ما بعد المباراة | أخيرًا، بيولي يقدم النسخة الأفضل للإنتر
تحليل جول لموقعة سانت إليا ..
تحليل | محمود عبد الرحمن تابعه عبر تويتر
تمسك الإنتر بالأمل للوصول للمركز الثالث (آخر المراكز المؤهلة لبطولة دوري أبطال أوروبا) بفوزه الكبير على مضيفه كالياري بنتيجة عريضة بلغت قوامها خمسة أهداف مقابل هدف في إطار المرحلة الـ27 من الدوري الإيطالي، الذي يحتل فيه الإنتر المركز الخامس، بفارق 6 نقاط عن نابولي صاحب المركز الثالث.
كالياري | تغييرات راستيلي خنقت المتنفس الهجومي الوحيد! | |
■ طبق المدرب ماسيمو راستيلي طريقة 3/5/1/1 في محاولة لتصعيب الأمور على الإنتر في عملية بناء اللعب ولتأمين دفاعاته، لكن في الحقيقة لا علاقة لكالياري بأهداف الطريقة بما أظهره على أرض الملعب، كنت أشعر أن الفريق مفكك تمامًا. لا يضغط بشكل قوي، لاعبوه يركزون على حامل الكرة فقط، وهذا في ظل حركية هجوم الإنتر التي سنتحدث عنها لاحقًا جعلت زيادة كالياري في الخلف، لا تمثل شيئًا وتضرب بالكرات بسهولة.
■ خط دفاع كالياري كان متأخرًا جدًا، وخط الوسط متقدم، ما مكن الإنتر من إيجاد مساحات بالجملة في المنطقة بينهما استغلها بانيجا ورفاقه أفضل استغلال لضرب الفريق بالكرات. الضغط على حدود منطقة الجزاء كان ضعيفًا، ليجد للإنتر بتهديد مرمى الحارس جابرييل بالكثير من التسديدات، ثم النيل من شباكه بالفعل.
■ تغييرات راستيلي كانت لغزًا حقيقيًا بالنسبة لي، حتى جمهور كالياري وجه صافرات الاستهجان عليها، فعندما كان متأخرًا قام بإخراج أفضل عنصرين من الناحية الهجومية، بورييلو الذي سجل الهدف والذي كان الأكثر محاولة، وصانع الهدف نيكولا باريلا.
كل هذا علمًا بأن خطورة كالياري كانت في الكرات العرضية لبورييلو، والتي سجل من إحداها، ناهيك عن قدرة كالياري على تهديد مرمى الإنتر من خلالها، ومع ذلك أخرج أفضل من يستغلها، وأخرج باريلا أفضل لاعبي وسط فريقه.
■ أبرز ثغرات كالياري تمثلت في الظهير الأيمن ماوريتسيو إيسلا، سقط تمامًا في كل الاختبارات الفردية أمام بيريسيتش، وكانت جبهته المفتاح الأول لوصول الإنتر لشباك كالياري، ناهيك عن عدم قيام بأي أدوار هجومية، كل ما طلب منه كان الدفاع، لكنه لم يستطع إيقاف بيريسيتش.
■ بالنظر للمواسم السابقة في الدوري الإيطالي سنجد أن منطقة الآمان تبدأ من عند القطة 40، وهو غالبًا ما يبحث عنه كالياري.
الإنتر | «الأفاعي» كما يجب أن تكون! | |
■ عكف المدرب ستيفانو بيولي مؤخرًا على تجربة الطرق وبعض التشكيلات وحتى توظيف بعض اللاعبين، واليوم أعتقد أنه وصل إلى التوليفة المناسبة والطريقة المناسبة، أو على الأقل استقر على القوام الحقيقي للإنتر الذي أعطى له وجهًا جميلاً في مباراة اليوم.
تحسن أداء الإنتر كثيرًا وقدم واحدة من أفضل من مبارياته على كافة المستويات، إن لم تكن الأفضل، طريقة 4/2/3/1 هي المناسبة لإمكانيات اللاعبين وتخرج قدراتهم، خصوصًا رباعي المقدمة (أنطونيو كاندريفا، إيفر بانيجا، إيفان بيريسيتش، ماورو إيكاردي).
طريقة 3/4/3 لم تساعد كاندريفا في السابق، اليوم ظهر بمستوى أفضل، أما بانيجا فكان العقل المفكر للفريق، لاعب رقم 10 متمرس يجيد توزيع اللعب وصناعة الأهداف ولديه رؤية ممتازة، يعطي الابتكار بالعمق، فيما يعطي بيريسيتش المهارة والقوة على الطرف وبأي فهو يستطيع التسجيل، وبدا التفاهم في أعلى صوره بين الاثنين، وهو ما تلخص في الهدف الأول تحديدًا.
الأهم من كل ذلك أن هذا الرباعي تمتعوا بالحركية، وكلمة السر ماورو إيكاردي، الذي تغير كثيرًا، لم يعد مهاجم صندوق لا يشارك في اللعب وينتظر الكرات، بل تشعر أنه في كثير من الأحيان يتحول لصانع ألعاب (8 تمريرات حاسم هذا الموسم)، ويتحرك على الأطراف وهذا الأمر يساهم في إزعاج أي دفاع، في ظل وجود لاعبين قادرين على الاستفادة من تلك المساحات التي يخلقها إيكاردي في الدفاع بتحركه ويسجلون الأهداف مثل بيرسيتش. باختصار الإنتر وجد توليفة هجومية رائعة.
■ أفضل شيء حصل للإنتر هو لاعب الوسط روبيرتو جاليارديني، سيكون له شأن كبير إن استمر في التطور، التزم بجانب جيوفري كوندوبيا بأدواره، في استرجاع الكرة والتسليم الجيد، كونوبيا ظهر هو الآخر بوجه جيد في ربط الوسط بالهجوم، قام بعدة محاولات هجومية بالتصويب، أعطى ثقلاً حقيقيًا في خط الوسط، هناك ارتفاع واضح في مستوى كوندوبيا مع بيولي.
■ على غرار كوندوبيا، هناك أيضًا وضوح في ارتفاع مستوى الظهير الأيمن دامبروزيو، هذا الأخير اعتمد عليه بيولي أمام بولونيا على اليسار، قبل أن يعيده لمركزه في الخانة اليمنى وصنع هدف الفوز القاتل، دامبروزيو هجوميًا يعطي الإضافة الكبيرة بكراته العرضية التي سجل منها الإنتر مجددًا اليوم، لم يظهر بهذه المستويات سواءً مع مانشيني أو دي بوير.. لكن عليه بعض الملاحظات الدفاعية.
■ أقل اللاعبين في الإنتر كان الظهير الأيسر كريستيان أنسالدي، وهنا أتفهم لماذا يلجأ بيولي ببعض اللاعبين في هذا المركز حتى أنه استعان بدامبروزيو في بعض الأحيان في مركز الظهير الأيسر.
■ أداء جيد لميديل في قلب الدفاع لأنه حتى في خط الوسط لا يمتلك نزعة هجومية، لكنه يقرأ اللعب ويجيد رقابة مهاجمي الخصوم، لكن السلبية الوحيدة في مركزه الجديد أنه لا يجيد التعامل مع الكرات الهوائية واليوم تفوق ماركو بورييلو في أكثر من كرة.. لا أعرف إن كان بيولي سيُقرر استمراره في هذا المركز أم لا.
■ في الأخير يجب الإشادة بالتطور الكبير للإنتر مع بيولي، هذا الأخير خسر مرتين حتى الآن، فيما تعرض الإنتر مع فرانك دي بوير لخمس هزائم، لو تفادي الإنتر بدايته السيئة للموسم لكان في المراكز الثلاثة الأولى على أقل تقدير.
تواصل مع محمود عبد الرحمن | ||
رئيس القسم الإنجليزي | على فيسبوك | |
على تويتر |