يافطة كتب عليها " ديمقراطية" فتحت أبواب كثيرة لم نكن نألفها سابقا، نعم فيها إيجابيات، لكن حملت معها كثير من السلبيات، كالانحلال الذي أخذ يقتحم بيوتاتنا، واللامبالاة التي أصبحت عليها بعض أسرنا، فتجد رجل شيبة تمشي بالقرب منه فتاة مراهقة تلبس الجينز، وملابسها ملتصقة على جسدها، وكأنها عارية، او شاب يصور " سناب" مع زوجته وينشره في وسائل التواصل، ليحصل على تفاعل أكثر في صفحته!. وسط هذا الصخب والعري وقلة الحياء، تظهر لنا نماذج كثيرة لنساء، يعكسن لنا العمق الحقيقي للمرأة العراقية الأصيلة، حيث العفة والشرف والغيرة العراقية. قبل سنوات في إحدى انفجارات البصرة الإرهابية، رفضت امرأة" ست خالدة" ان تغادر السيارة عندما أحست أن النيران أحرقت ثيابها. تناقلت وسائل الاعلام اليوم خبر الطبيبة" أسيل احمد", انقذت تسعة عشر طفلا من الخدج من الحريق في مستشفى الكاظمية, معرضة بذلك حياتها للخطر, وغير ابهة بالموت الذي كان قريب منها. الحكمة تقول "أن علمت رجلا، تكون قد علمت شخص واحد، لكن ان علمت امرأة تكون علمت اسرة كاملة" المجتمعات لا يمكن أن تنهض، إن لم تكن هناك نساء واعيات، يستطعن أن يغرسن المثل الصحيحة وحب الوطن في الأبناء. ربما أن أحد أسباب تخلف المجتمعات العربية هو عدم معرفة الدور الحقيقي للمرأة، فبين ضاغط عليها بإعتبارها عورة مثلما هو حال السعودية، وبين من يتصور ان العري والاختلاط المفرط يمثل الحرية الحقيقية كما هو حال بعض الدول العربية المتأثرة بالغرب، فقدت المرأة دورها ورضخت لواقع لم تكن هي سبب فيه. استحدثت وزارة في الحكومة العراقية للمرأة، كما تأسست بعض منظمات المجتمع المدني لرعاية حقوق المرأة، لكن للأسف اتضح حتى المرأة لا تعرف ما هي حقوقها!. هي تعتقد ان حقوقها هي من خلال مساواتها بالرجل من ناحية الوظيفة، او حرية اللبس وغيرها من الأمور التي هي في الواقع مخجلة وبعيدة عن حقوقها. من جانبه مجتمعنا الذكوري، ينتقد أي سياسي يحاول ان يضع المرأة في مكانها الصحيح من خلال عقد مؤتمرات للمرأة او يحاول رفع شعارات تنصف المرأة العراقية خصوصا والمسلمة عموما. تفكير الرجل بالمرأة على انها مكان لتفريغ الشحنات الجنسية، يجهض كل محاولة لجعل المرأة العراقية تأخذ مكانها في تنشأة جيل واعي ومحب لوطنه. لا تصلح امة دون صلاح نسائها.