ماهر ضياء محيي الدين يكتب: مسرحنا بين الماضي والحاضر وحرب الكلمة ودورها

آخر تحديث 2018-01-04 00:00:00 - المصدر: مقالات عراقية

مسرحيات بقيت رائدة رغم مضي سنوات طويلة عليها في أذهان الكثيرون بما حملت من معاني جميلة و كلمات بسيطة عبرت عن تراثنا الخالد و أعطتنا دروس و عبرة عن طريق ذكر الأمثال و ما أروعها من دروس و حكم أنها مسرحية الخيط و العصفور وغيرها المسرحيات الماضية التي لا يمكن أن ننساها. و لكن ما نشاهد اليوم في أسلوب عرضها و طرحها للمواضيع نجدها لقد ابتعدت كل البعد عن تكون مسرحيات اقرب لوقعنا ولا تحمل مفاهيم حقيقية تعالج أفكار دمرت عقول الكثيرين ونحن في أمس الحاجة لمواجهة تيارات فكرية غرست في مجتمعنا ثقافة التطرف والانحراف. قد يقول قائل لماذا المسرح و ما علاقة ليكون سلاح بوجه هذا النهج وأهمية الكلمة في حربنا ضد الغزو الثقافي ودورهما معا في حل جذور المشكلة. لو ابتعدنا قليلا عن مسرحنا نجد أن اغلب مشاكلنا وما وصلت أليها اغلب أمورنا بسبب كلمة حق يراد بها باطل وما أكثرها ولأسباب سياسية و طائفية ونحن نعيش وقعها و التي أكثرت بنا الجراح و قتلت الأبرياء وذبحتنا باسم الدين وهدمت الجوامع وسبيت نساءنا وعزوتنا أفكار انغرست بعقول شبابنا و تجدرت في مجتمعنا فاصب البعض التطرف و الانحلال و الشذوذ فا صبحنا عاجزين أمام إما هذا الطوفان . فمن يظن إن طريق القوة و السلاح الخيار الأمثل لمجابهة هذا الفكرة المدمر لما وصلنا إلى هذا الحال المتردي بكل شي و نشاهد ثقافات وتصرفات لا تتناسب مع قيمنا الدينية والأخلاقية في مجتمعنا. لذا قد يكون الحل بأن نوجه كلمة تحمل في مضامينها ومدلولاتها وقع اشد من حد السيف و تكون علاجنا الأنسب لمشكلنا و اثر في نفوس الكل و مداركهم سنجد الوسيلة التي يمكن إن نضمن من تحقيق ما هو مطلوب و نصيغ من خلالها كلمة هادفة تحاكي العقول و تستفز الوجدان فنختار الطريق الأقصر لتحقيق مبتغانا أنها المسرح صاحبة المهمة بما تتميز من امتلاكها نوافذ تستقطب الجميع إليها و يكون لها صدى لدى الكل. لقد اثبت التجارب أن للمسرح فاعليته وكفاءتها لدى المشاهد وما تحدثنا فيها سابقا عن معطيات و دور مسرحية الخيط و العصفور خير دليل الذي يذكر الناس بقيمة الأمثال , وبنفس النسق نستخدمها في مخاطب المجتمع بلغة واقعيه منطقيه و نستهدف من خلالها الفكر المنحرف المتطرف لتكون الصورة واضحة و مبنية على الحقائق و الوقائع ونجسدها من خلال مسرحية قد يكون بها مشهد يقلب الموازين ويغير تصورات البعض للأمور أو تكون لهم تذكير بماضي البلد و أمجادة. أمالنا في الجهات ذات العلاقة إن تلفت إلى أهمية دعم هكذا توجهات و نحن نعيش اليوم أفراح و الانتصارات و بدء صفحة جديدة ننطلق من خلالها نحو الأمام من بناء في البناء و الأعمار و مكافحة الفساد لان مخرجات الإعمال الفنية و الدرامية بما تحمل من كلمه هادئ هادفة قد تحقق المطلوب وأكثر. ومن جانب أخرى نعطي رسالة للجميع بأننا شعب مسالم وينشد السلام والاستقرار وان ثقافة العنف والتطرف و الانحراف هي ثقافة دخيلة على مجتمعنا وان الصراع السياسية الملتهب الذي تشهد البلد هو صراع كتل و أحزاب. وبتعاون الكل ننبئ الغد. ماهر ضياء محيي الدين/ كاتب عراقي