عندما يتكلم الضمير؛ عن كل اللذين اذهلوا العالم؛ من خلال مواقفهم الوطنية الكبرى؛ والتي ادخلت بلدانهم في سجلات التراث والمواقف التاريخية التي غيرت من معالم العالم في فترة من الفترات ؛ ستجد ان اسم علي السيستاني ؛ قد دخل معادلة التاريخ الكبرى ؛ لأنه رجل قد رسم ملامح السلام والنصر ؛واستطاع في فترة بسيطة هزيمة اكبر قوة ارهابية في العالم الحديث ؛تخوف منها العالم وجهز لها الاساطيل والجيوش.
ولد اية ال.... السيستاني في مدينة مشهد الايرانية عام 1935 ؛ ودرس في النجف وقم ؛ وكان تلميذا لكل من الامام محسن الحكيم والامام الخوئي ؛لذلك ينتسب اليهما في (المرجعية التقليدية )؛ وهما من اجازاه بالاجتهاد بالإضافة الى بقية مراجع التقليد اللذين اكدوا ذلك له ايضا مثل السيد السبزواري ؛ تولى زعامة النجف بعد وفاة المرجع السبزواري عام 1992.
ارتبط اسمه بالتغير الذي حدث في العراق بعد عام 2003 ؛ وقاد البلد نحو الهدوء والسلام ؛والتفنن في لغة الحوار التي ظهرت عليه طيلة ال13 الماضية. في اكثر من واقعة؛ طيلة تلك الاعوام اثبت السيستاني انه رجل حكمة وقائد كبير يشار له في البنان في كل العالم ؛ فمن واقعة النجف ومعاركها مع الامريكان ؛ الى فرض كتابة الدستور بأيدي عراقية ؛ثم اقرار الانتخابات ؛ وحل المعضلات الكبيرة التي كادت ان تعصف بالعراق مثل تفجير قبة الامامين العسكرين في سامراء؛ انفتاحه الكبير على كل ابناء الشعب العراقي من مختلف القوميات والاديان والمذاهب؛ فكان الخيمة الكبرى؛ التي يلتجا ليها الجميع في اشد ضراوة الظروف والمشاكل والمعوقات فحمل الهم العراقي كثيرا ؛وساوى بين العراقيين فاطلق حينها (السنة انفسنا ) ؛فتح بابه للجميع ؛ وامر بصرف اموال الحقوق على الجميع من نازحين وشهداء وفقراء في لوحة جسدت اعظم الابوية في تاريخ الاسلام الحديث.
دخل داعش العراق في ظروف يعرفها الجميع ؛وانهار البلد تماما في غضون يومين فقط ؛ سكت الجميع ؛ وتبخر كلام البعض من قادة البلد سريعا ؛ فاصبح في مهب الريح وبدا داعش بالتمدد في سرعة تشبه سرعة البرق حتى سقط ثلث العراق في ايديهم ؛ مع صمت ودعم اغلب العالم لهم ؛ انتظر العالم اجمع ما يخرج من ذلك البيت القديم جدا والمتهالك ؛ في احد ازقة مدينة النجف القديمة ؛ فنطق فتواه الشهيرة ؛ في غضون ساعات فقط ملؤت جبهات القتال بالملايين في خروج مذهل من البيوت وتسابق الى جبهات القتال في مشهد يشبه التسابق الى يوم الحشر؛ فالفتوى كانت كفائية ولم تكن وجوبية ولم تشمل كل مقلدين الامام في كل انحاء العالم ولو كانت وجوبية ولكل العالم لحدث شيئا لا يتوقع ان يحدث في هذا العالم يوما ما ؛ رسم فيه العراقيون لوحة الطاعة العمياء لذلك الرجل ؛فوقف العالم مذهولا لما حصل ؛ فالذي فعله الرجل لا يمكن لغيره ان يفعله مهما علا شانه ؛ فالإلهام الالهي كان واضحا جدا لنائب الامام المعصوم . تصدر الحدث؛ نشرات الاخبار العالمية ومواقع التواصل واهتمامات رؤساء العالم والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي وحتى داعش ومن يقف خلفهم انذهلوا مما حصل انها (صعقة النجف الكبرى ).وفي غضون42شهرا استطاع الملبون للفتية من الانتصار على داعش وتحرير العراق من اقصاه الى اقصاه في فترة قصيرة جدا قياسا لما كان مخطط له من قبل الصهيونية والدواعش ومن خطط لهم .
الامام السيستاني ؛ يستحق من العالم اجمع والمسلمين والعراقيين تخليده في تاريخهم ودراسته؛ ودراسة المرجعية ومعنى الفتوى؛ لمن لا يعرف ماتعني ؛ فالرجل فعل كل ذلك بدون ضوضاء تذكر ؛ وحافظ على دماء المسلمين في اكثر من واقعة؛ وحفظ ارضهم من تمدد داعش انه ظاهرة القرن الواحد والعشرين؛ انه رجل نوبل لعقد وليس لعام واحد فقط ؛ فلأعجب لمن يجاور علي اكثر من نصف قرن ان يكون....رجل سلام العالم الاول...ومنقذ دار السلام.