أيام قليلة تفصلنا عن الحسم الانتخابي، وما زال الكثير منا لم يحسم خياراته لغاية الأن، مرة تجدنا نرغب بالمقاطعة، ونرفع شعار (شلع قلع) او رديفه (كلهم حرامية) , وأخرى تهوى قلوبنا الى من نعشق ونبرر له الأخطاء التي ارتكبها طيلة تلك الفترة.
في حين تياراتنا وأحزابنا قد حسمت أمرها، برغبتها بالتغير من عدمه، وذلك من خلال الشخصيات والأسماء التي اختارتها لترشح معها في الانتخابات المقبلة، فنجد الكثير منها مصر على ترشيح نفس الأسماء الموجودة في العملية السياسية منذ سقوط النظام ولغاية الأن، والتي ربما تكون السبب المباشر في الأحباط الذي يشعر به الشعب الأن، في حين نجد قائمة واحدة أو اثنتين تناغمت مع رغبة الشعب، وأحدثت تغيرا كبيرا في منهجها، وطبيعة مرشحيها
أن خيارات الكتل لمرشحيها سهلت المهمة بشكل كبير على الناخب، لأنه من خلال لائحة الأسماء التي أمامه يستطيع أن يعرف هل هذه القوائم او الكيانات غير راضية عن أدائها السياسي وفي نيتها الاستمرار عليه، أم راجعت نفسها وبدأت بتغير مسارها ومنهجها السابق
فأن عاد وأختار الأشخاص الذين لم يؤودوا دورهم او الواجبات المناطة بهم، مما انعكس سلبا على الوضع العام بالمجمل ففي ذلك الوقت يكون هو راضي عن الوضع الموجود، وما صراخه وتذمره الا محض كذب، وغير واقعي
ما ترفعه اغلب الكتل من شعارات عن التغيير ومحاربة الفساد, يتنافى كليا مع مرشحيها الذين قدمتهم, ومنحتهم ارقام متقدمة في القوائم, فهناك الكثير من المرشحين الذين تسببوا في قتل العراقيين, او كانوا سبب في الفساد الذي نخر الجسد العراقي, ناهيك عن احتواء تلك القوائم على الكثير من الفاشلين الذين تسنموا وزارات ومناصب حكومية في الدولة, وأن تكرار انتخابهم خطأ فادح يمكن ان يكون بمثابة طلقة الرحمة في العملية السياسية.
يجب علينا عندما نختار القائمة او المرشح، ننظر الى منهج تلك القائمة من خلال النظرة العامة لها وما تحمل من مرشحين، بعيدا عن الشعارات التي ترفعها تلك الكتل، فنبحث عن القائمة التي تتوفر فيها الشروط التالية
ان تكون تلك القائمة تقدم الوطن أولا، وهنا يجب ان تكون افعالها تدل على ذلك لا كلامها، فجميع القوائم ترفع شعار الوطنية، لكن الكثير منها ليس كما تدعي.
مقدار التغير الذي احدثتة تلك القوائم في منهجها وشخصياتها التي قدمتها للمنافسة الانتخابية، بشكل ينسجم مع متطلبات الوطن والشارع
طبيعة تلك القوائم في التعامل مع الاخرين من خلال تركيزها على برنامجها الانتخابي، وترك المهاترات والفبركة التي تسيء للمنافسين في العملية الانتخابية.
برنامجها الانتخابي ومقدار مصداقيته، ومطابقته مع الواقع، من خلال تمكين المرأة وتقديم الشباب للتصدي للمناصب المهمة في الحزب او الدولة
متى ما وجدنا هذه المواصفات في أي قائمة من القوائم، نمنحها الثقة ونصوت اليها، عندها يكون خيارنا صحيح، ونحن في الاتجاه الصحيح، نعم ان هكذا قوائم ربما تكون قليلة جدا، او ربما هي قائمة واحدة فقط ، لكن هي موجودة وما دامت موجودة ما علينا الا اختيارها لنبني العراق.
خالد الناهي