اخبار العراق الان

عاجل

خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح

خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح
خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح

2017-03-08 00:00:00 - المصدر: موقع goal


إذا كانت هناك حقيقةٌ واضحةٌ في الكامب نو، فإن كل المدربين الذين حرصوا على إبقاء "البرغوث" سعيداً تمكنوا من تحقيق النجاح مع البارسا...


إجنازي أوليفا
 

لا نذيع سرَّا إن قلنا أن تدريب نادي برشلونة الإسباني بوجود النجم الأرجنتيني "ليونيل ميسي" يُعد بمثابة قطعةٍ من الحلوى بالنسبة لأي مدربٍ حول العالم. وعقب إعلان الإسباني "لويس إنريكي" مؤخراً لقرار استقالته من تدريب النادي بنهاية الموسم الجاري، فقد سال الكثير من الحبر في مختلف الصحف ووسائل الإعلام العالمية حول هوية المدرب القادم لخلافته.

وبالرغم من عدم اتخاذ إدارة البلوجرانا لأي قرارٍ بعد بهذا الخصوص، إلا أن الحقيقة الواضحة تكمن في أن المدير الفني القادم للنادي ينبغي عليه أن يحظى بعلاقةٍ جيدةٍ مع "البرغوث"، فنجاح الرجل الذي سيجلس على دكة التدريب في الكامب نو في الموسم القادم سيتم قياسه بشكلٍ أو بآخرٍ على مدى قربه وطريقة تعامله مع ابن مدينة روزاريو الأرجنتينية.

تقرير | برانديلي، روميرو والمدربون المقالون في الليجا خلال الموسم الجاري

وفي واقع الأمر، كان هذا الأمر تحديداً هو ما قام به جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب البلوجرانا على مدار العقد الأخير، اللهم إلا إنريكي الذي أخذ وقتاً أطول من البقية قبل أن يدرك أخيراً أن ميسي هو حالةٌ خاصةٌ تختلف عن بقية اللاعبين.

فإذا ما بدأنا مع الهولندي فرانك ريكارد، والذي أشرف على تدريب المارد الكتالوني إبَّان البداية الرسمية للنجم الأرجنتيني مع الفريق الأول عام 2004، فسنجد أنه قد قام بإفساح المجال أمام ميسي للمشاركة أساسياً مع الفريق الأول على حساب أحد كبار لاعبي الفريق مثل الفرنسي الدولي الأسبق "لودوفيك دجولي".

دوجاري: في فرنسا لم يكونوا ليقبلوا بميسي وإنييستا في الأندية

فبالرغم من إحراز الأخير لأهدافٍ مهمةٍ وحاسمةٍ لبرشلونة، مثل هدفه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا والذي أهدى بطاقة التأهل لناديه على حساب ميلان الإيطالي عام 2006، قبل أن يفوز باللقب على حساب آرسنال الإنجليزي في العاصمة الفرنسية باريس في نهاية المطاف، إلا أن ذلك لم يشفع له ليحتفظ بمكانته مع بزوغ فجر أسطورةٍ جديدةٍ مع الفريق.

وحتى لا نستغرب كثيراً مما فعله ريكارد في ذلك الوقت، فيجب أن نعلم أن خلفه الإسباني بيب جوارديولا قد ذهب لما هو أبعد من ذلك من أجل إرضاء ميسي، فعندما تم تصعيده في صيف 2008 ليتولى الإشراف على تدريب الفريق الأول خلفاً للهولندي المُقال، قال أنه خطط للاستغناء عن بعض النجوم الكبار قبيل انطلاق الموسم الجديد.

ويأتي على رأس أولئك النجوم صانع الألعاب البرازيلي رونالدينيو، فقد كان بيب يدرك أن ميسي قادرٌ على أن يكون قائداً لفريقه، وبالرغم من معرفة المدرب بأن وراثة البرغوث للرقم 10 من أسطورة السامبا لن يحدث دون إثارة الكثير من اللغط بهذا الشأن، إلا أن الأمور سارت سريعاً جداً، فرحل رونالدينيو في هذا الصيف وبات الرقم 10 من نصيب ميسي.

كتاب مفتوح | برشلونة وفينجر قصة حب لم تكتمل

ليس هذا فحسب، بل تزامن هذا الصيف أيضاً مع أوليمبياد بكين عام 2008، وهو الموعد الذي لم يرغب ميسي في تفويته، وبالرغم من تزامنه مع مباراتي برشلونة الإقصائيتين في تصفيات التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم الجديد أمام فيسلا كراكوف الهولندي، إلا أن جوارديولا لم يقف حجر عثرةًٍ في طريق تحقيق الفتى الأرجنتيني الذهبي لحلمه، بل سمح له بدون ترددٍ بالانضمام لمنتخب الألبيسيليستي الأوليمبي.

وطالب المدرب الكتالوني نجمه الشاب بعدم التنازل عن العودة بالميدالية الذهبية -وهو ما حدث بالفعل حينما تغلب ميسي ورفاقه على السامبا بقيادة زميله السابق رونالدينيو بالذات في قبل النهائي، قبل أن يهزم التانجو نيجيريا في نهائي المسابقة- على ألا يفكر سوى في البارسا فقط بعد عودته، وهو ما حدث أيضاً، إذ قاد ميسي كتيبة جوارديولا لتحقيق السداسية التاريخية لأول مرةٍ في التاريخ بحصد كل الألقاب الممكنة في نهاية هذا الموسم.

واستمرت قصة تدليل ميسي مع مساعد جوارديولا "تيتو فيلانوفا"، والذي تولى تدريب البلوجرانا عقب إنهاء بيب لعقده مع الفريق في صيف 2012، فقد كان تيتو من أكثر الأشخاص الذين يعرفون ميسي جيداً، إذ كان قد سبق له تدريبه منذ كان يافعاً في شباب أكاديمية لاماسيا، وكان المدرب الراحل يعرف أن البرغوث لا يحبذ الحديث كثيراً، بل يفضل أن يكون كلامه دائماً داخل أرض الملعب.

سواريز: لا يوجد مستحيل في كرة القدم

 ومن هذا المنطلق، حرص فيلانوفا على إحاطة لاعبه الأبرز بهالةٍ من اللاعبين المتفاهمين معه سواءً داخل أو خارج الملعب، مما ساعد على استمرار المسيرة المُظفرة للبارسا، قبل أن تنتهي حقبة تيتو بإعلان استقالته عقب إصابته بمرض السرطان -الذي أدَّى لوفاته فيما بعد- وخلافة الأرجنتيني "خيراردو تاتا مارتينو" له في مقعد تدريب الفريق.

رحيل تيتو فيلانوفا خلق حالةً من الشك بشأن مدى إمكانية استمرارية الحفاظ على أسلوب برشلونة. ليس بسبب عدم الاقتناع أو نقص المدربين في السوق التي كانت تعج بأنضج المديرين الفنيين في ذلك الوقت، بل في مدى قدرتهم على التعامل مع شخصية ميسي، فإن كان مارتينو قد تم تعيينه في هذا الحين، فلا يرجع هذا الأمر إلى قدراته الفنية التي أبرز بعضاً منها خلال فترة تدريبه لنيويلز أولد بويز الأرجنتيني ومنتخب الباراجواي، حيث أحرز مع الأول لقب الدوري الأرجنتيني عام 2013 ووصل مع الثاني لنهائي كوبا أمريكا عام 2011.

ولكن السبب الأكبر قد يعود إلى انحداره من مدينة روزاريو، مسقط رأس ميسي، حيث سعى تاتا لمحاولة تنمية بيئةٍ خصبةٍ يشعر فيها ابن بلدته بالارتياح قدر الإمكان، إلا أن هذا الأمر لم يسر كما ينبغي، مما كلَّف المدرب الأرجنتيني منصبه بعدما فشل في تحقيق أي لقبٍ في موسم 2013-2014 مع العملاق الكتالوني باستثناء لقب السوبر الإسباني في بداية الموسم.

إنريكي: إذا سجَّل باريس رباعية، فبرشلونة يمكنه تسجيل سداسية!

ومع وصول لويس إنريكي لتدريب الفريق في صيف 2014، لم يفهم في بادئ الأمر أن ميسي لا يمكن معاملته كلاعبٍ عاديٍ مثله مثل باقي لاعبي الفريق، حتى تدخل قائد الفريق نفسه "تشافي هيرنانديز" حينها لتنبيه المدرب الأستورياني لهذا الأمر، وحدث ذلك تحديداً عقب زيارة برشلونة إنريكي للأنويتا -معقل ريال سوسيداد- للمرة الأولى تحت قيادة المدرب الجديد، إذ كان قد حدث خلافٍ بين المدرب ونجمه في التدريبات قبل المباراة بيومين، ليتغيب ميسي عن المران في اليوم التالي.

 وإثر هذا، قام اللوتشو باستبعاد ميسي من المشاركة أساسياً في مباراة الفريق الباسكي، قبل أن يدفع به في بداية الشوط الثاني مكان الشاب منير الحدادي، إلا أن ذلك لم يشفع له للإفلات من الخسارة بهدفٍ نظيف، وهو الأمر الذي كاد أن يبعد النادي عن الصراع مع غريمه التقليدي ريال مدريد على صدارة الليجا مع بداية عام 2015، مما دعى إنريكي للتفكير في فرض غرامةٍ على ميسي بعد نقاشٍ حادٍ داخل غرف تغيير الملابس، قبل أن يتدخل تشافي بمكالمةٍ هاتفيةٍ حذَّر خلالها إنريكي من القيام بهذا الأمر، لتهدأ ثورة المدرب ويبتسم البرغوث مُجدداً، في موسمٍ انتهى بقيادته للفريق لحصد ثلاثيةٍ جديدةٍ.

وهكذا، بناءً على جميع ما سبق ذكره، نستنتج أن ميسي كان ولايزال حجر الأساس في برشلونة طوال العقد الأخير، والأكثر عظمةً على مدار تاريخ النادي الذي يتجاوز قرناً من الزمان. فان تحظى بعلاقةٍ طيبةٍ مع ابن مدينة روزاريو يعني أنك تقريباً قد أنجزت نصف المهمة في عملك كمديرٍ فنيٍ في الكامب نو، وزيادةً على ذلك الأمر، إذا تمكَّن المدرب القادم من التوصل للطريقة الصحيحة للتعامل مع البرغوث، مثل أسلافه من المدربين، فمن المرجح أن يعود مستقبل النادي مشرقاً من جديد، بعد كل المشاكل التي عانى منها هذا الموسم.

خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح
خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح
خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح
خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح
خاص | إرضاء ميسي هو سبيل مدرب برشلونة الجديد للنجاح

images.performgroup.com/di/library/Goal_Hong_Kong/6e/2a/barcelonavilavamessi_1gq8lnnfjkf0w10346dus2i154