وأنتصر هشام الهاشمي

آخر تحديث 2020-07-08 00:00:00 - المصدر: شفق نيوز

ربما هشام الهاشمي من القلائل الذي يتفق عليه معظم العراقيين أحزابا، مسؤولين، عسكريين ومدنيين شيبا وشباب. نعم الجميع كان متفق على أدبه الجم، ذكائه، هدوئه وشجاعته في قول الحق.
ومن تابع ردود افعال الشخصيات الرسمية والشعبية والاطراف الخارجية[الشرقية والغربية] لاحظ ذلك.
السؤال لماذا الاغتيال في هذا الوقت؟
والجواب يبدو مثل جواب المحقق في اي جريمة. ابحث عن المستفيد.
قد لا يكون المستفيد ينتظر فوائد ابعاد الهاشمي الان ربما هو يريد الاستفادة منها لاحقا.
ولكن اذا بحثنا عن نتائج الاغتيال فهي:
1. اسكات صوت مهني مستقل اصبح له مستمعين يتزايد عددهم بالايام ومع كل ازمة أمنية أو سياسية وبالتالي اصبح قدوة لباقي المحللين والاعلاميين ، في الصراحة والجرأة بالحوار والتحليل ولذلك كان يفترض اسكات هذا الصوت طالما انه ينطق ويحلل السلبيات ويفضح خفايا الجميع باسلوب هاديء ومقنع يضر بالكثير من أطراف السلطة.
2. اقترب الهاشمي كثيرا من تظاهرات تشرين في تحول مفاجيء بعيدا عن اختصاصه الامني والعسكري!! واطلق عشرات التغريدات المنددة بحكومة القناصين بل ونزل الى ساحة التحرير والتقى بالشباب المتظاهر ليصبح ملهما لهم وبالطبع من يتوقع عودة التظاهرات بالتأكيد عليه أجهاض التظاهرات عن طريق
تصفية ملهمين الشباب المنتفض وقادته.
3. لا ننسى خلفية الهاشمي الاسلامية والسنين التي امضاها بين الفصائل الاسلامية الراديكالية مثل القاعدة،جيش محمد،الدولة الاسلامية، وهؤلاء حاولوا استمالته واعادته لصفوفهم واستمر هو يرفض هذه الدعوات باستمرار. وبقي المرحوم الخبير رقم واحد بالتنظيمات الاسلامية المتشددة بكل اسمائها واصنافها. وبالتالي غياب هذا الخبير والمفكر سيريح هذه التنظيمات ويخلصها من سلاح كان مؤثر جدا على وجودها.
4. وأخيرا وليس آخراً تصريحاته بالمعلومات الامنية السرية حول الكاتيوشا وعملياتها والتي خص بها قنوات فضائية بذاتها مثل الحرة، الشرقية، العربية. وإتهام فصيل مسلح له بانه من سرب المعلومات التي أدت الى عملية الدورة!
وربما سبب اخر لمقتل الهاشمي هو ايصال رسالة شديدة اللهجة للشارع وللحكومة معا مفادها ان الحكومة التي يتأمل الأطراف الداخلية والخارجية منها الكثير هي أضعف من أن تحمي مناصريها بل واضعف من ان تلقي القبض على القتلة وتحاسبهم!
وفي كل الاحوال الهاشمي ذهب ضحية الصراعات السياسية وانعدام القانون في دولة اللامؤسسات والتي يسري فيها قانون الغاب.
اغتيل هشام لانه الطرف الاضعف بالمعادلة ولانه لم يكن يحمل سلاح ولا تحميه مليشيا أو حزب سلطوي. تيتم عيسى واخوته لان ابيهم كان ساعي البريد الاسرع بايصال رسالة مخيفة لكل الاطراف مفادها نحن من نسيطر على الارض ولن نفرط بها. لانه صراع من أجل البقاء.
والمؤلم انه كان صديقا للجميع واولهم رئيس الوزراء ومستشاريه ، ورئيس الجمهورية ، ورئيس مجلس النواب ، والكثير من الشخصيات والقيادات الامنية .. ما فاجئني هو عدم حظور اي شخصية سياسية او امنية او حتى سيارة واحدة للقوات الامنية لتسهيل وصول جثمانه الى قبره!!، على الرغم من انه ساعد الحكومات العراقية بشكل كبير جدا جدا في تحرير العراق من داعش عن طريق تحليله ومعلوماته ودراساته عن الجماعات المتطرفة ، ولكن مع الاسف اكتفوا بالاستنكار ونسوا موقعهم و صلاحياتهم وما يجب ان يفعلوه في هذا الظرف العصيب.
اعطوا رسالة مخجلة للشارع بأن لا مكان لاصحاب الكلمة الحرة المستقلة في هذا البلد و لن يقف معه أحد ولن يحميه أحد بل ولن يواريه التراب عدا اهله أحد.
اخيرا يا هشام الهاشمي انتهت معركتك ضد الطغاة و انتصرت أنت بنهايتها لانك خرجت منها الى دار الحق. دار الاخرة ستقف هناك امام الحاكم العادل لينصفك من كل من ظلمك وظلم اطفالك الاربعة.
انتصرت ياهشام في الدنيا وستنتصر في الدار الآخرة.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.