اخبار العراق الان

الحمائية تجذب العمال في الحملة الرئاسية الفرنسية

الحمائية تجذب العمال في الحملة الرئاسية الفرنسية
الحمائية تجذب العمال في الحملة الرئاسية الفرنسية

2017-02-26 00:00:00 - المصدر: فرانس 24


اميان (فرنسا) (أ ف ب) - تتراوح مشاعر عمال مصنع "ورلبول" للادوات الكهربائية في اميان في شمال فرنسا بين اللامبالاة والغضب والرضوخ مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي وسط قناعة بضرورة تعزيز الحمائية، بل حتى "مغادرة اوروبا"، من اجل حماية الوظائف.

وقالت كورين بيزيه البالغة 49 عاما امضت منها 17 لدى "ورلبول" بتاثر ان "السياسيين يتغاضون عن كل شيء منذ سنوات. كل الاعمال غادرت وانتشرت البطالة، هناك حالات انتحار وطلاق وغيرها...لكنهم لا يعبأون بنا اطلاقا".

تحت المطر الخفيف ظهرا، غادر فريق الصباح المصنع الذي يبعد ثلاث كيلومترات عن وسط مدينة اميان وكاتدرائيتها الغوطية.

بدت وجوه العمال متعبة فيما سادت اجواء التجهم خصوصا منذ اعلان مجموعة الادوات الكهربائية الاميركية العملاقة في كانون الثاني/يناير عن اغلاق مصنعها في اميان حيث ينتج 290 موظفا اجهزة لتجفيف الغسيل، ونقل الانتاج الى لودز في بولندا. ويهدد ذلك وظائف 60 عاملا لدى احدى الشركات المتفرعة (بريما) ووظائف وسطاء.

وهذا اخر المصانع التي تغلق في مدينة لم تعد تحصيها، وابرزها مصنع عملاق الاطارات الاميركي غوديير العام 2014 ما ادى الى خسارة اكثر من 1100 وظيفة. وسجلت اميان وجوارها نسبة بطالة بلغت 11,9% تفوق بنقطتين المعدل الوطني.

وقالت بريجيت فوريه رئيسة البلدية من التيار الوسطي للمدينة التي تعد حوالى 200 الف نسمة ان "الحديث عن هجرة الصناعة من بلدنا يثير اصداء خاصة هنا" مشيرة الى شعور "بالمرارة".

وقال كريستوف كولومبو البالغ 45 عاما بينها 27 لدى "ورلبول" "لم اعد ارغب حتى في التصويت" مضيفا "سواء اقترعت لليمين او لليسار، ما الفائدة؟"

ورد فريديريك كولون الموظف لدى بريما منذ 16 عاما "لم اعد اؤمن بشيء" مؤكدا انه سيمتنع كذلك عن التصويت.

- "ضرائب على الحدود" -

من النادر ان يبدي السياسيون استعدادا لمواجهة هذه الضغينة. لكن الصحافي الملتزم فرنسوا روفان المرشح لانتخابات حزيران/يونيو التشريعية التت تلي الدورة الثانية من الاستحقاق الرئاسي في 7 ايار/مايو، وصل في شاحنته الملونة التي كانت تبث اناشيد تمجد بتشي غيفارا.

ويدعو روفان المدعوم من زعيم اليسار المتشدد والمشكك بالوحدة الاوروبية جان لوك ميلانشون، صاحب الوثائقي الناجح حول الشركات "ميرسي باترون" ورئيس تحرير مجلة "فقير" الاحتجاجية الى الحمائية.

وقال اثناء توزيع مناشير "لا اريد ان يبقى هذا السلاح السياسي حصرا بين يدي (حزب اليمين المتطرف) الجبهة الوطنية وان يكون هذا الحزب الوحيد الذي يتجرأ على تلفظ عبارات ضرائب حدودية وحواجز جمركية وحصص استيراد".

وقام الممثل المحلي للجبهة الوطنية اريك ريشرموز بزيارة عدد من المصانع، حيث سعى الى جذب العمال باستخدام رسالة مصورة على هاتفة لزعيمة حزبه مارين لوبن تعد فيها "بفرض ضريبة 35%" على منتجات المصانع التي غادرت المنطقة عند بيعها.

يامل حزب الجبهة الوطنية الذي يتصدر نوايا التصويت في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 23 نيسان/ابريل، استغلال الاجواء الناجمة عن تصويت البريطانيين على مغادرة الاتحاد الاوروبي والسياسة الحمائية التي يسعى اليها الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

وقال ريشرموز ان "الانكليز يعدون اجراءات قريبة جدا مما تسعى اليه مارين لوبن" فيما يعمل حزبه من اجل استفتاء على خروج فرنسا من الاتحاد الاوروبي.

يشعر العمال الفرنسيون الذين يواجهون منافسة من البولنديين والسلوفاكيين والرومانيين الذين يتقاضون رواتب اقل بكثير، بضعف حمايتهم ضمن الاتحاد الاوروبي.

واشار استطلاع للراي مؤخرا في فرنسا الى ان 54% من المواطنين و64% من العمال المشاركين يصفون اوروبا بنعوت سلبية.

وقال غيوم بونار (33 عاما) الذي يدير فريقا لدى بريما "طالما هناك فرق بين الاوروبيين، فلن تتحسن الاحوال مطلقا"، فيما اعتبر زميله محمد المكرتار المندوب النقابي ان الحل بسيط ويقضي "بالانفصال عن اوروبا".

اما بيزيه التي ما زالت مترردة حيال المشاركة في الاقترع، فاكدت اقتناعها بامر واحد وهو التخلي عن اليورو "والعودة الى العملة الفرنسية" لاستعادة القدرة الشرائية.