مِن تحت الدلف العراقي لتحت المزراب السوري
يبدو أن حال سكان الموصل صعبة للغاية حتى أنهم أصبحوا يهربون إلى الجحيم الأعتى في الشرق الأوسط
أدت حملة تحرير الموصل إلى فرار آلاف المواطنين العراقيين من المدينة، إلى سوريا بسبب قرب الحدود السورية العراقية، رغم أنه كما هو معروف، تعاني سوريا ذاتها من حرب أهلية دامية مُستمرة منذ أكثر من 5 سنوات، وتحصد كل يوم أرواح الكثيرين.
هكذا وجد الكثيرون من سكان الموصول أنفسهم ينتظرون ملجأ على الحدود الصحراوية بين العراق وسوريا، بينما يتعرضون لنيران المعارك. يتعرض كل شخص يقترب من منطقة الحدود، التي تنشط فيها عناصر من الأكراد والسوريين، إلى لإطلاق النار خوفًا من أن يكون جاسوسًا لتنظيم داعش.
إن وجوه اللاجئين تكون مغطاة، بسبب حر الصحراء والرياح الرملية، ولكن، أيضًا خوفًا من أن يتمكن أحد من التعرّف عليهم ما قد يدفع تنظيم داعش إلى الانتقام من أفراد عائلاتهم الباقين في الموصل.
ينشد اللاجئون العراقيون، رغم الوضع الصعب جدًا في سوريا، اللجوء إلى مخيم الهول للاجئين، الذي تُديره الأمم المُتحدة في منطقة الحسكة، ويبعد عن الموصل 200 كم. يشكل ذلك الانتظار الطويل، كما سبق وذكرنا، خطرا على اللاجئين أيضا. فقوات داعش تدكّهم بالقذائف والخطر، ويتعرضون للخطر في سوريا أيضا. نُقِل بعض اللاجئين العراقيين إلى قرية شمالي حلب، تدور فيها أيضًا رحى معارك دامية.
قالت جهات سورية، ، إن ذلك التأخير ضروري جدًا من أجل منع مُقاتلي داعش من دخول البلاد والتسلل إلى مخيم اللاجئين. “هنالك إجراءات أمنية. نخشى أن يتنكر مُقاتلو داعش في شخصيات مدنيين ويتسللوا”، هذا ما قاله رودار يونس الذي يعمل في مخيم اللاجئين في سوريا.
من يُسمح له فعلاً باجتياز الحدود، “عليه أن يُتابع طريقه سيرًا على الأقدام. في ظل الحر الشديد أثناء النهار والطقس البارد جدًا في الليل. خاض الكثير من الأطفال تلك الرحلة أيضًا وأصيبوا بالأمراض نتيجة صعوبات الطريق والظروف الصحية السيئة. يحاول تنظيم داعش طوال الوقت الهجوم على أماكن تجمع اللاجئين والمسّ بهم. يبدو الآن أن سوريا الدامية باتت أملهم الوحيد.