مكافحة الصهيونيَّة والإرهاب مهمّة ديمقراطيَّة

آخر تحديث 2023-12-07 08:12:11 - المصدر: واع

 أ.د. عامر حسن فياض
 
من هي داعش؟ إنّها جوقة جماعات، عندها الظلم عادة والتطرف عبادة والتخلف ريادة، اتفقت أن تسمي نفسها (داعش) عنوان فاقع لمشروع التطرّف والتخلّف في المنطقة الذي صنعته الامبريالية الامريكية والصهيونية الاسرائيلية.
من هي اسرائيل؟، إنّها كيان لدولة تريد أن تكون نقية دينيا وتحاط بدويلات نقية مذهبياً وتمارس احتلال لحظوي وعدوان يومي واستغلال أبدي لفسطين.
فهل انتصار الديمقراطية هي الدواء للشفاء من داء الصهيونية والارهاب؟.
 لأنَّ المستقبل يعني، بالنتيجة، الديمقراطية فإنَّ مهمة الديمقراطيين هي مهمة مستقبلية. وفي الازمنة المعاصرة تتوزع مسارات كل مجتمع سياسي على ثلاث مدد هي مدة الماضي ومدة الحاضر ثم مدة المستقبل. المدتان الاولى (الماضي) والثانية (الحاضر) تحتضنان سيئات وحسنات.
 وفي هذا المجتمع السياسي المعاصر أو ذاك هنالك مجموعات مجتمعيّة تقدس الماضي بحسناته وسيئاته وتتوق إلى عودته مع الرفض وربما العداء للحاضر بحسناته وسيئاته، تقابلها مجموعات تقدس الحاضر بحسناته وسيئاته وتتمسك به مع الرفض وربما العداء للماضي بكل حسناته وسيئاته.
إنَّ هذا التقديس المتبادل والرفض أو العداء المتبادل يعطل مسار الفترة الثالثة (يعطل المستقبل) في حياة هذا المجتمع السياسي أو ذاك. ويجعل من المجموعات المجتمعيّة المستقبليّة أمام مهمة صعبة هي مهمة صناعة مستقبل خالٍ من سيئات الماضي والحاضر من دون التخلي عن حسناتهما. أما أفضل حسنات المستقبل فهي حسنة الديمقراطية بحكم أن الأخيرة هي (عمل ونظر) إلى المستقبل بينما يظل (عمل ونظر) مقدسي الماضي هو الماضي فقط، كذلك يظل (عمل ونظر) مقدسي الحاضر هو الحاضر فقط.. أما دعاة المستقبل فإنّهم لايعرفون سوى (العمل والنظر) إلى المستقبل ومن أجله. 
ولعل أبشع سيئات ماضي مجتمعات المنطقة العربية هو التخلف وأبشع سيئات حاضرها هو التطرّف وحاصل جمعها يعني الإرهاب، وما هدف المشروع الصهيوني الداعشي سوى تكريس التخلّف ونشر التطرّف في المنطقة. 
إنَّ العدوان الاسرائيلي الإرهابي المجنون على البشر والحجر في غزة المحاصرة لا يمثل قوة بقدر ما يعبر عن توحّش العاجز أمام ضربات ومفاجآت وإبداعات المقاومة الوطنيّة الفلسطينيّة الحرة المستقلة عن صنّاع القرار في العالم. وفي حسابات المستقبل سنبقى نقول:- مثلما لا مكان في فلسطين المستقبل وعرب المستقبل لمن لم يشارك برد العدوان الاسرائيلي ومشروعة الاستيطاني المتوحش فلا مكان في عالم المستقبل لمن لم يحارب الصهيونيّة وكيانها العنصري الاحتلالي. 
أخيراً فإنَّ قضية فلسطين مع الرد على العدوان الارهابي الصهيوني ودحره هي قضية ديمقراطية. وان قضية محاربة العنصرية والارهاب ودحرهما هي قضية ديمقراطية. عليه فإنّ مكافحة الصهيونية والارهاب، أينما كان، هي مهمة ديمقراطية لأنّ عالما بلا مكافحة الصهيونية والارهاب هو عالم بلا مستقبل.. بل عالم وداعاً للديمقراطية.. وعالم وداعاً للحرية.. وعالم وداعاً للسلم.