"جثامين" أيمن الموصل.. الطب العدلي ينقب في الـ(DNA) للكشف عن أصحاب الهياكل العظمية

آخر تحديث 2024-08-15 22:45:09 - المصدر: شفق نيوز

شفق نيوز/ حين تمر في شوارع وازقة ايمن الموصل تشعر أن الأرواح ما تزال تطوف في المكان على الرغم من مرور سنوات على انتهاء اعتى تنظيم عرفه التاريخ المعاصر.

فالهياكل العظمية تظهر بين فترة وأخرى من أعمال رفع الأنقاض أو تنظيف المنازل لغرض بنائها او الامور التي تشرع بها دائرة الدفاع المدني لغرض تأمين المكان من أي مخلفات حربية.

 القصص التي تحكيها منازل ايمن الموصل لازالت شاخصة للعيان، يقول ضابط في مديرية الدفاع المدني لوكالة شفق نيوز، إن "مديرية الدفاع المدني عثرت  اليوم على ثلاثة هياكل عظمية تعود لسكان قضوا في قصف تحت منزلهم ومن المرجح ان يكونوا من عائلة واحدة وتم نقل الهياكل العظمية الى دائرة الطب العدلي لغرض عمل تحليل (دي ان أي)  لمعرفة هويات الأشخاص الذين قضوا".

ويشير إلى أن "أعمال الدفاع المدني بين فترة وأخرى تسفر عنها العثور على هياكل عظمية  يتم العثور عليها وهي بين أمرين قد تعود لمدنيين او تعود لعناصر تنظيم داعش الارهابي حيث ان المساحات الكبيرة في اليمن الموصل تجد بين فترة وأخرى جثث وهياكل عظمية تعود لأشخاص قضوا في الحرب على داعش الارهابي".

ويؤكد  الضابط الذي فضل عدم الكشف عن أسمه، أن "الجثث الثلاثة سلمت الى دائرة الطب العدلي بمحضر رسمي وان هذا العام عثرت مديرية الدفاع المدني بحدود 50 هيكلا عظمياً أثناء عمليات رفع الأنقاض لغرض الشروع بإعادة اعمار ايمن الموصل".

منازل مهدمة و ارواح هائمة

ويقول أحد سكان الموصل القديمة ويدعى أحمد غانم لوكالة شفق نيوز، إن "الأرواح لا تزال تحوم على مساكنها وتبحث عن ذويها على الرغم من كونها ارتفعت الى بارئها ولكن الارواح تعود الى مساكنها وهناك تلتقي الأرواح في منازل ايمن الموصل التي في كل منزل منها قصة حزن ودمار كل شيء لازال يذكر اهالي الموصل بما حدث من إرهاب وتدمير لم يشهدها العصر الحديث اجرام داعش".

ويشير غانم إلى أن عائلته تمتلك منزلين اثنين في ايمن الموصل ويتذكر جديا كيف قضى اربعة من عائلته بسبب عناصر داعش حيث كانت عائلته مستقرة قبل احداث عمليات التحرير حيث كان داعش يقوم باتخاذ مواقعه بين الأحياء لغرض عدم معرفته واستهدف طيران التحالف الدولي المنزل وقتل اربعة من افراد عائلة شقيقته ولم يتم العثور عليهم بسبب شدة الانفجار.

ويتابع أن "الذي يمر في أيمن الموصل يتذكر مأساة الاف العوائل والارواح التي ازهقت بسبب اعتى تنظيم واليوم ارواح المدنيين كانت تحوم على ثلاثة هياكل عظم تم العثور عليها في احد المنازل في ايمن الموصل  وذكرتنا بمواجع وما جرى من أحداث في هذه المنطقة".

ويشير إلى أن "الموصل بدأت تتعافى مما اصابها وحملة الاعمار التي تسير سوف تغير ملامح المدينة ولكن نحتاج الى سنوات الى تغيير ملامح ايمن الموصل".

جثث في الطب العدلي

ويقول مصدر في دائرة الطب العدلي في صحة محافظة نينوى لوكالة شفق نيوز، إن "عشرات الحالات المماثلة كالتي حدثت قبل يومين عند قيام فرق الدفاع المدني برفع الانقاض في ايمن الموصل القديم يتم العثور على هياكل عظمية ونستلمها بمحضر رسمي ونقوم  بإجراء تحاليل الدي ان اي عليها لنعرف الجثة تعود لمن الجثث التي يتم عمل مطابقة التحاليل لها بنسبة 90 بالمائة تعود لاهالي سكان الأيمن القديم ونحدد الهوية ونقوم بتسليم العظام لذويهم إذا تم التعرف عليهم".

ويشير إلى أن "هناك العشرات من الهياكل العظمية تعود لعناصر تنظيم داعش الإرهابي وتم وضعها في مواقع الجثث مجهولة الهوية حيث لا يتم التعرف عليها لان (الدي ان اي)  لم يتم التعرف عليه، وغالبية الجثث التي تعود للعراقيين من سكنة الموصل".

ويتابع أن "غالبية الجثث والهياكل العظمية من المدنيين الأبرياء تم التعرف عليها لان ذويهم راجعوا وأخذنا منهم عينات تحاليل وتم التعرف عليها وتسليمها لهم كرفات لأن ما يتم العثور عليه عبارة عن هيكل عظمي".

ويقول الطبيب والمختص في تحليل الوراثي أحمد العباسي لوكالة شفق نيوز، إن "هوية الجثة أو الهكيل يتم التعرف عليها من خلال التحليل الدي ان اي من خلال اسنان الجثة وعادة يقوم خبراء الطب الشرعي بسؤال أقارب الشخص ما إن كانوا يعرفون طبيب الأسنان الخاص به أو يبحثون في سجل الأسنان الخاص به، حيث تعد الأسنان أسهل وأرخص وسيلة للتعرف على صاحب الجثة المحترقة. حال تعرض الحمض النووي للتلف بصورة كبيرة".

ولفت إلى أن "الاطباء الشرعيين يقومون في بعض الأحيان بفحص عظام صغيرة تتواجد في الأذن ومن الصعب أن تنكشف على الوسط الخارجي. ومن ثم فإن الحمض النووي الموجود فيها يكون محفوظا جيدا وسيضطرون من أجل الوصول للحمض النووي إلى كسر وفتح الجمجمة. كذلك يمكن للتصوير المقطعي المحسوب للجثة أن يمدنا بمعلومات مهمة حول التعرف على الهوية عبر مقارنة البنى التشريحية".