوحت بين الإعدام والمؤبد، ومرسي على رأس القائمة. السعودية هذه الدولة التي بدأت علامات إنتهاء صلاحيتها للعيان، وحسب إستشهاد الرئيس الأمريكي، البقرة التي سيجف ضرعها لنذبحها! وبات مصيرها قاب قوسين أو أدنى لإنتهائها، وما العملية الأخيرة التي بدأها محمد بن سلمان، إلا البادرة التي لا تريد إعلانها أمام الملا بإفلاسها! وباتت الخزانة فارغة، وبحجة محاربة الفساد ومحاسبة المقصرين بدأت مرحلة الإبتزاز، والأخبار التي تناقلتها بعض المواقع أن هنالك صفقة، يتم من خلالها التنازل عن الثروة، من بعدها يتم إطلاق سراح من تم حجزه في أحد الفنادق، الذي تم إخراج نزلائه، ليكون سجن ملكي من طراز خاص، وتقدر الثروة التي سيجنيها بن سلمان، تقدر ب ترليوني ريال سعودي. الدور المصري يكاد يكون ساكناً إلا في التصريحات، ومتذبذبا في المواقف، تارة يقول أنا مع التحالف العربي، وتارة أخرى لا يريد الدخول بحرب مع اليمن، لأنهم جربوها سابقاً، والتصريح الذي ألقاه أبو الغيط على المسامع، لم يُعرف ماهية الموقف للحكومة المصرية منه، ولا ننسى الموقف المصري تجاه الأحداث السورية بالأمس القريب، ليخرج لنا قبل عدة أيام أنه مع الحكومة السورية، المتمثلة بالرئيس السوري بشار الأسد، نتمنى أن يكون الموقف الحكومة لمصر، يغاير موقف الجامعة التي دعت اليها المملكة السعودية، والذي لا يعرف طبيعة الأمر من الجانب السعودي، يعتقد في داخله أن حزب الله داخل بحرب مع السعودية، بيد أن الأمر لا يعدوا غير أن السعودية تدافع عن الكيان الإسرائيلي، بكل ما أوتيت من قوة، وهذا فيه دلالة واضحة أنهم أبناء جلدة واحدة. التصريح الذي ألقاه السيد حسن نصرالله، فند كل شيء، وكشف الحقائق والزيف الإعلامي السعودي والخليجي، التابع لهذا المسار المخزي، والذي يترك المعتدي ويبحث عن الهفوات لفصيل أذاق المحتل مر الهزيمة، وعجبي عن الإرتباط بين الكيان والسعودية وباقي دول الخليج، أذكرهم بأن التاريخ لا يرحم، ويسجل المواقف، والتحفظ من قبل العراق وباقي دول التي تعارض الكيان الصهيوني، لم يأتي من فراغ، بل وقعت عليه الدول العربية، بعدم الإعتراف بهذا الكيان الغاصب منذ زمن بعيد، لكن الذي يجري اليوم من قبل السعودية، التي تملك المال بالتسويق، لأجل القبول بإسرائيل كدولة صديقة، وفرض أمرها شيئا فشيئاً يكون التطبيع، لكنهم في السابق كانوا يخشون إعلان صداقتهم، أما اليوم فالمواقع الإسرائيلية تقولها من دون خجل أو خوف، أن السعودية تمتلك علاقات متينة مع إسرائيل! وهي ليست وليدة اليوم. حزب الله إستطاع حماية لبنان، عندما دخل بحرب مع داعش من خلال المعارك في جرود عرسال، مما حدا بالدولة اللبنانية، مسايرة الحدث وجَيّرَتْ النصر لها، والصفقة التي جرت حول الأسرى من الجيش اللبناني، ما كانت ستتحقق لولا المقاومة، مما أعطى دافعاً قويا لحكومة لبنان مساندة الحزب، وهذا الذي أغضب السعودية التي إستدعت الحريري بعد فشل مشروع التخريب وتَوبيخَهُ وإجبارهِ على الإستقالة! لأنه لم يستطيع منع المقاومة من سحق داعش، وملاحقة هذه الجماعات في الأراضي السورية، هو لعدم تكرار المسلسل في وصولهم للأراضي اللبنانية مستقبلاً، وهذا أيضاً أغضب العائلة المالكة في السعودية، لأنها صرفت على هؤلاء العتاة أموالاً ضخمة، وهذا يعد أحد أهم الأسباب، التي حطمت آمال إسرائيل في ضرب المقاومة في عقر دارها، ونشوب حرب أهلية. رحيم الخالدي