امجد العسكري يكتب: وفدينا العراق بشهيد عظيم

آخر تحديث 2017-12-02 00:00:00 - المصدر: مقالات عراقية

يختار اهالي الامازون في كل عام أجمل وأسعد بنات القبيلة، ويبرجوهن ويسقوهن شراب السيم المستخرج من نبتة تنمو في غابات الامزون الاستوائية في القارة الامريكة الجنوبية، حيث تستخدم في بعض طقوس الديانات الشرقية القديمة، ويعتقد إن من تحتسي شرابها تنال الخلود، لكي يشعرن بمنتهى لذة الفداء في سبيل العشق والفناء، في الايمان والغرق في الامازون، ومن ثم يأتون بهن في وسط صخب الطبول والابواق المجنونة ويرموهن في النهر، وفي معبد امازون الازرق، حتى تزهق روح الفتاة, وتسكن من شدة الم الحب, ومن فرط اللذة, فداء للمعبد. كان معبد العراق، عشق الملايين من الشعب، ذلك المعبد الطاهر، ارض ابراهيم عليه السلام, ومهبط الحضارة والحرف الاول, كظم غيضه واشتاق لدماء ابنائه، بعدما فتحت ابوابه بوجه الايادي العفنة, والدماء الآسنة، وكانه يقول اشتقت لتضحيات ابنائي، وكان المعبد الرافدين، عطش ظمآن، فظمئه كروحٍ ساخنةٍ تدور في ينبوع ماءٍ باردٍ. تعالت هتافات العاشقين الوافدين، من أبناء عليٍ والحسين, وأبناء الكاظمين والعسكريين, وأحفاد اسماعيل، وقد احضر كل واحد منهم سكين، ولا بديل عنهم بكبش عظيم، دمائهم كانت تغلي في عروقهم، متلهفين للتضحية من أجل حبهم لوطنهم، فتشخب دمائهم القانية من اوردتهم، فتفيض ارواحهم بين ثنايا الوطن، قربانا لتراب ارضهم التي هاموا فيها عشقا، لأنهم أبوا ان يُدنس نقاء هوائهم انفاس الزائفين والمتأسلمين، شعب تربى على الإباء، فكانت شعارات الجهاد في سبيل الله تهلهل في سماء العليا، رهن اشارة قائدهم ومرجعيتهم التي التفوا حولها كما تلف القلادة على عنق الفتاة. (ليس العطاء من الفضول سماحةً حتى تجود وما لديك قليل)، لن يرضوا بأن توصف تضحياتهم كأضحية قابيل، كومة من الحنطة البالية، كانت قرابينهم ازكى واكرم من جدهم هابيل، هابيل اضحيته كانت ناقة شقراء، من افضل ما يملك، اما هؤلاء المخلصين الاوفياء، فكانت تضحياتهم تلك الارواح التي لا يضاهيها ثمن، اراقوا دماء نحورهم على صخور " جرف النصر", وصحراء الانبار واعتاب ملوية سامراء, وعلى كل بقعةٍ من ارض العراق وطأتها أقدام الغازين، لتطهرها من نجاسة ما وطأته اقدام داعش. يقف القلم منحنياً خَجِلاً، عندما يتحدث عن قرابين الشهادة والفداء، عندما يسطر اروع ملاحمهم البطولة والإباء، لأكباشٍ تفانوا من اجل عشقهم الازلي، بتضحيةٍ ينتشون في نهاية مطافها الدنيوي، ليسعدوا في واحة العشق الأزلي، فيغبطهم كل من حولهم لما هم فيه من سعادة، يعجز الواصفون عن وصف كنهها، هؤلاء هم امراء الجنة وشهداء العراق وعشاق ترابه الطاهر. امجد العسكري