المستشارون الأميركان وتعاون الأهالي يُسرّعون من وتيرة عمليّات الموصل
المستشارون الأميركان وتعاون الأهالي يُسرّعون من وتيرة عمليّات الموصل
المدى برس/ بغداد
دخلت عمليات تحرير الموصل، لا سيما الجانب الشرقي من المدينة، مرحلة حاسمة بعد 83 يوماً من انطلاق العمليات، وبعد نحو 10 أيام من بدء صفحتها الثانية. وخلافاً للأسابيع الماضية، فإن القوات الاميركية باتت تقدم دعمها للقوات العراقية قرب خطوط التماس.
وعزا مسؤولون محليون، تسارع وتيرة المعارك، الذي بدأ في نهاية كانون الأول الماضي، الى زيادة تعاون السكان مع القوات بشكل ملحوظ.
وكانت انتقادات قد وجهت، في وقت سابق، لسكان الاحياء الشرقية (الفقيرة)، التي حررها جهاز مكافحة الارهاب في بداية المعارك، لجهة عدم تفاعلهم مع القطاعات العسكرية.
وعزا مسؤولون، آنذاك، انفجار 5 سيارت في كوكجلي، الشهر الماضي، نفذها 3 انتحاريين، الى عدم إرشاد الاهالي الى أماكن المفخخات.
وقبل أيام من نهاية عام 2016 استأنفت القوات العراقية عملياتها لتحرير الاحياء الشرقية للموصل بعد اسابيع من توقف عزتهُ أطراف عراقية الى ظروف المناخ. وارجعته اطراف اميركية الى شراسة القتال وحاجة القوات العراقية لالتقاط الانفاس.
وحررت القوات العراقية، في الايام الاولى من استئناف العمليات واعلان العبادي تغيير الخطة القديمة، 5 أحياء بشكل سريع.
وعلى الرغم من أن الخطة الجديدة، لم تحمل تغيراً واضحاً باستثناء زج نحو 4 آلاف مقاتل من الشرطة الاتحادية في جنوب شرق الموصل، إلا أن التقدم لم يتوقف، حيث ارتفع عدد الاحياء المحررة الى 47 حياً، بحسب مصادر أمنية.
وقال رئيس الوزراء، نهاية كانون الاول الماضي، إن معركة تحرير الموصل من داعش دخلت مرحلة الحسم، لاسيما أن التنظيم "يعاني انكسارات بين صفوفه".
وقال قائد كتيبة اميركية مقاتلة، تساند القوات العراقية على الجبهة الجنوبية الشرقية، مع بدء الخطة الجديدة "حالياً نقوم بنشر القوات والعتاد إلى داخل شرق الموصل... سيحدث ذلك خلال الأيام المقبلة".
وأضاف اللفتنانت كولونيل ستيوارت جيمس "إذا حققنا نجاحاً كبيراً في اليوم الأول واكتسبنا قوة دفع فقد تسير العملية بسرعة كبيرة".
وكان من المفترض أن تسمح الخطة بإشراك 5 آلاف جندي أميركي في المحور الشمالي. وكانت القوات الاميركية في العراق قالت، مؤخراً، إن الاندماج بين القوات العراقية وصل لمستوى لم يسبق له مثيل، متوقعة أن يساعد ذلك في تنسيق عمليات الاستطلاع والدعم الجوي وحركة القوات.
جثث الدواعش الأجانب
ويقول مسؤول أمني في نينوى، إن الايام الاخيرة للمعارك، لم تشهد العثور على جثث لمقاتلي داعش الاجانب، ما يعني أن التنظيم قد فقد ثقله في الساحل الأيسر.
وأضاف هاشم البريفكاني، رئيس اللجنة الامنية في مجلس نينوى، في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس، أن "داعش استسلم لفكرة خسارة الساحل الايسر خصوصاً بعد خسارته مناطق مهمة كأحياء القدس الأول والثاني، والزهراء(صدام سابقاً). وأكد البريفكاني أن اغلب جثث قتلى التنظيم تعود لعراقيين، مشيراً الى أن قيادات التنظيم قد هربت الى الساحل الأيمن بعد الهزائم الأخيرة.
وكان تنظيم داعش قد خسر في معارك الأحياء الاخيرة نحو 200 مسلح من اتباعه. وتدور الاشتباكات حالياً في نحو 15 حياً. ولايزال مسلحو التنظيم يسيطرون على 23 حياً في الساحل الأيسر.
معارك الأحياء الراقية
ويعتقد رئيس اللجنة الامنية أن مسرح العمليات الجديدة بعد استنئاف المعارك، تختلف من حيث الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية.
وأشار المسؤول المحلي الى أن "القوات واجهت صعوبة في الاحياء الشرقية الشعبية والفقيرة في بداية المعارك، وكان التفاعل معهم قليلاً جداً"، عازياً ذلك الى أن "بعض المسلحين في تلك المناطق كانوا من الاحياء ذاتها".
وأضاف البريفكاني "الآن الأحياء التي تقاتل فيها القوات، هي أحياء راقية وكبيرة وسكانها من طبقة مختلفة وتعاونهم عالٍ جداً".
وواجهت قوات مكافحة الارهاب، خلال الاسابيع الماضية، في منطقة كوكجلي، التي ينحدر اغلب سكانها من اصول ريفية، والاحياء القريبة منها، صعوبة في تحديد مواقع السيارات الملغمة نظراً لعدم تعاون السكان. وكانت القوات تشك بوجود عدد كبير من السيارات المفخخة تركها داعش خلفه في الشوارع والمنازل المهجورة.
الأمر ذاته يؤكده ابنيان الجربا، العضو الآخر في مجلس نينوى، اذ يقول إن "السكان بدأوا يرشدون القوات الى مناطق تواجد المسلحين بمجرد دخول القطعات العسكرية الى الأحياء".
وأضاف الجربا، في اتصال مع (المدى) أمس، أن "قادة المحاور في الموصل أكدوا تفاعل الاهالي معهم"، عاداً أن ذلك "ساعد في السيطرة على نحو 80% من الساحل الأيسر".
مشاركة أميركيّة
في غضون ذلك، يؤكد هاشم البريفكاني ان "قوات التحالف زادت من عدد مستشاريها مع بدء المرحلة الثانية من عمليات الموصل".
وكشف عن ان "المستشارين الامريكيين باتوا يتمركزون في خطوط التماس لتحديد الاهداف، وهناك سرعة كبيرة في معالجة الاهداف النوعية بالطائرات".
وكان مسؤولون موصليون قد كشفوا، لـ(المدى) أواسط كانون الاول الماضي، عن تعهد أميركي بتقديم المزيد من الدعم الى القوات العراقية لكسر جمود العمليات.
ويخشى المسؤولون المحليون من تعرض جهاز مكافحة الإرهاب، صاحب الثقل الأكبر في عمليات الساحل الأيسر، الى استنزاف قوته في حال استمرت العمليات لفترة أطول من المتوقع.
لكنّ نائب رئيس لجنة الامن في مجلس نينوى أكد أن "التنظيم الارهابي هو من تعرض لاستنزاف مقاتليه وموارده، وبات يصعب عليه التنقل بعد قطع كل الجسور الرابطة بين ضفتي نهر دجلة".
الحرب على جبهة واحدة
ومع تسارع وتيرة عمليات التحرير، لاتبدو هناك نية لدى القيادة العسكرية لفتح جبهات اخرى اضافة الى جبهات الجانب الشرقي لمدينة الموصل.
لكن مسؤولين محليين يتحدثون عن "مفاجأة قريبة" سيشهدها المحور الشمالي الذي يعاني من بطء القوات المتمركزة فيه، وهي الفرقة 16 وحشد محافظ نينوى السابق أثيل النجفي.
لكنّ نائب رئيس اللجنة الامنية يقول ان "تلك القوات حررت شقق الحدباء، ودخلت في منطقة البلديات، لكنها ليست بكفاءة فرقة مكافحة الارهاب".
ولم تعد القطعات العسكرية، خلال الاسبوعين الاخرين، تلتزم بخارطة توزيع المهمات، إذ قامت قوات مكافحة الارهاب بتحرير عدد من المناطق التي كانت ضمن قاطع الفرقة 16.
وانتقد مسؤولون في الموصل، مؤخرا، أداء الفرقة الاخيرة، مؤكدين ارتكابها 3 أخطاء منذ انطلاق العمليات قبل نحو 3 أشهر، من بينها أنها أصابت مدنيين لمرتين في منطقة تلكيف، التي لاتزال بيد "داعش".
ويلفت البريفكاني الى ان "القوات العراقية مشغولة برأس الافعى في داخل الموصل، ولاتريد الانشغال بعمليات اخرى، كتحرير تلكيف او تلعفر المطوقتين منذ أسابيع".
ويستبعد المسؤول الامني في نينوى ان يؤدي التقارب العراقي -التركي الاخير، الى اعطاء الضوء الاخضر لاقتحام مدينة تلعفر ذات الاغلبية التركمانية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد هدد سابقا بـ"اتخاذ تدابير"، في حال شكل الحشد الشعبي الذي يحيط المدينة، خطرًا على أمن تركيا. وقال مسؤوولن أتراك حينها ان "لتركيا دورا في حماية التركمان في المدينة".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد اعلن في وقت سابق، عن إبعاد الشحد الشعبي عن المشاركة في اقتحام "تلعفر".
ويرى البريفكاني ان "اقتحام تلكيف او تلعفر في هذا الوقت لن يضيف شيئا الى معارك الساحل الايسر".
من : وائل نعمة.