البشرية إنطلقت في بناء الإمبراطوريات العقلية , الفاعل المعاصر في الوجود الأرضي , فمفهومها تغيّر عما كان عليه في سالف الأزمان.
الإمبراطورية العقلية هي الأعظم في التأريخ , إذ تتصل بالنسبة الأكبر من البشر , وتهيمن على الكرة الأرضية , ولم يحقق ذلك قبلها أحد.
العديد من القادة حاولوا القبض على العالم , لكنهم فشلوا , واليوم الإمبراطوريات العقلية تؤثر في البشر بسرعة البرق , بقدرات تواصلية , وتقنية , وإبداعية متنوعة , فتبتكر ما يساهم بالقبض على أكبر عدد من الناس , وميزانياتها بليونية وأكثر.
المجتمعات تتنافس عقليا , وتبدع ما لا يخطر على بال أبناء المجتمعات المدحوسة في جحور الغابرات , والمتخندقة في فترات زمنية رميمية تخشى مغادرتها , فتتعفن فيها وتتفسخ , والدنيا متوثبة متطلعة نحو أمجاد أصيلة وإبداعات أثيلة.
الكلاميات لا تبني مجتمعات قوية , وتلاحم الأيادي والعقول يؤسس لمنطلقات التفاعلات , القادرة على إنشاء البنى التحتية لكينونات عولمية , ذات تأثيرات متوالدة في المسيرة الإنسانية.
والعديد من دول الأمة تفتقد إرادة الصناعة الإبداعية الكوكبية , المتميزة بخصائلها المعبرة عن جوهر الطاقات الحضارية الكامنة في موروثات الأجيال.
إن الأقوال بأنواعها وصنوفها ومواصفاتها ومسمياتها , لا تقترب من معالم الصيرورات العقلية العلمية ذات الشواهد المادية التي تمثلها , وتسير الدنيا على سكتها.
فهل لدينا القدرة على تفعيل العقول علميا وتقنيا , وتحريرها من أصفاد الغابرات , والأقاويل المخدرات المعطلات لإرادات الكينونة والإقتدار؟
إنه التحدي الأكبر الذي يواجه أمة ذات عقول!!
و”الثروة الحقيقية هي ثروة العقل”
و”كذب الظن لا إمام سوى العقل…”
د-صادق السامرائي