ناشطون ذي قاريون يدعون لتوظف الشعائر الحسينية لخدمة المجتمع ونبذ طقوس "إيذاء النفس"
ناشطون ذي قاريون يدعون لتوظف الشعائر الحسينية لخدمة المجتمع ونبذ طقوس "إيذاء النفس"
المدى برس/ ذي قار
أعلن ناشطون مدنيون في ذي قار، اليوم الثلاثاء، عن تبني مبادرات مجتمعية وخدمية بالتزامن مع حلول شهر محرم وانطلاق العام الدراسي الجديد في المحافظة،(375 كم جنوب العاصمة بغداد)، وفي حين بينوا أنها تشتمل على نشاطات لتأهيل الطرق وتنظيفها وتوزيع الملابس والمستلزمات المدرسية ومساعدة المرضى وحملات توعوية للتبرع بالدم تكون بديلاً عن "طقوس التطبير وإيذاء النفس"، دعوا لتوظيف الشعائر الحسينية لإصلاح المجتمع وتقديم الخدمات للشرائح الفقيرة والأيتام.
وقالت الناشطة، إيمان الأمين، في حديث إلى (المدى برس)، إن "ذي قار تضم حالياً عدة فرق تطوعية تعمل في مجال دعم الشرائح الفقيرة وتنظيم نشاطات مجتمعية متنوعة"، مشيرة إلى أن تلك "المنظمات بادرت بالتزامن مع حلول محرم الحرام وبدء العام الدراسي الجديد، بتصليح الرحلات وجمع الملابس والمستلزمات المدرسية وتوزيعها على عدد من التلاميذ من الأسر الفقيرة والمتعففة والأيتام".
وأضافت الأمين، أن "المنظمات المدنية تبنت تنظيم حملات توعية للتبرع بالدم خلال محرم الحرام لتكون بديلا عن طقوس التطبير (ضرب القامة) وإيذاء النفس التي حرم الله ايذائها"، عادة أن "المشاركين بالحملات التطوعية يجسدون مبادئ الإصلاح والتغيير والتصدي للفاسدين والظالمين، التي نادت بها الثورة الحسينية من خلال توظيف نشاطاتهم وفعالياتهم لخدمة المجتمع".
يذكر أن المسلمين الشيعة يحيون خلال محرم الحرام، الذي بدأ الأحد الماضي،(الثاني من تشرين الأول 2016 الحالي)، ذكرى مقتل الإمام الحسين وأخيه العباس وأهل بيته وأصحابه، خلال معركة الطف، في كربلاء، عام 61 للهجرة.
بدوره قال الناشط المدني في حملة (محرم الإصلاح) التطوعية، الياس علي سوادي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "حملة محرم الإصلاح، عبارة عن فريق تطوعي، يضم 30 متطوعاً جلهم من الأسر الفقيرة، لا ينتمونِ لأي جهة سياسية سوى الوطن، وأنها تمكنت مؤخرا من تصليح واكساء 12 كيلو متر من شارع مهم بطول 70 كم، يربط محافظات ميسان وجنوب واسط وشمال ذي قار، وأجزاء من محافظة الديوانية"، مبيناً أن "الشارع كان يطلق عليه طريق الموت لما فيه من حفر وتخسفات تسببت بكثير من الحوادث المرورية المؤسفة التي بلغ عدد ضحاياها في إحدى المرات 17 شخصاً بين قتيل أو جريح".
وأوضح سوادي، أن "كلفة المواد المستخدمة في تأهيل ذلك الشارع بلغت 400 ألف دينار جمعها المتطوعون منهم ومن المتبرعين"، مؤكداً أن "الحملة لم تتلق أي دعم من الحكومة المحلية التي تنفق الأموال على تنظيم حفلات وفعاليات لا قيمة لها "، بحسب رأيه.
إلى ذلك قال الناشط في مبادرة (لون حلمك)، عماد الحداد، في حديث إلى (المدى برس)، إن "أبرز النشاطات التي قامت بها مبادرة لون حلمك، تتمثل بترميم منازل العوائل الفقيرة وبناء دار لإحدى الأسر المتعففة وتوزيع ملابس على الأيتام والفقراء وتزويدهم ببعض المستلزمات المدرسية فضلاً عن تنظيم حملات للتبرع بالدم لاسيما الأصناف النادرة، ومعالجة بعض الحالات المرضية المستعصية وتنظيم الفعاليات الثقافية والاجتماعية، كمعارض الكتب واحتفالية بعيد الحب وعيد الربيع (النوروز)".
وذكر الحداد، أن "مبادرة لون حلمك تهدف للتخفيف من معاناة المواطنين والإسهام ببناء البلد وترسيخ روح التضامن الاجتماعي في ظل عجز الجهات الحكومية عن تقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين"، داعياً الحكومة المحلية إلى "الايفاء بالتزاماتها وتأمين الخدمات الأساس للمواطنين وتشجيع المبادرات الاجتماعية لاسيما الشبابية منها".
وبشأن مصادر تمويل المبادرة، قال الناشط، أنها "تأتي في الغالب من خلال تبرعات المعارف والأصدقاء والمقتدرين ماليا والناشطين الذين يثقون بأعضاء فريق مبادرة لون حلمك ويدعمون نشاطاتهم، فضلاً عن الحملات التي تطلق على مواقع التواصل الاجتماعي".
وكانت إدارة مبادرة "لون حلمك" الخيرية، أعلنت في (الأول من كانون الثاني 2016)، عن انطلاق فعاليات "كرنفال ذي قار المحبة والسلام" احتفاءً بقدوم عام 2016، بمشاركة فنانين وأدباء من مختلف المحافظات، مبينة أن ريعه سيخصص للعوائل الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان ناشطون وفنانون ذي قاريون من المشاركين في كرنفال (الحب هو الحل)، الذي نظمته مبادرة "لون حلمك" الخيرية، عدوا في (الثاني من نيسان 2016)، أن تغيير الواقع العراقي الراهن "لن يتم" إلا بجهود الشباب، مؤكدين أن مبادرات الشباب يمكن أن تؤسس لبناء وطن "معافى يؤمن بالحب" بدلاً من "العنف والموت".