في زيارة ليست الأولى وقد لا تكون الأخيرة، وصل رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إلى العاصمة العراقية بغداد الخميس، لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في الحكومة الاتحادية العراقية.
وتأتي هذه الزيارة في سياق جهود مستمرة لحل الخلافات وتعزيز التعاون بين بغداد وإقليم كردستان، وخاصةً فيما يتعلق بمسألة توزيع الإيرادات النفطية والموازنة العامة.
وعقد بارزاني خلال زيارته سلسلة اجتماعات مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، بالإضافة إلى رئيس البلاد. كذلك اجتمع مع زعماء وقادة سياسيين لهم نفوذ واسع في الساحة السياسية، بعضهم مقرب من طهران.
وكانت تلك اللقاءات محط أنظار الرأي العام العراقي والدولي، وكانت المباحثات خلال هذه اللقاءات تركز بشكل رئيسي على المسائل المالية والميزانية، بما في ذلك حصة إقليم كردستان من إيرادات النفط وتوزيع الأموال وفقاً للدستور العراقي.
تناولت الاجتماعات، التي حضرها وفد رفيع من حكومة إقليم كردستان، عدداً من القضايا الملحة، أبرزها، الموازنة الاتحادية العامة. ولم يتلق إقليم كردستان حصته من الموازنة رغم دخولها حيز التنفيذ في حزيران يونيو الماضي.
وأحد أهم النقاط التي نوقشت هي حصة كردستان من الموازنة العامة للعراق. ومنذ سنوات، كانت هناك توترات دائمة بين بغداد وإقليم كردستان بشأن هذه الحصة، حيث اعتبر الكرد أن الحكومة المركزية لم تلتزم بتنفيذ الاتفاقيات السابقة بشكل كامل.
ويتعين على الجانبين العمل معاً من أجل إيجاد حل دائم لهذه المشكلة لتحقيق الاستقرار السياسي، بما ينعكس إيجاباً على النمو الاقتصادي.
وتأتي زيارة بارزاني إلى بغداد في إطار الجهود المبذولة من قبل الجانبين لحل المشاكل العالقة بينهما، والتي كانت قد أدت إلى أزمة مالية حادة في الإقليم، بسبب عدم حصوله على حصته كاملة، مما أثر سلباً على قدرة الإقليم على دفع رواتب موظفيه منذ تنفيذ قانون الموازنة.
ومن المرجح أن تسفر مباحثات بارزاني مع المسؤولين العراقيين عن تعديل الموازنة الاتحادية في بعض بنودها، بما يضمن حصول إقليم كوردستان على حصته كاملة.
وفي تصريح لقناة الشرقية التلفزيونية، قال مسرور بارزاني "قد نحتاج لإجراء تعديلات على بنود الموازنة من أجل تجاوز الأزمة بين الجانبين".
وأشار إلى أنه لمس رغبة جدية لدى السوداني لحل الأزمة.
وسيكون هذا الإجراء خطوة مهمة في سبيل حل المشاكل بين أربيل وبغداد، وتعزيز الاستقرار في العراق بشكل عام.
ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن الزيارة لم تقتصر على المسائل المالية فقط، بل شملت أيضاً مناقشة الوضع في كركوك وسنجار وباقي المناطق المتنازع عليها.
ويرى مراقبون أن زيارة بارزاني إلى بغداد تمثل فرصة مهمة لتعزيز التعاون بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، وحل المشاكل العالقة بينهما، بما يخدم مصلحة الشعب العراقي.