الأحزاب العجوز والأحزاب الشبابية
جعفر الونان
تميز المجلس الاسلامي الاعلى بصناعة جيل جديد من القادة السياسيين الشباب خلال الأعوام الثلاثة التي مضت، هذه الميزة لم تكن واضحة عند اغلب الأحزاب السياسية التي ماتزال تعتمد على قادتها الأوائل او مايقمون بقادة المعارضة.
المشكلة في العراق مشكلة جيلية قبل ان تكون مشكلة سياسية، مشكلة بين فكرين فكر يُؤْمِن ان الثوب الطائفي هو الثوب الأكثر اناقة للعملية السياسية في العراق وتقسيم الحكومة على ثلاثة رؤوس شيعة وسنة وكرد هو الطريق المختصر لبناء الدولة بطعم السلطة بينما يُؤْمِن الجيل الشبابي الجديد بضرورة بناء دولة المواطنة وحكومة البرامج ودولة الانسان.
ليس الامر سهلا ان تطلب من حزب إسلامي مثل حزب الدعوة على سبيل المثال لا الحصر ان يسوق بوجه جديدة او يدافع عنه الشباب لانه بالأساس يتبنى مواقفا حادة واراء سياسية عمرها ١٣ عاما ونيف لقد فشلت حكومات التي يرأسها الدعاة في ملف المصالحة الوطنية الحقيقة وكسب الاخر المختلف.
ميزة الأحزاب الشبابية انها واقعية ومواجهة يمكن القول ان المجلس كانوا الأكثر وضوحا في التعامل مع ملف التسوية وأعلنوا مافي صدورهم ورؤيتهم عن طبيعة المصالحة على عكس باقي الأحزاب التي وقعت في اعماق الليل وانقلبت في غسق النهار
لايفهمها من التحديث الجيلي التحديث العمري بل التحديث الفكري في العقل السياسي وان يتطور هذا العقل كلما اشتدت الأزمات السياسية.
تجربة المجلس الاعلى الجيلية مهمة في تعميمها على باقي الأحزاب السياسية وان كان اغلب الشباب يحاولون ارضاء السيد عمار الحكيم لكنها على العموم تجربة مهمة في صناعة القادة والتجديد على الارض في فسح المجال امام القادة في صياغة مشروع سياسي يتلائم مع واقع الحال.
استمرار سيطرة ” الحرس القديم” على الدولة يعني استمرار المحاصصة واستمرار الانشغال ببناء السلطة على حساب الدولة الامر الذي يتطلب جهودا عالية للتحديث الفكري في السياسة فما كان صالحا قبل ١٣عاما ليس بالضرورة ان يكون صالحا الان والمواقف الثابتة تنتج ثمارا فاسدة والسياسية كما يقولون فن التحولات وفن المتغيرات والقاعدة القديمة تقول: لاعدو ثابت ولاموقف ثابت ولاجيل ثابت.