الحقيقة ضياء شمس ساطعة لا يحجبها الغربال، تطبيق للمثل العربي والكذب بات السمة التي غزت المجتمع، وأصبحت حقيقة يتداولها سذج القوم! وهم يعرفون بقرارة أنفسهم أنها كذبة، لكنهم يصرون على تداولها لمرض يعانون منه، ويحتاجون لعلاج في المصحات العقلية علّهم يجدون ضالتهم المنشودة، وتتقدم رأس القائمة العالمية أمريكا، التي تمتلك أكبر المؤسسات في كيفية ترويج الأكذوبة، من خلال دراسة طبائع الشعوب، ليجدوا الثغرة التي ينفذون خلالها! وما جرى في المنطقة العربية أخيراً دليل واضح، في كيفية بلع الشعوب العربية ذلك الطعم، الذي أحال المنطقة الى دول متصارعة داخليا، بمشاركة شذّاذ الآفاق المستوردين في إستدامة المعارك داخل البلاد. العراق وسوريا أرض خصبة ومهيأة للفوضى، نتيجة الكبت الإعلامي لفترة طويلة، والعطش للاطلاع على حياة الشعوب وطبائعهم، يرافقه الحرمان، والدرجة الأولى كانت من نصيب العراق، كون سوريا أقل وطأة، فأوجدت السعودية مساحة واسعة للترويج المخادع بأسم الدين الإسلامي الأصيل، الذي يعتبر أكبر مشرع في الحفاظ على الروح الإنسانية، من خلال الآيات والأحاديث التي تؤكد في حفظ النفس الكريمة، لكن المصالح السياسية تختلف إختلافا جذريا عن الدين، تساندها السعودية مصدر ترويج الأفكار الهدامة، من خلال الفتاوى التكفيرية، لأنها أسهل طريقة في التوغل، نتيجة الجهل الذي أنتجتهُ السياسة الأموية ليومنا هذا، وإن كانت المعالجة بطيئة لكنها زرعت جذور نحتاج لسنين باقتلاعها. الفتوى التي قلبت الموازين أدارت الدفة، من إستيلاء داعش على ثلاث محافظات، الى هزيمة نكراء! ولا يعرفون كيف تعويض هذه الخسارة، والجانب السوري أيضاً عمل كمنهج العراق، واستطاع أيضاً تحرير معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها هذه المجاميع الإرهابية، ولولا تدخل الجانب الأمريكي لكانت داعش منتهية منذ الشهر الرابع لعام ألفين وسبعة عشر، خاصة معركة الموصل التي طال أمدها بفعل هذا التدخل، لكن النصر تحقق وإن كان متأخراً، وما يثير الريبة بالأمر أن التدخل كان يجري في الخفاء، أصبح اليوم علنياً أكثر من ذي قبل! وتحت الأنظار وفي النهار وعلناً من دون إستحياء ولا خجل، وما جرى في طوز خورماتو لهو الدليل الدامغ، بكيفية إستدامة وجود الإرهاب ومجاميعه، بكافة مسمياته على التمويل الأمريكي له. الطائرات نوع شينوك وبلاك هوك، تنقل اؤلئك الإرهابيين من منطقة لأخرى بأوامر واشنطن، مع إدعائها بمحاربتهم! وهذا نقيض الحقيقة التي يتبجح بها المسؤولين الأمريكيين، وتواجدهم على أرض المعركة بذرائع شتى، ليس إلاّ لحمايتهم من قوة وبأس القوات الأمنية والحشد، أقول لهم أين كنتم عندما دخلت هذه المجاميع أول مرة، والخديعة التي قمتم بها يشارككم مسعود برزاني بخذلان القطعات، التي كانت تمسك بزمام الأمور بإنهيار كبير! ليأتي الدور على تلك المجاميع، بإقتراف أكبر جريمة في سبايكر، الذي ذهب جراءها جنود عزل فقدوا حياتهم لأنهم عراقيون، هل نامت الأجهزة الذكية أو أغمضت عينيها متغافلة ومتعمدة إدخال شراذم البشر ليعيثوا فساداً بالأرض. تتكرر دائما ضربات الطائرات الأمريكية، وباقي الأسلحة الذكية الأخرى، إستهداف قواتنا الأمنية، خاصة عندما تشتد المعارك ضد الإرهابيين، ومما سجلته الخروقات في تل صفوك على الحدود السورية، عندما قامت إحدى التشكيلات بالهجوم على أحد التنظيمات الإرهابية، وصلت حد القضاء عليهم، جاءت تلك القذائف لتوقع خسائر بالتشكيل! مع نفي الجانب الأمريكي بعلمه بهذه الضربة، فمن أين أتت هذه الصواريخ؟ ومن جانب آخر أيضاً، عندما قام تشكيل سرايا الجهاد بالهجوم على تمركز للإرهابيين، جاء الرد سريعا أيضاً، ليقصف خط الإمداد تاركاً حفرة كبيرة، يدل على قوة الصاروخ المطلق من الجانب الأمريكي، وفي جانب آخر سجلت الكاميرات الحرارية في أكثر من مكان، تواجد للطائرات الأمريكية، وهي تزود الإرهابيين بالمؤن والأسلحة والتجهيزات. مطلوب من الحكومة وعلى رأسها السيد رئيس الوزراء، إيضاح التدخل السافر، وخاصة المعارك وقصفها المتعمد لقواتنا للرأي العام! ولمجلس النواب، ووزارة الخارجية لتسجيل ذلك بشكوى لدى الأمم المتحدة لردعها، وإذا كانت عاجزة دعوا الشعب يتصرف معهم بما يرونه مناسباً، مع الخروج بتظاهرات عارمة للمطالبة بخروج هذه القوات الداعمة والمؤيدة للإرهاب، كذلك مطالبة السفير الأمريكي بتفسير على الإعلام ببيان، يوضح فيه ذلك التدخل السافر بالشأن الداخلي ولماذا تتعمد هذه القوات مساعدة الإرهابيين لأكثر من مرة مع الاعتراف الأمريكي بأنهم من يقف خلف هذه التنظيمات! التي لا تعرف سوى لغة القتل والتهجير، وتطبيق شريعة الغاب التي تساندها فتاوي مملكة الشر. رحيم الخالدي/ كاتب عراقي