يتحمّل العاملون فى قطاع الصحة من أطباء وممرضين وعاملين وغيرهم والذين
يطلق عليهم وصف «الجيش الأبيض»، العبء الأكبر فى مواجهة الجائحة ، مع
تزايد عدد المصابين بالكورونا ، ويقف هؤلاء العاملون فى خط الدفاع الأول
للحفاظ على البشرية، ولإنقاذ أرواح مئات آلاف المواطنين المصابين، معرضين
أنفسهم للخطر بالعدوى أو الوفاة، ويعملون فى ظروف قاسية وضغوط غير مسبوقة
ونقص كبير فى أجهزة الوقاية، مما جعل العديد من شعوب العالم المحبوسين
داخل بيوتهم لترديد هتافات تحية لجهود الطواقم الطبية،وضرب الأطباء حول
العالم العديد من الأمثال فى البطولة والفداء فى مواجهة هذا الفيروس.
لحد الساعة لا تتوافر إحصاءات لعدد المصابين أو من لقوا حتفهم بين
العاملين في مجال الصحة بما في ذلك الممرضون ، ولكن العدد مخيف .طبع هناك
عدد كبير من عائلات الجيش الأبيض لقوا حتفهم بسبب الكورونا . ولكن هناك
من المحظوظين الذين تزوجوا من الجيش الأبيض وانقدوا حياتهم . سأسر عليكم
قصة لصديق متزوج بطبيبة أصيب بالكورونا . بعد عودته من السوق شعر بارتفاع
في درجة الحرارة وسعال،كان قلبه ينبض بسرعة وكل الأفكار السيئة تدور في
رأسه ، وقد ارتفع ضغطه كثيرا ما دعا زوجته إلى الاتصال بإدارة مستشفى ،
من أجل إخضاعه للتحاليل، بعد ساعات تبين أنه مصاب ، وما إن دخل الى غرفته
وجد الجميع في قلق وحزن ، أخذ ينظر الى أفراد العائلة الواحد تلو الأخر ،
كان يتكلم بصوت خافت جدا وفي بعض الأحيان يصمت ويذهب في غيبوبة مما أصيب
الأولاد بالذعر، كان كل يوم يمر وكأنه أعوام ، مرت الأيام ببطء شديد بسبب
قلة النوم والأحلام المزعج . بالرغم كل هذا كان يشعر بالهدوء والسكينة
بسبب وجود زوجته بجانبه ليلا ونهارا ، ومن الحين والأخر تبتسم وتقول عليك
بالصبر يا حبيبي إنها أيام قليلة فقط وتغادر جسمك الجائحة فيبتسم ويشعر
بالراحة النفسية .لم يشعر على الإطلاق أنه أصبح عبئًا على أهله ، وأكثر
من هذا فقد كانت تذكيره بابتسامة بأنه لا يزال هو نفس الشخص الذي تحبه
وتهتم به بالرغم من كورونا