اخبار العراق الان

محللون: “السيناريو الإسرائيلي” الأصعب هو حرب ضد حماس وحزب الله معاً

محللون: “السيناريو الإسرائيلي” الأصعب هو حرب ضد حماس وحزب الله معاً
محللون: “السيناريو الإسرائيلي” الأصعب هو حرب ضد حماس وحزب الله معاً

2017-01-24 00:00:00 - المصدر: وكالة SNG الاخبارية


ازداد  الاهتمام الإسرائيلي  بمعركة الموصل العراقية على المستوى الأمني والسياسي والإعلامي  وبات الحدث، يثير فضول الجيش الإسرائيلي، وكيفية استثمار المعركة في التعامل مع الفصائل الفلسطينية، خصوصا في المناطق المكتظة بالسكان المدنيين، ومعرفة طابع التكتيكات الذي يستخدمه “داعش” والخطط المضادة لقوات التحالف الدولي بغرض تحقيق أكبر قدر من الاستفادة في حال قررت “إسرائيل” شن حروب مستقبلية على غزة  أو لبنان، نظرًا لتشابه تكتيكات الفصائل الفلسطينية وحزب الله اللبناني مع تلك المستخدمة من قبل “داعش”.

ولا بد في هذا السياق من التذكير، بأنه في الآونة الأخيرة، وعلى لسان كبار المسؤولين في المستوى الأمني، أضحت “إسرائيل” تربط بين المستجدات على الحدود الشمالية، أي حزب الله، مع تلك على الحدود الجنوبية، أي مع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها  حماس.

بكلمات أخرى، فإن “إسرائيل” تخشى من أن اندلاع الحرب على إحدى الجبهتين، سيدفع الطرف الثاني في المعادلة، إلى شن هجوم عليها، وإلزامها بإدارة مواجهة عسكرية شاقة وصعبة، على الجبهتين في آن واحد.

وربما، يكون القلق الإسرائيلي، يستند إلى الماضي غير البعيد، إذْ أن الحرب الأخيرة على غزة في العام 2014،  استمرت 51 يوما، دون أن تحقق أي نتائج تذكر.

وأن المستوى السياسي، وفي مقدمته رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يخشى تقرير مراقب الدولة  حول عملية (الجرف الصامد)، والذي من المقرر أنْ ينشر خلال الأسبوعين القادمين.

كما أن حرب لبنان الثانية في العام 2006 وضعت أوزارها بعد 34 يوما، وبات في الذاكرة الجمعية الإسرائيلية كابوسا.

وبالتالي يطرح السؤال: كيف ستتعامل “إسرائيل” مع حرب  في الشمال والجنوب في نفس الوقت؟ علما أن أركان تل أبيب يعلنون أن الترسانة العسكرية لحزب الله، باتت تصيب كل مكان في العمق الإسرائيلي، وأن الصواريخ التي تمتلكها حماس، وصلت في العام 2014 إلى ما بعد تل أبيب وضربت القدس، وأن الحركة تواصل التسلح، وتلجأ إلى الصناعة المحلية، بسبب الحصار المفروض على القطاع .

بالإضافة إلى ذلك، يخشى صناع القرار في تل أبيب، من المستويين السياسي والأمني، من الأنفاق الهجومية التي تواصل حركة حماس حفرها في القطاع، على الـحدود مع المستوطنات.

وفي عدة مناسبات أعلنت “إسرائيل” على لسان كبار مسؤوليها أن أنفاق حماس باتت تشكل تهديدًا استراتيجيا على أمنها القومي.

وفي الشمال أيضًا، يعتقد كبار المحللين في الإعلام العبري، أن حزب اله يحفر الأنفاق، وأن تقديرات الأجهزة الأمنية لا تستبعد ، أن يقوم الحزب بـاحتلال عدد من المستوطنات “الإسرائيلية” على الحدود مع لبنان خلال المواجهة القادمة ، بحسب تعبيرهم.

وفي هذا السياق رأى عاموس هارئيل، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”، أنه حتى طرد “داعش” من الموصل، سيكون هناك المزيد من الدمار والقتلى في صفوف المدنيين، إضافة إلى الخسائر العسكرية في الطرفين، فضلًا عن آلاف اللاجئين والمشردين.

وذكر المحلل ما حدث في مدينة أصغر، الرمادي، واستعان بكلمات أطلقها ضابط أمريكي خلال حرب بلاده ضدّ فيتنام: من أجل إنقاذ الموصل، قال هارئيل، هناك حاجة لتدميرها، فالمعركة تدور في منطقة مدنيّة مليئة بالأنفاق والمباني المفخخة والانتحاريين.

وتابع قائلاً: هكذا إلى درجة كبيرة ستبدو معارك المستقبل في الشرق الأوسط: احتكاك شديد في المناطق المأهولة، حيث أن السكان المدنيين سيعلقون بين الأطراف المتحاربة، ويتحولون رغم إرادتهم إلى دروع بشرية.

ولفت المحلل، إلى أن دروس الموصل لها علاقة بإسرائيل، التي ستتم حروبها القادمة، إذا نشبت، في المناطق المكتظة في غزة وفي جنوب لبنان. وأنه يتحتم على وزير الجيش  أفيغدور ليبرمان، الذي طلب من الجيش الإسرائيلي تعديل الخطط التنفيذية من أجل احتلال غزة، عليه متابعة ما يحدث في العراق، بحسب قوله.

إلى ذلك، قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أليكس فيشمان، نأمل في أنْ تكون عيون رجال الاستخبارات والعمليات “الإسرائيليين” مركزة على المعارك حول الموصل في العراق، إذ أن الموصل هي مثال لمدينة غزة: ميدان تجربة للتكنولوجيات، التكتيكات والسلاح الغربي حيال مقاومة جسم متزمت من مقاتلي العصابات، ممّن يقاتلون في سبيل حياتهم في منطقة مدنية كبيرة ومكتظة، فكيف يمكن لقوة ما أنْ تُلحق بهم هزيمة، دون أن تبقى عالقة في الوحل لسنوات طويلة؟.

وأردف فيشمان : صحيح أن الجيش “الإسرائيلي” احتل من جديد مدنا فلسطينية بالضفة الغربية عام 2002 في حملة “السور الواقي”، وراكم تجربة في القتال حيال منظمات شبه عسكرية ، ولكنه لم يواجه احتلال مدينة بحجم غزة، والتي يرابط فيها الآلاف من حملة السلاح المشحونين بالأيديولوجية الجهادية، مع منظوماتٍ دفاعية تم إعدادها خلال أعوام بموجب مفاهيم المقاومة القتالية التي يستخدمها “داعش” في الموصل، على حد تعبيره.