يوم 6 كانون الثاني يوم عزيز على كل العراقيين ,لأنه اليوم الذي تأسس فيه الجيش العراقي الباسل , وبعد تاسيس الدولة العراقية نضج هذا الجيش وبعهد الملك فيصل الاول تكونت باكورة هذا الجيش بفوج اسمه فوج الامام موسى الكاظم (عليه السلام). منذ عام 1921 ولحد هذا اليوم تصاعدت كفاءة هذا الجيش التي يشهد لها العدو قبل الصديق , فكانت صنوف هذا الجيش الخمسة : البرية والجوية والبحرية وطيران الجيش والدفاع الجوي , مفخرة في الاداء والعطاء , وبلغ اوج تعداده عام 1990 الى مليون فرد واحتل المرتبة الرابعة عالميا حينها على جيوش العالم. الا ان قوى الاستكبار العالمي والاحتلال ,قد عملت الى اضعاف هذا الجيش الاصيل وحله من قبل الحاكم المدني يليمر بعد غزو بغداد وسقوطها عام 2003 , واعادة تشكيا جيش جديد بقرار من نفس الحالكم وبنفس السنة , ولكن اصبح الخدمة في جيشنا المقدام تطوعي غير الزامي؟. سجل حافل لهذا الجيش الباسل , ابتداءا من حرب مايس 1941 التي خاضها ضد القوات البريطانية ,بسبب انزال الاخير قواته في العراق دون موافقة الحكومة العراقية ,بذريعة مرور القوات البريطانية عبر الاراضي العراقية الى فلسطين الى اوربا للمعارك التي كانت دائرة هناك. حرب 1948 التي شارك بها جيشنا الابي الى جنب الجيوش العربية (المصرية, والاردنية والسورية ) حينذاك في فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني , وكان للجيش العراقي دور ملحوظ في الحرب , حيث توجد مقبرة في جنين لشهداء الجيش العراقي . حرب 6 اكتوبر عام 1973 ضد اسرائيل الصهيونية ايضا وبسالة الجيش العراقي بصنفه الجوي والبري مع الجيش المصري التي اذهلت العدو حينها , بامكانية وشجاعة الطيران العراقي. حرب الخليج الاولى والثانية التي كان فيها طاغوت بغداد العوبة بيد قوى الاستكبار العالمي ( امريكا والماسونيا العالمية) , تسببت في نشوب حروب مع جيران العراق ( ايران والكويت) , انهكت الجيش العراقي واتعبته , وقدرته , بالرغم من غزو وانسحاب الامريكان من بغداد , الا انه لم تمت وتضمحل خبرته وقدرته باتت في تصاعد وعطاء . هذه الذكريات لا يمكن ان تزول من سجل التاريخ الذي خط انتصاراته دماء شهداء جيشنا الذين ضحوا وما زالوا يضحون من اجل تربة العراق الغالية ووحدة اراضيه. بالرغم من فساد السياسيين الذين ضيعوا العراق بسبب سوء ادارتهم وتقديرهم للأمور , حدثت انتكاسة في جزء من هذا الجيش ومكنت الدواعش الانجاس , دخول الاراضي العراقية وسقوط الموصل حتى هددوا محيط بغداد .كانت لجيشنا المغوار صولات وجولات بعد مساندة الحشد الشعبي المبارك , الذي تشكل بفتوى المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف , تجلت اروع صور البطولة والايثار في هذا الجيش, عندما اراد بعض الساسة الكرد تمزيق وحدة الصف العراقي واجراء استفتاء الانفصال غير الشرعي , وقف هذا الجيش حاميا للحدود في جميع المحافظات الشمالية ولم ينجر الى حرب مع قوات البيشمركه. عطر وتحية كلمات الخاتمة الى الامهات الخادرة. افراح الانتصارات هذه تبقى ولن يزول عطر ذكراها من تربة العراق الغالية , لأنها رويت بدماء ابنائكم و شهدائكم الابرار. د.علاءالدين صبحي ال كبون/ كاتب عراقي