"جحود" الوزارات يهدد بإخراج الأهوار من التراث العالمي وأهلها يدعون لقانون لحمايتها
"جحود" الوزارات يهدد بإخراج الأهوار من التراث العالمي وأهلها يدعون لقانون لحمايتها
المدى برس/ ذي قار
حذرت مديرية مشاريع أهوار ذي قار،، من مغبة إخراج الأهوار من لائحة التراث العالمي نتيجة عدم تنفيذ الوزارات المعنية التزاماتها المطلوبة تجاهها برغم مضي خمسة أشهر من مدة العام المحددة لذلك، في حين أعرب سكان محليون عن "خيبة أملهم" من جراء عدم تحسين واقعهم، داعين لتشريع قانون لحماية الأهوار وضمان حصة مناسبة من المياه لإنعاشها بالتنسيق مع الهيئات الدولية.
وقال مدير إدارة مشاريع أهوار محافظة ذي قار، عدنان عبد الله الحيدر، في حديث إلى (المدى برس) إن "الوزارات الاتحادية المعنية لم تباشر حتى الآن بتنفيذ مفردات الخطط والالتزامات المطلوبة لاستكمال إجراءات مرحلة ما بعد ضم الأهوار للائحة التراث العالمي"، مشيراً إلى أن "خمسة أشهر انقضت منذ ضم الأهوار للائحة التراث العالمي من دون أن تبادر تلك الوزارات بالعمل في مشاريع تأهيل البنى التحتية وإقامة المجمعات السياحية أو تعبيد الطرق وتأمين الخدمات الصحية والبلدية والتربوية بالمنطقة".
وأضاف الحيدر، أن "منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، ستجري تقويماً للأهوار بعد مرور عام على ضمها للائحتها للتراث العالمي"، محذراً من إمكانية "إخراج الأهوار من تلك اللائحة إذا لم تف الجهات المعنية بالتزاماتها المطلوبة تجاهها".
وأوضح مدير إدارة مشاريع أهوار محافظة ذي قار، أن "الحكومة المحلية في ذي قار سبق أن فاتحت الوزارات الاتحادية المعنية بهذا الصدد إلا أنها لم تلق الاستجابة المطلوبة"، مبيناً أن "نسبة غمر الأهوار بالمياه تقدر حالياً بـ50 بالمئة من مساحتها الكلية".
وذكر الحيدر، أن "وزارة الموارد المائية باشرت مؤخرا بتنفيذ مفردات خطتها في مجال انعاش الأهوار من خلال إقامة 42 جزرة استيطانية لتوطين مربي الجاموس في الجبايش، وتنفيذ حملة واسعة لتطهير المنطقة من نبتة زهرة النيل فضلاً عن رفدها بالكميات المتاحة من المياه" .
إلى ذلك قال المواطن حسين الأسدي، وهو من أهالي منطقة الجبايش، في حديث إلى (المدى برس)، إن "سكان الأهوار أصيبوا بالخيبة والإحباط نتيجة تلكؤ الوزارات والحكومة المحلية بتنفيذ وعودهم التي قطعوها لتحسين واقع المنطقة وتأهيل بناها التحتية"، داعياً الجهات المعنية إلى "الإسراع بتنفيذ التزاماتها وإطلاق برامج مشتركة مع المنظمات الدولية لتحسين واقع الأهوار بما يتناسب مع مكانتها الدولية".
وأكد الأسدي، على أهمية "دعم سكان الأهوار وتحسين أوضاعهم لاسيما في مجال صيد الأسماك وتربية الجاموس"، لافتاً إلى ضرورة "تشريع قانون لحماية الأهوار وضمان حصة مناسبة من المياه لإنعاشها بالتنسيق مع الهيئات الدولية".
وتواجه مناطق أهوار الجنوب جملة من المشاكل أبرزها تذبذب مناسيب المياه ونقص الخدمات الأساس فضلاً عن ضعف الاهتمام بالثروة الحيوانية في تلك المناطق التي تشتهر بتربية الجاموس وصيد الأسماك والطيور، وغالباً ما تتعرض قطعان الجاموس إلى الأوبئة والأمراض التي تؤدي إلى نفوق عدد كبير منها ما يؤدي إلى خسائر كبيرة لمربيها.
وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار، مركزها مدينة الناصرية، (375 كم جنوب العاصمة بغداد)، وتتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية.
وكانت اليونسكو، قد وافقت في (الـ17 من تموز 2016)، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة.
وبموجب قرار منظمة اليونسكو فان الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهو الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.