الرصاصة التي صوبها الى راسك الداعشي, واردتك قتيلا, لم تمتك انما منحتك الحياة الأبدية, حيث اخبرنا القران الكريم, ان الشهداء احياء عند ربهم يرزقون.
رصاصة حولت رائحة دمك من نتن, الى رائحة المسك والعنبر, ومسحت ما تقدم من ذنبك, وكتبت مكانه حسانات, فأي نعمة هي التي انت فيها.
رصاصة جعلتك تغادر حياة انت مفارقها كما نحن, لكن الفرق انك من اخترت ان تغادر( وهذا يمثل عزا) وبيننا نحن المتشبثين فيها, فتضطر لتطردنا منها, ونحن نأبى ذلك( وهذا يمثل ذلا)
عندما قررت الرحيل, كانت غايتك ان يعيش الاهل والعشيرة بعدك اعزة, وان يتعلم ابنك من بعدك معنى الكرامة, وان يصان ستر زوجتك, ويجد ابويك, مكان يقيهم حرارة الشمس في الصيف, وبرودة الجو في الشتاء.
لكن ياللاسف, الأبناء اصبحوا في تقاطعات الشوارع يبيعون المناديل, والزوجات يجبن دوائر الدولة, لعلهن يحصلن على بعض من حقوقهن, متحملات نظرات الفاسدين من الموظفين, التي تنهش لحومهن, اما الابوين, فعين تبكيك, وأخرى تنظر الى الأبناء, كيف يتجهون الى مصيرا مجهول.
رصاصة داعشي وهبتك الحياة, في حين المنتفعين من النصر, راحوا يتقاسمون المغانم, غير ابهين باهلك واسرتك, فهاهم يتصارعون ويتدافعون على منصب هنا, وموقع هناك, ولم يكلفوا نفسهم في الدفاع والمطالبة بحقك, فهم من قتلوك, لانهم يريدون ان يقطعون جذورك, ويذيبون هدفك السامي الذي خرجت من اجله.
ما نسمعه من اغلب الساسة منذ تشكيل الحكومة لغاية الان, اقتتال بين الشيعة وتحديدا من يسمون انفسهم المصلحون والمجاهدون على وزارة الداخلية, وبين السنة على وزارة الدفاع.
فيما نسمع ان الوكالات تم تقسيمها بين المفترسين أعلاه وحسب قوة وسطوة كل قائمة وحزب, فراح 89% منها للمصلحون والمجاهدون مناصفة, و 20% بالمئة للسنة والكرد.
المغانم محتدم عليها التدافع, وحتى الاقتتال ان وجب الامر, من قبل من يعتبرون انفسهم قادة البلد, اما الدماء والموت فهم متنازلين عنه للفقراء والبسطاء من الشعب, فأي كرماء انتم سادتي وقادتي! واي ايثار تحملون على أنفسكم أيها الاباة؟!
كرمكم خجلت منه فرس حاتم الطائي التي ذبحها للضيف عندما نفذ طعامه, وشهامتكم طأطأة لها رؤوس الخيول التي رضت صدر الامام الحسين ( عليه وعلى اله الصلاة والسلام) قالها الامام الحسين قبل الف واربعمائة سنه تقريبا لأعدائه ( ان لم تكونوا عربا, فكونوا أحرارا في دنياكم).
لكن على ما يبدو..لا حياة لمن تنادي
خالد الناهي/ كاتب عراقي