التكفير والقتل أبرز امراض المسلمين اليوم، وهي مصدر ثقافة الكراهية التي تعصف بالمسلمين وتحول دون انفتاحهم على الحياة، وهي مصدر فوضى الدماء التي يعانيها المسلمون اليوم، وتحت هذا العنوان تحديدًا تُرتكب أشد الجرائــم في المجتمعات الإسلامية وكل هذا واكثر كان مصدره تلك الفتاوى التكفيرية والإرهابية لإبن تيمية فتجد أنه عندما تختلف معه عقائديًــا أو فكـــريًا فأنه يُسارع إلى تكفيرك واخراجـك من المِلة ويستبيح دمك!!. لا يحتاج الأمر لكثير من الذكاء، جولة واحدة في موقع المكتبة الشاملة باختيار مؤلفات ابن تيمية ستجد أن جملة "يستتاب وإلا قتل، أو وإلا فإنه يقتل" تكررت في كتب ابن تيمية 428 مرة منها 200 مرة في كتابه مجموع فتاوى ابن تيمية. هذا وأكثر ما دعا علماء الدين العاملين المعتدلين والمخلصين للدين الإسلامي أمثال المرجع الدينــي السيد الصرخي الحسنــي للتصدي وايقاف مجرى الدماء السائلة بحجة الردة والخروج عن الإسلام و رفضه لمنهج التكفير الحاصل بين المسلمين لمجرد الاختلاف العقائدي المذهبي وخاصة الفكر التيمي الداعشي حيث يغفل أؤلئك المكفرون بعضهم لبعض عن الثوابت الاسلامية التي وضعها الإسلام في حفظ وصيانة الفرد المسلم بدمه وماله وعرضه بمجرد أنْ يظهر ويعلن كلمة التوحيد (لا اله الا الله) بحسب الاحاديث والروايات النبوية المنقولة عن المذهبين السني والشيعي محل الاختلاف المذهبي والعقائدي عبر التاريخ الاسلامي وتسائل سماحته قائــلًا: "لو بقيت المسألة في سياق العلم والأخلاق الإسلامية والمجادلة بالحسنى لكان الحال على خير وصلاح وأنَّ الاختلاف في الآراء وانفتاح الحوارات والنقاشات والبحوث حالة صحيحة وصحية وتصب في مصلحة الجميع، (لو انتهى الأمر إلى هذا ومع ما قال ابن تيمية عن المعتزلة، سماهم الجهمية ويقول: إنَّ المعتزلة مخانيث الفلاسفة والأشعرية مخانيث المعتزلة، وحاول ينتقص منهم كثيرًا واتهمهم بالخروج عن الدين والزندقة وبالضلالة وبالخروج عن الإسلام، بفقدان العقل، كل شيء مقبول، لكن فقط القتل والتقتيل وسفك الدماء والإرهاب، هذا الذي نحن نعترض عليه، أمّا ماذا تريد أنْ تقول فلك الخيار ولك الحرية الكاملة فيما تريد أن تقول) لكن لما تكون الردود وحشية همجية إرهابية كما يحصل في أيامنا هذه فلا يمكنك ان تتصور العيش بإنسانية وكرامة وأمن وأمان، فهل يبقى بعد ذلك كلام عن الحرية الفكرية وحرية المعتقد واحترام العقل والإنسان؟!!". وختامًا إنَّ الأفكار إذا ما بقيت في المدار الفكري فهي في مستودع آمن ولا ضرر على الإنسان منها، ولا شك أنَّ الحوار العقلي الهادف كفيل بحل الكثير من ارهاصاتها ومن ثم توحيدها. سهير الخالدي/ كاتبة عراقية