عامل الشاي الذي أصبح مقدماً في الشرطة العراقية!

آخر تحديث 0000-00-00 00:00:00 - المصدر: شبكة ناس



ناس/وكالات/تضليل القوات العسكرية الأميركية، كان عملية تمارسها بعض الجهات في الحكومات العراقية المتتالية، التي أعقبت إسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين، وفق ما كشفه لـ"العربية"، مدير العمليات المشتركة الأسبق اللواء غازي عزيزة.
عزيزة روى كيف أن وزارة الأمن الوطني العراقية تقدمت بقائمة إلى الجانب الأميركي تضم 550 اسما لـ"إرهابيين" مفترضين يتواجدون في إحدى مناطق بغداد، وسلمت إلى القيادة الأميركية دون أن تحمل توقيع اللواء عزيزة، كما هو متَّبع نظاميا. وهذا الأمر دفع بالقيادة الأميركية إلى إرجاعها، حيث "أعادها لي العقيد عدنان قاسم"، حسب ما قاله اللواء عزيزة، مضيفاً: "عند معاينتي للقائمة وجدت أن المكتوبة أسماؤهم يقيمون في محلة رقم 146 في الدورة ببغداد، وهي ذات منطقة سكني منذ 16 سنة، وأعرف نحو 95% من الأسماء، وبعضهم أصدقاء لي وضباط في قوى الأمن الداخلي، وبعضهم كانوا ضباطا في الجيش والأمن العام"، وهو ما دفعه إلى عدم الموافقة على الأسماء، وبالتالي أُلغيَت العملية.الفساد في القطاع العسكري
اللواء غازي عزيزة اعتبر أن هنالك "فسادا" في القطاع العسكري أثّر بشكل سلبي على أداء التشكيلات العسكرية المختلفة، ضاربا مثالا بالمحاباة في الترقيات. ومن القصص التي رواها لبرنامج "الذاكرة السياسية"، تلك التي ترجع إلى عهد الحكومة المؤقتة التي ترأسها إياد علاوي، وكان حينها السيد فلح النقيب وزيرا للداخلية، قائلا إن هذا الأخير "أتى بالمقدم عدنان ثابت (خال الوزير) وأعاده إلى العمل ومنحه رتبة لواء، وأناط به مهمة تشكيل مغاوير الداخلية، في حين أنه كان سابقا يعمل في القوة الجوية، ولا يوجد أي ارتباط بالمهمة التي أنيطت به". وكشف أن الوزير "منح 5 رتب أعلى دفعة واحدة لابن عمته الملازم أول طيار نايف عبد الرزاق السامرائي"، بحسب ما ادعا عزيزة.عامل "شاي" برتبة مقدم
ومن الحكايات "الغريبة" التي رواها اللواء عزيزة أنه وبعد صدور قرار دمج المليشيات في التشكيلات الأمنية والعسكرية النظامية، كان أحد العاملين في مكتب وزير الداخلية، حينها باقر جبر الزبيدي، شخص مختص في عمل القهوة والشاي، هذا الشخص تم ترقيته إلى رتبة "نقيب" في الشرطة. وروى عزيزة أنه عندما سأل هذا الشخص كيف أصبح نقيب، أجابه: "لو كنت أعرف القراءة والكتابة لرقيت إلى درجة عقيد"، مبينا أن هذه الرتب مُنحت بناء على فترة الخدمة التي قضاها هؤلاء المدنيين في أحزابهم والمليشيات التي انضموا لها سابقا. وكشف عزيزة أن مُعدّ الشاي هذا ذاته، رُفع بعد سنوات، وأصبح برتبة مقدم.
اللواء غازي عزيزة ذكر قصة أخرى في ذات السياق، قائلا إنه "تم إرسال شخص برتبة لواء لي لتدريبه على الخرائط العسكرية، فاستغربت أنه كيف شخص بهذه الرتبة، وليس له علم بقراءة الخرائط. وعند وقوفنا أمام إحدى الخرائط وأثناء شرحي له حول الخريطة والمعارك، سألني سؤالا غريبا قائلا: هذا الخشب من عمله، أي نجار؟. فنظرت حولي وإذا هو يقصد إطار الخارطة، فقلت له: هذا تنفيذ شركة أميركية، فإذا به يجيبني: أرسلوا لي نجارا يصلح الأدراج المكسورة لدي!"، مبينا أنه أكتشف لاحقا أن هذا الشخص لم يدرس في الكلية العسكرية، وأن رتبته كانت "نائب ضابط"، ومع هذا أعطَي فيما بعد رتبة لواء.
يشار إلى أن برنامج "الذاكرة السياسية" يقدمه الزميل طاهر بركة، ويبث مساء الجمعة على شاشة "العربية".