محاولة تشويه سمعة الملك غازي مجافاة للحقيقة والتاريخ

آخر تحديث 2021-04-20 00:00:00 - المصدر: مقالات عراقية

أ.دمحمدمظفر الادهمي
شاهدت وقرأت هذه الايام احاديث تنال من السمعة الشخصية للملك غازي ملك العراق للفترة 1933-1939 ، وقد استغربت من ذلك لانني اطلعت على وثائق العراق الخاصة بالعهد الملكي والموجودة في دار الوثائق البريطانية في لندن خلال دراستي للدكتوراه ، فلم اجد فيها ما يمس سلوكه وحياته الشخصية في العلاقة المثلية مع الرجال،بل وحتى  النساء .كما ان رسالة المرحوم أ.د لطفي جعفر لم تشر الى مثل هذا الامر رغم انها تناولت كل تفاصيل حياته ، وهي من الرسائل الرصينة التي اعتمدت الوثائق البريطانية والعراقية والمراجع والمصادر والمقابلات الشخصية لمن عاصروا الملك غازي من وزراء ومسؤولين وكشفت حقائق مهمة عنه .كما ان البريطانيين انفسهم والذين كانوا غاضبين عليه لمهاجمته اياهم والصهاينة بسبب قضية فلسطين ومحاولته ضم الكويت الى العراق واذاعته التي كان يهاجمهم فيها شخصيا،وكانوا يفكرون بازاحته  ، لم يذكروه بسوء في جوانب حياته الشخصية في التقارير التي كان يرفعها السفير البريطاني ببغداد او وثائق وزارة الخارجية البريطانية . ولم نجد في الموقف الشعبي العراقي سوى الاعجاب والتقدير بشخصية الملك غازي الوطنية العروبية .وكان لوفاته بحادث سيارة غامض رد فعل شعبي عراقي وعربي اتهم البريطانيين بتدبير الحادث للتخلص منه ، وقد اعترف وزير الداخلية ناجي شوكت  للدكتور لطفي جعفر في لقاءه له بتاريخ 12مايس 1979 بالقول (ان غازي مسكين .انا لم اذكر هذا في مذكراتي ،ولا استطيع ان اقول لك اكثر من ان غازي مات مقتولا ، وان العبد الذي كان معه في السيارة هو الذي قتله ، وانا كوزير داخلية لفلفت القضية في حينها ).
  نشأ الملك غازي في بيت جده الشريف حسين وبرعايته عندما كان والده الامير فيصل يقود جيش الثورة العربية ، فلقي عناية فائقة من جده ووالدته ، وعندما تولى والده الامير فيصل بن الحسين عرش العراق ، اهتم بتنشاته علميا لتاهيله وليا للعهد ،واشرف على ذلك  العقيد طه الهاشمي . ثم درس في بريطانيا ،وعندما عاد الى العراق ادخله والده الكلية العسكرية العراقية وطلب ان لا يعامل كأمير ،وان ينادى باسمه الشخصي وان يكون سريره مع بقية الطلاب .ولما توفي والده واستلم الملك عام 1933 كان شخصية قوية مغامرة ومحبوبة من قبل الشعب ، ولم يكن هناك ما يعيبه او ينال من سلوكه الشخصي والعام ،ولذلك اجزم بعدم صحة ما يقال الان على بعض شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي من طعن بسلوك الملك غازي وشخصيته.