ما بعد المباراة | قدر كاف لتشيلسي من كل شيء، ووستهام هدفه واضح .. وفاشل!
تحليل انتصار البلوز في ديربي لندن المُصغّر الذي يقربهم أكثر من اللقب
كتب | أحمد عطا
واصل قطار تشيلسي مسيرته المظفرة تجاه الفوز باللقب الثاني للبريميرليج في آخر 3 سنوات وذلك بعد انتصاره على أرض ملعب وستهام يونايتد ليحافظ على الفارق المريح بينه وبين مطارديه من الفرق اللندنية والشمالية.
لنرى تحليل جول لهذا اللقاء ...
وستهام | يوجد هدف واضح .. فاشل! | |
■ كل الطرق تؤدي إلى رأس أندي كارول .. هكذا دخل وستهام يونايتد المباراة أملًا في التقاط مهاجمه طويل القامة لواحدة من العرضيات ليهز شباك تشيلسي.
هذا كل شيء! لا توجد خطة واضحة لأي شيء آخر، كل شيء يتمحور حول الالتفاف والتمرير فقط للوصول لوضعية أفضل لإرسال العرضية. أنا لا أعارض هذا بالمناسبة، لكني أعارض أن يتم تنفيذه بلا طائل وبلا بارقة أمل.
فكارول كان طوال الوقت محاصرًا بثلاثي دفاع تشيلسي والذين لم يخسروا المعركة الهوائية في أي مباراة تقريبًا هذا الموسم سوى أمام توتنهام والتي لو استعدناها فسنرى أن هناك عملًا واضح تم تنفيذه من بوتشيتينو لينجح الأمر وذلك بتقديم ديلي آلي بشكل مستمر ومفاجئ لخلق الزيادة العددية.
لكن كيف يفعل بيليتش ذلك ولاعبا قلب الوسط هما مارك نوبل المشغول بواجبات دفاعية أكثر منها هجومية والآخر لانزيني ضعيف البنية الذي لا يجيد الألعاب الهوائية.
بدا وأن وستهام سيظل للأبد يحاول بهذه الطريقة وبهدف واضح .. فاشل!
■ في الشوط الثاني حاول بيليتش خلق سيناريو توتنهام بسفيان فيجولي الذي انكفأ على التواجد في منطقة الجزاء في أغلب الأوقات وهنا استمر الأمر روتينيًا، فالتحرك لم يكن مُفاجئً مع فيجولي كما هو الحال مع ديلي آلي، بل صار مكشوفًا واضحًا لثلاثة لاعبين أشداء في قلب دفاع تشيلسي لا تخدعهم كثيرًا التحركات العادية.
■ على سيرة فيجولي، اعتبرته أسوأ لاعبي المباراة برأيي .. أين صار فيجولي ذلك اللاعب الذي كان يملأ الرواقات مراوغات واختراقات!؟
فيجولي اليوم كان شبحًا لهذا اللاعب الرائع الذي كان عليه مع فالنسيا .. لم يحاول أبدًا الاختراق، واكتفى في كل مرة تصله الكرة أن يعيدها للخلف من حيث أتت بتكاسل غريب وانعدام ثقة في النفس.
ويبدو وأن الإصابة قد أثرت كثيرًا على المردود البدني لفيجولي حيث بدا بطيئًا جدًا وعلى الأرجح شعر هو بذلك فآثر عدم المراوغة لأن منافسه سيلحق به بسرعة.
لذلك ربما -أقول ربما- كان هو اللاعب الذي حاول بيليتش الدفع به لمنطقة الجزاء في الشوط الثاني أملًا في الاستفادة منه في مكان آخر من الملعب لكنه لم يفعل، وفي ذلك هو معذور هذه المرة فأنى له مناطحة جاري كاهيل وديفيد لويز هوائيًا!؟
■ متى كان وستهام خطرًا في الشوط الأول؟ في اللحظة التي يظهر فيها الموهوب لانزيني ويمتلك الكرة ووجهه للمرمى .. وقتها تظهر اللمحة الفردية البعيدة عن فكر العرضيات وفي بعض الأحيان كان الأرجنتيني مزعجًا للبلوز واستحق تسجيل هذا الهدف مكافأة على إزعاجه للسلطات اللندنية الزرقاء.
■ بيليتش خاض المباراة في البداية بطريقة 4/1/4/1 بتواجد أوبيانج وحيدًا في منتصف الملعب بينما كان نوبل قريبًا جدًا من لانزيني في وسط الملعب وربما أراد بيليتش ذلك ليمنع تدخل كانتي وفابريجاس تمامًا في الأجنحة، لكن جناحيه فيجولي وسنودجراس خذلاه تمامًا فلم يقوما بالاختراقات المطلوبة واكتفى ظهيريه كريسويل وكوياتي بإرسال عرضيات مكشوفة كما أسلفنا.
المشكلة أن تقدم نوبل للأمام بهذه الصورة تسبب في انكشاف خط الوسط أمام مرتدات تشيلسي والتي كان ينبغي أن توقف قبل وصولها لمرحلة الخطر لكن مع تواجد أوباينج فقط في الوسط الدفاعي جعل هذا الأمر مريعًا على الفريق.
تفطن بيليتش لهذا الأمر بعد ذلك فقام بإعادة نوبل ليصير اللاعب الثاني في الوسط ويتحول لطريقة 4/2/3/1 لكن كان تشيلسي قد تقدم في النتيجة بالفعل.
■ ضغط وستهام اليوم كان عشوائيًا جدًا .. قد ترى لاعبًا يركض بشكل ساذج جدًا خلف ثلاثي دفاع تشيلسي أملًا في قطع مستحيل للكرة قبل أن يتعب وينظر لزملائه المتموضعين في أماكنهم فيصيبه التعب أكثر من هذا الضغط المضيّع للمجهود بدون أي طائل .. ويبدو وأنها كانت محاولات فردية من لاعبي وستهام لكن الملفت أنها لم تتوقف!
■ وستهام خسر المباراة للسبب الذي قاله مدربه في تصريحاته بعد المباراة .. لأنه هو من وقع في الأخطاء الفردية وليس تشيلسي بينما يُفترض أن يكون العكس لأنهم الطرف الأضعف.
بعض التمريرات السيئة مع الارتداد البطيء جدًا مقارنة بالسرعة اللامتناهية لبعض عناصر تشيلسي في الهجمات المرتدة كانت كافية لينتزع تشيلسي فوزًا كانوا أحق به بكل تأكيد.
تشيلسي | قدر كافٍ من الهجوم للتسجيل .. قدر كافٍ من كل شيء! | |
■ كونتي اليوم لعب بطريقة لماذا أدفع بـ 7 لاعبين في الهجوم للتسجيل بينما يمكنني التسجيل بـ3-4 لاعبين على الأكثر .. ليست المرة الأولى بالتأكيد وليست المرة الأولى التي يكون الفريق فيها حاسمًا مع فرصته الحقيقية الأولى في المباراة.
■ لن نستفيض كثيرًا في وصف طريقة لعب تشيلسي فالكل بات يحفظها لكن هناك عدة نقاط يمكن الحديث عنها منها أن تقديم موزيس وألونسو كان بحساب أكثر من المعتاد اليوم وكذلك كان من النادر أن تراهما معًا في الهجوم بينما استمر الفريق بالدفاع بـ5/4/1 مع الكثير من الالتزام الدفاعي لهازارد وبيدرو بينما لم يحاول دييجو كوستا الضغط كثيرًا على لاعبي وسط وستهام كما هو الحال في أغلب المباريات بشكل عام.
■ بينما تبدو ملاحظة فردية هامة في الأفق .. نجولو كانتي سينال الكثير من الإشادات كما هي العادة وهو يستحق، لكن الجميل في أداء كانتي أنه ليس فقط دفاعيًا كما يجب، بل هو قدم مردودًا هجوميًا مبهرًا في مستوى المشاركة في المرتدات .. سترى كانتي منكفئ أمام منطقة جزائه أو حولها لقطع الكرة لكنك ستجده اللاعب الثالث في المرتدات خلف هازارد وبيدرو .. ليس ألونسو ولا موزيس ولا دييجو كوستا -في حالة تراجعه- بل سيكون كانتي!
لياقة بدنية مبهرة والأهم ذكاء في استخدام تلك اللياقة، فكانتي لاعب ذكي يعرف متى عليه الضغط على المنافس ومتى عليه التراجع بسرعة ومتى عليه التراجع ببطء أملًا في العودة للضغط من جديد .. ذكاء لا توحي به أبدًا طريقة ركضه المضحكة نوعًا ما.
■ لكن برأيي لا يمكن ذكر كانتي دون تجاهل الدور الذكي المميز الذي يقوم به دافيد لويز لتغطية مكان كانتي عندما يضغط الأخير بشراسة على لاعبي وسط وستهام، فلويز يكون لاعب الارتكاز الحقيقي عندما تكون الكرة بعيدة عن منطقة جزاء الفريق بينما يعود بسرعة ليكون العقل المفكر لخط الدفاع ككل في التصدي لكل العرضيات المُرسلة من المنافس.
■ أخيرًا .. النقطة السلبية الوحيدة للفريق تتمثل في عدم استغلال الفريق لفرصه بعد هدفه الأول .. كان من الممكن زيادة الغلة في فرصتين بالشوط الأول ومن حسن حظ الفريق أن سجل مبكرًا في الشوط الثاني بدلًا من تأزم الموقف.
لكن بنظرة سريعة من المدى البعيد لأداء تشيلسي تجده أداءً يليق بفريق يريد اللقب ولا شيء غيره .. هو الفريق الأكثر ثباتًا وهو الفريق الذي لا يفقد النقاط بسهولة فعلًا ويبدو وأنه لن يفعل كثيرًا حتى نهاية الموسم.
تواصل مع أحمد عطا | ||
رئيس تحرير النسخ العربية لجول | على فيسبوك | |
على تويتر |