من الفيسبوك.. ترامب بنظر المثقفين والناشطين العراقيين
من الفيسبوك.. ترامب بنظر المثقفين والناشطين العراقيين
بغداد/.. تباينت آراء الناشطين العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي، حول فوز الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، والخسارة التي منيت بها منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، ففيما يرى البعض ترامب شخصاً "مختلاً" لا يصلح للحكم، يذهب آخرون إلى أنه الأنسب لحكم أميركا في هذه المرحلة على الصعيد الداخلي والعلاقات الخارجية.
ما أن تطالع صفحات العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "فيس بوك"، حتى تشعر وكأنها صفحات لمواطنين أميركيين، حيث المتابعة والاهتمام والتوقعات التي "أغرقت" تلك الصفحات منذ يوم أمس مع فتح صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة، وحتى ظهور النتائج النهائية، وكأنها انتخابات مجالس المحافظات أو البرلمان.
فالمختص بشؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة الدكتور هشام الهاشمي، تساءل في صفحته عما سيفعله ترامب بعد تسنمه رئاسة الولايات المتحدة قائلاً "ماذا سيصنع ترامب؟".
وبين الهاشمي أسباب تساؤله هذا "روسيا حليفة ترامب ستمدد توسعها في المنطقة، بما ذلك العراق وسوريا عبر تدفق القوات البحرية الروسية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وسيعقد ترامب قمة تجمع الولايات المتحدة وروسيا ليلتقي مع فلاديمير بوتين، في محاولة للتوصل إلى اتفاق بين القوتين على توزيع النفوذ في أجزاء مختلفة من العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط".
وتابع "إيران سوف تستمر في أن تكون قضية رئيسية في السياسة الخارجية الأميركي"، مشيرا إلى أن "السعودية ستضطر لعقد سلسلة تفاهمات جديدة، والتي من شأنها تعزيز العلاقات بين واشنطن والرياض".
وختم الهاشمي حديثه بالقول "وسيعمل دونالد ترامب على تحسين العلاقات بين واشنطن وتل أبيب"، غير أنه لا يجيب عن أين من تلك التساؤلات أو التوقعات التي يطرحها.
أما الكاتب والصحفي سعدون محسن ضمد، فهو الآخر يتساءل "هل ستثبت نتائج الانتخابات الاميركية، ان الناخب الاميركي، شعبوي متطرف يسعى اتجاه رفض المختلف"، مكتفياً بإطلاق "هاشتاغ" #امريكا_تنال_ما_تستحق.
ويبدو الناشط والصحفي أحمد عبد الحسين، قريباً من رأي ضمد، إلا أنه كان أشد قسوة على ترامب حيث كتب عبد الحسين في صفحته "فعلاً الديموقراطية ليست النظام الأكمل، لها مساوئ كثيرة: وإلا ما معنى فوز أخرق مثل ترامب برئاسة أميركا، أو صعود حفنة لصوص ليكونوا برلمانيين ومسؤولين تنفيذيين في العراق؟".
ويرى أن "الديمقراطية نظام سيء للغاية، ما يجعلها أفضل المتاح، أن كلّ ما عداها يفتح باباً إلى الطغيان السافر، ربما.. طغيان مقنّن بغلاف متحضّر يقوده لصّ أنيق (عندهم) ولصّ متديّن (عندنا)، أفضل من قائد عسكريّ يقاتل نيابة عن تأريخ غامض!، ربما!، لكنّ كوننا بين هذين الخيارين أمر ليس عادلاً".
وينتهي عبد الحسين إلى أن "في النهاية.. الحياة ليست عادلة".
بدوره كتب الناشط الشهير ستيفن نبيل على صفحته، شامتاً بخسارة كلينتون بالانتخابات "يا هيلاري يا هيلاري انباكت الانتخابات... يا هيلاري يا هيلاري".
وحمل كلينتون وحزبها مسؤولية ما جرى ويجري في العراق، بالقول "انت وحزبك دمرتوا العراق وانطيتوه لداعش بسبب سياساتكم الفاشلة في الشرق وخليتوا ارتال داعش تتقدم براحتها، سياساتك الفاشلة كلفتنا اغلى احبابنا واصدقائنا واليوم دموع الابرياء ودعائهم عليكم كانت مستجابة".
ولفت نبيل إلى أن "الماكنة الاعلامية الديمقراطية والفلوس الخليجية واليسارية الامريكية فشلت، عبالك حوبة الابرياء ما تطلع؟"، مضيفاً "نسيت شلون وصفت داعش بانهم فريق ناشئة وما يشكلون خطر وراها بكم شهر طبوا على الموصل؟، نسيت توسلات الناس وراها اقصف اقصف ما قصفت وعدموا شهدائنا بسبايكر وسنجار وسهل نينوى وتلعفر وبروانة والبونمر وغيرها؟".
وأضاف "خلي يكون درس لكل سياسي يطغي هناك رب يعلمكم درسا مهم كبر طغيانكم، الحزب الجمهوري سحق الحزب الديمقراطي في اكبر فوز سياسي منذ ١٩٢٩".
من جانبه، رأى الشاعر والصحفي صفاء خلف، في فوز دونالد ترامب بالرئاسة الاميركية "بارقة أمل لتفكيك قوى الاسلام السياسي في الشرق الاوسط، وانهاء حالة النفاق والمزايدة الرخيصة، والعودة الى سياسة الحكومات القوية المبنية على اساس علماني".
وأشار إلى أنه "بات من المهم تفكيك الاتفاق النووي الإيراني، وانهاء الغطرسة الايرانية وتصفية ميليشياتها في المنطقة، بذات الوتيرة التي يجب بها العمل على تفكيك الوهابية والسلفية وداعميها".
وبين خلف "لذا فوز ترامب وان اتى بحروب الى المنطقة التي تعيش حروباً منذ قرن ولا جديد في ذلك، افضل من تغوّل الاسلام السياسي والتطرف الميليشاوي وتمدده، فليس داعش وحدها الخطر، بل هناك تنظيمات اخطر من داعش والقاعدة"، مشير الى انه "الذي يجعل نفسه فوق الدولة بحجة محاربة داعش هو اخطر من داعش لكونه يؤدي ذات المهمة".