اخبار العراق الان

3 خرافات عن الاقتصاد «المدور»

3 خرافات عن الاقتصاد «المدور»
3 خرافات عن الاقتصاد «المدور»

2016-09-15 00:00:00 - المصدر: NEN عراق


يمكنك أن تخفض التكاليف الواردة، وإنشاء مسارات ربحية جديدة، والاحتفاظ بالعملاء في سجلاتك لفترة أطول. كل ما تحتاج إليه هو قليل من الخيال.

يحرز الاقتصاد 8المدور تقدما في الوقت الحالي، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية أنها سوف تقدم استراتيجية طموحة في الاقتصاد المدور مع نهاية عام 2015، وأنشأت الصين الجمعية الصينية للاقتصاد المدور المدعومة من الحكومة لتشجيع النمو الدائري، وتطبق اليابان هذا النموذج الاقتصادي منذ عقود.
ولكن التقدم الذي تم إحرازه نحو اقتصاد مدور أو حتى شبه مدور يواجه عقبات. عندما أشرح مقدمة في الاقتصاد المدور للأشخاص لا يندهشون كثيرا للفرص بقدر ما يذهلهم تجاهلنا الجماعي لها. لماذا؟ قوة الخمول لها دور مهم بالطبع، ولكني مررت أيضا بعدد من الخرافات المتعلقة بالمسألة. وهنا أتطرق إلى أشهر ثلاث خرافات.

الخرافة الأولى

يشير علم الاقتصاد التقليدي إلى أن السيارات المستعملة تنافس السيارات الجديدة. ولكن هذا فقط إذا سمحت شركات السيارات لآخرين بتقديم المبيعات المقبلة. في عصر الإنترنت لا يمكن استمرار فكرة أن تكون الأسواق الثانوية هامشية، حيث أثبتت أسواق الإنترنت مثل (آي باي) العكس. وهكذا إذا نظرنا بطريقة دائرية، يمكن أن تصبح سوق السيارات المستعملة محور أرباح إضافية لمصنعي السيارات.

توجد طريقة أخرى لتجنب تفكيك المبيعات وهي بيع السلع التي تم تجديدها إلى الأسواق غير المناسبة. تجمع شركة باتاغونيا الملابس وتبيع السلع المستخدمة في الدول التي لا تعرض سلعها الجديدة في أسواقها، وهكذا حصلت الشركة على مسار جديد لجني الأرباح (وإن كان صغيرا) من خلال إصلاح منتجاتها. كذلك أيضا تقوم شركة السيارات الفرنسية «رينو» بالاستثمار في إعادة تصنيع السيارات، باستخدام قطع ومواد من السيارات المهملة مرة أخرى (وأحيانا مرات أخرى).

ا يخفض منهج الاقتصاد المدور من استهلاك المواد فقط، بل ويقلص أيضا من تكاليف الإنتاج كما في شركة «إتش أند إم». كشفت «ماكينزي» عن أنه طالما يتم المحافظة على الجودة، يمكن أن تحقق الأنظمة التي يتم تجديدها هوامش أعلى بكثير.

إذا بدأت الشركات بالتفكير في أن ما يخرج من أبوابها يمكن أن يصبح بداية لدورة تجارية أخرى، يمكن أن تكشف الفرص الجديدة عن ذاتها. هذا ليس تفكيرا بديلا، بل هو تفكير تجاري.

الخرافة الثانية

يريد أشخاص معينون أحدث شيء ويمكنهم الإقامة في خيام لعدة أيام في سبيل الحصول عليه. ولكني اعتقد أن شريحة جديدة من المستهلكين سوف تظهر لتضم أفراد يفضلون الخدمة على الملكية.
أحد الأمثلة على ذلك فكرة مشاركة السيارات. تكشف الإحصائيات عن أن الشباب في ألمانيا والولايات المتحدة لا يشترون السيارات أو يقودونها كما كان يفعل آباؤهم أو حتى أقاربهم الأكبر سنا؛ إذ يرضون بالتكدس في سيارة تابعة لـ«زيبكار» عند الضرورة.

إلى جانب ذلك ترجع فكرة القديم مقابل الجديد إلى أسلوب تفكير من القرن العشرين. أصبح الآن من الممكن جدا إنتاج جودة عالية من أشياء قديمة. صنعت منضدة المطبخ التي تحمل علامة «إنفاينايت» من «كينغفيشر» كاملة من مخلفات الخشب ومنتجات صنعت في المنزل. وهي أخف مقارنة بمنتجات شبيهة، ومصنوعة من مواد أكثر مقاومة للماء كان سيتم التخلص منها. وهكذا فتحت «كينغفيشر» بابا للأرباح الناتجة عن مواد كانت في السابق تدفع المال للتخلص منها.

في الكثير من الحالات، لا يهتم المستهلكون بالفعل بشأن المنتج في حد ذاتها، بل يريدون فقط إنجاز مهمة ما. لنأخذ مثالا آلة المِثقَب البسيطة. خارج دوائر الحرفيين المتخصصين، يستخدم المثقب العادي لعدة دقائق فقط سنويا. وإذا ألقينا نظرة دائرية، يمكن تحويل المِثقَب إلى خدمة عن طريق تأجيره أو إقراضه، بدلا من أن يكون سلعة يتم شراؤها.

الخرافة الثالثة

لن يكون الأمر مباشرا على الدوام، ولكن الاستثمار في نماذج الخدمات ضرورة استراتيجية تتجاوز الاقتصاد المُدَوِر. عندما تتشابك العلاقة بين الشركات والمستهلكين، تستطيع الشركات أن تستخدم التفكير التدويري لتعميق العلاقة بما يعود بالنفع على كلا الطرفين.

على سبيل المثال، تملك شركات الهواتف الجوالة كميات هائلة من البيانات المتعلقة بكيفية استخدام العملاء لأجهزتهم. وهكذا تستطيع التقدم بعرض للمستخدمين للحصول على هواتفهم القديمة سنويا، وتصمم خدماتها وفقا لاحتياجات معينة مثل تقديم مساحة أكبر للذاكرة أو خيارات الدفع بالدقيقة. يمكن استخراج قطع غيار من الهاتف القديم أو بيعه في سوق الأجهزة المستعملة. ويستطيع العملاء أن يحصلوا على هواتف جديدة وخدمات أفضل؛ وتحصل الشركة على تدفق مستمر للمواد وعميل يعود إليها كل عام.

يمكن أيضا أن توجد إمكانية خاصة في التعاملات بين الشركات. على سبيل المثال، يبيع الكثير من مصنعي أجهزة الإضاءة المصابيح لمباني مكتبية، ولكن إذا نظرت عبر عدسة التدوير، ستجد أن بإمكانها بيع الضوء. وهذا ما بدأت شركة «فيليبس» بتنفيذه بالفعل. تملك الشركة المعدات، ولأنها تبيع وحدة الواط وليس المصابيح، أصبح لديها حافز كبير لتوفير الضوء بأكثر طريقة فعّالة. وتستطيع فيليبس بصفتها مالكة المصابيح – وفي ظل وجود خط متدفق من المصابيح المعادة – إعادة استخدام أو تدوير القطع.

يمكن التفكير في الأمر ببساطة: كيف يمكننا الاحتفاظ بالمستهلكين في سجلاتنا، شهر في الوارد وشهر في الصادر؟ هذه هي الدائرية التي يستوعبها مجال الأعمال.
في مجال الأدب، الخرافات هي القصص التي تفسر ثقافة ما. في مجال الأعمال، الخرافات هي مبررات لعدم العمل. تلمح تلك الخرافات الثلاث إلى أنه عند الحديث عن الاقتصاد المدور، نجد أن ما ينقصه ليس سردا منطقيا، ولكن الخيال اللازم لتحقيقه.