الغرق سبب آخر للموت في العراق

آخر تحديث 2023-07-28 00:00:00 - المصدر: عبد الستار رمضان

أسباب الموت كثيرة وأكثر ما تكون في العراق، الذي اضاف الصيف والارتفاع الشديد في درجات الحرارة والانقطاع المستمر للكهرباء سببا آخر للموت، وهو الموت غرقاً خاصة للاطفال والمراهقين والشباب الذي لا يجدون الا بعض الانهار باباً او ملجئاً لهم للهروب من الحر الشديد والتمتع باوقات فرح وراحة بسيطة.

 

وتشكل الاحصائية التي اعلنتها مديرية صحة ديالى عن حصيلة مرعبة بحوادث الغرق والتي بلغت تسجيل 26 حالة وفاة خلال نصف الموسم الصيفي الحالي أي قرابة الشهرين ونصف الشهر، وهذا الارتفاع في اعداد الغرقى ليس في محافظة واحدة بل في جميع انحاء العراق واقليم كوردستان الذي تنشط فيه السياحة الصيفية خلال هذه الايام، وهو ما يزيد الحاجة الى حملات اعلامية تشارك فيها القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل التوعية والارشاد من أخطار السباحة في الأنهر والجداول ممن لا يتقنون السباحة، كما ان ازياد هذه الحوادث بحاجة الى تعاون من الأهالي والجهات المعنية في الحكومة ومنظمات المجتمع المدني لوقف نزيف الأرواح وخطر أنهار الموت التي تبتلع أرواح الصبية والشباب بشكل شبه يومي.

 

ان ازدياد حوادث الغرق في اماكن كثيرة مثل دوكان ونهري دجلة والفرات ، دفع السلطات المحلية في مدينة زاخو  مثلاً الى تخصيص مناطق للسباحة في نهر الخابور بهدف تجنب حوادث الغرق التي ازدادت مؤخراً وخلال موسم الصيف الحالي بعد تسجيل أكثر من 20 حالة غرق لشبان في القضاء، وتم تحديد مناطق مخصصة للسباحة، وتواجد فرق الإنقاذ في هذه المناطق لإنقاذ الذين يتعرضون للغرق، مع منع السباحة في مجرى النهر داخل المدينة ولمسافة 16 كيلومترا، ونشر الإرشادات وتعليمات السلامة والنصائح بتوخي الحذر التي تطلقها الجهات المختصة بحكومة إقليم كوردستان في المناطق السياحية.

 

ان صعوبة التحكم في منع الناس من السباحة على طول ضفاف الانهر واقع لا يمكن السيطرة عليه من جانب سلطات الحكومة فقط نظرا لطول ضفاف الانهر في العراق وتضاريس مناطق جريان المياه في الانهار وسرعة التيار المائي في العديد من الأماكن، كلها اسباب تسبب العديد من حوادث الغرق، الى جانب ان كثيراً من الصبية والشباب بل والكبار من العراقيين لا يعرفون السباحة اصلاً ولم تتوفر لهم فرص تعليم هذه الرياضة البسيطة والذي لا يسمح النظام التعليمي في العراق والابنية المدرسية التي تكاد تخلو من وجود مسابح لتعليم الاطفال خلال سنوات الدراسة بمراحلها المختلفة، في حين ان تعليم السباحة في مدارس الكثير من بلدان العالم مادة دراسية وحصة اجبارية للحضور والمشاركة فيها سواء للذكور أم للاناث.

 

قلة او انعدام المسابح النموذجية في العراق وارتفاع اسعار الاشتراك في المسابح الاهلية او المسابح الموجودة في الفنادق والمناطق السياحية هي التي تلجأ الصبية والشباب إلى السباحة في الأنهر والجداول، لممارسة هواياتهم ومواجهة موجات الحر الشديدة، وهو ما يتطلب من الحكومة العراقية والحكومات المحلية والمستثمرين والقطاع الخاص الى وجوب التفكير في انشاء مسابح عامة أو مناطق سباحة آمنه في ضفاف الانهر خاضعة للمراقبة والتوجيه من فرق انقاذ وسباحين توفر فرص عمل للعشرات من الشباب ويشجعهم على ممارسة هواياتهم في السباحة في اماكن آمنة ونظيفة ومناسبة تكون في متناول الجميع.