سلاح لكل فرد ولا يوجد بطل واحد.. هل الرياضة العراقية في مأزق؟

آخر تحديث 2024-08-04 15:04:50 - المصدر: هذا اليوم سبورت

يشتهر العراق بانتشار السلاح بين أفراده، لدرجة أن البعض يصفه بأنه "بلد السلاح". هذه الظاهرة، رغم أبعادها الأمنية والاجتماعية المعقدة، تطرح تساؤلاً محرجاً: كيف لبلد يزخر بالأسلحة أن يعجز عن إنتاج بطل أولمبي واحد في رياضة الرماية، التي تعتمد بشكل أساسي على المهارة في التعامل مع السلاح؟

وتظهر هذه المفارقة جلية عندما نقارن بين واقعنا المرير وإنجازات دول أخرى تمتلك موارد أقل بكثير، ولكنها تحقق نتائج باهرة في مختلف الألعاب الأولمبية. ففي حين أننا ننفق مبالغ طائلة على تطوير البنية التحتية الرياضية، وتنظيم البطولات المحلية والإقليمية، تبقى خزائننا الأولمبية خاوية على عروشها.

إن غياب الأبطال الأولمبيين في رياضة الرماية، على وجه الخصوص، يثير العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الإخفاق. هل يعود الأمر إلى نقص الموهوبين؟ أم إلى غياب البرامج التدريبية المتخصصة؟ أم إلى مشاكل أخرى تتعلق بالإدارة الرياضية؟

ربما يكون الجواب يكمن في تركيبة معقدة تتضمن عوامل متعددة. فمن جهة، قد يكون الانشغال بالأوضاع الأمنية والاجتماعية قد أثر سلباً على اهتمام الشباب بالرياضة. ومن جهة أخرى، قد تكون هناك خلل في منظومة الرياضة العراقية، بدءًا من الاتحادات الرياضية وصولاً إلى الوزارة، مما يؤدي إلى هدر الموارد وتشتيت الجهود.

إن واقع الرياضة العراقية يستدعي وقفة جادة وإعادة النظر في الكثير من الأمور. ونحن نعتقد أن الحل يكمن في اتخاذ الإجراءات التالية:

  • تعليق الأنشطة الرياضية في العراق لدورة رياضية كاملة، وذلك لإعادة ترتيب الأوضاع وفهم أسباب الخلل.
  • التركيز على الرياضات الأساسية: يجب أن نركز جهودنا على تطوير الرياضات التي تتمتع فيها العراق بإمكانات كبيرة، مثل الملاكمة والمصارعة، والعمل على إعداد أبطال قادرين على المنافسة على المستوى العالمي.
  • بناء قاعدة عريضة من الرياضيين: يجب الاهتمام ببناء قاعدة عريضة من الرياضيين منذ الصغر، وتوفير لهم البرامج التدريبية المناسبة، والاهتمام بتغذية المواهب واكتشافها.
  • محاسبة المسؤولين: يجب محاسبة المسؤولين عن الرياضة في العراق، وتغيير كل من يثبت تقصيره أو فساده.
  • تضافر الجهود: يجب أن تتضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لدعم الرياضة العراقية.

إن الرياضة هي وسيلة لبناء الإنسان، وتعزيز الهوية الوطنية، وتحقيق التنمية المستدامة. وعليه، فإن استثمارنا في الرياضة هو استثمار في مستقبل أجيالنا القادمة.

إن العراق يمتلك إمكانات هائلة في مجال الرياضة، ولكن هذه الإمكانات تحتاج إلى أن تُدار بحكمة وكفاءة. فهل نحن مستعدون لتحويل العراق من بلد السلاح إلى بلد الأبطال؟

 

خاص بموسوعة "هذا اليوم"