اخبار العراق الان

عاجل

أصغر صحفية حرة بالعالم: هبوا إلى نجدة أطفال فلسطين

أصغر صحفية حرة بالعالم: هبوا إلى نجدة أطفال فلسطين
أصغر صحفية حرة بالعالم: هبوا إلى نجدة أطفال فلسطين

2017-03-14 00:00:00 - المصدر: وكالة الاناضول


إسطنبول (تركيا)/ صهيب قلالوة/ الأناضول

قالت "جنى جهاد"، التي يلقبها العديد من متابعيها بـ"أصغر صحفية حرة في العالم"، إن "أطفال فلسطين يعانون الظلم تحت الاحتلال الإسرائيلي، ويريدون العيش بحرية وكرامة مثل بقية الأطفال، داعية العالم إلى مساعدة كل الأطفال الذين يتألمون، ومشددة على أن وطنها سيبقى اسمه فلسطين، وليس إسرائيل، وأن سكانه فلسطينيون، وليسو إرهابيين.

و"جنى"، التي كرمها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد الماضي في مدينة إسطنبول، خلال الاحتفال بجائزة البر الدولية، ولدت في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عشرة أعوام، وتحمل الجنسيتين الفلسطينية والأمريكية، وهي تقيم في قرية النبي صالح، حيث يعيش أكثر من 500 فلسطيني، على بعد قرابة 20 كم شمال الضفة الغربية.

عن تكريم الرئيس أردوغان لها، قالت "جنى"، في مقابلة مع الأناضول، "كنت خائفة ومرتبكة قليلا، لكن في الوقت نفسه سعيدة جدا وفخورة بأنني أوصلت صوت فلسطين إلى تركيا وبقية شعوب العالم.. كنت سعيدة بالحصول على الجائزة، وكنت حزينة أيضا، ففي الوقت نفسه كان هناك أطفال يُقتلون".

وجرى تكريم "جنى" خلال الاحتفال بجائزة البر الدولية، التي يمنحها وقف الديانة التركي، منذ عام 2015، إلى أشخاص يعملون على خدمة المجتمع، ويسلطون الضوء على قضايا مهمة. 

** على خط التماس

الطفلة الفلسطينية، التي تتقن اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة، تنشط في العمل الصحفي، حيث تنشر صورا وفيديوهات، باللغتين عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، عن مواجهات فلسطينية مع الجيش الإسرائيلي، ويتابعها نحو ربع مليون متابع يلقبها العديد منهم بـ"أصغر صحفية حرة في العالم".

وباحترافية، تصور "جنى" مواجهات ونقاط تماس فلسطينية - إسرائيلية، وترسل الصور والفيديوهات إلى صحف غربية، كما يتواصل معها عبر بريدها الإلكتروني العشرات من الجرائد والمجلات، لاسيما من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وألمانيا وجنوب أفريقيا والهند وإندونيسيا، للحصول منها على صور ومشاهد مصورة حصرية، بحسب أفراد أسرتها.

وتقيم "جنى" في قرية النبي صالح، أكثر المناطق سخونةً في الضفة الغربية؛ لوجود مستوطنة "هالا ميش نيفي تسوف" الإسرائيلية المقامة على أجزاء من القرية، وتعمل عادة على التغطية الصحفية للمسيرات المناهضة للاستيطان الإسرائيلي ومصادرة الأراضي الفلسطينية في مناطق التماس بالقرية، والتي عادةً ما يشارك فيها متضامنون أجانب. 

وكثيرا ما صورت حالات اعتقال لفلسطينيين من قبل الجيش الإسرائيلي وحالات إغماء لمحتجين؛ جراء إلقاء الجيش قنابل مسيلة للدموع على مسيرات سلمية، إضافة إلى تصوير حواجز الجيش الإسرائيلي في القرية، وغيرها من ممارسات الجيش الإسرائيلي.

** الطريق إلى المدرسة 

وبالنسبة إلى اهتمامها بالعمل الصحفي، قالت الطفلة الفلسطينية: "بدأت قبل ثلاث سنوات، وأغطي الأحداث، ولا سيما في قريتي النبي صالح، بالعربية والإنجليزية، ولاسيما الإنجليزية لأنها اللغة المشتركة، وأستطيع عبرها توصيل رسالتي إلى العالم.. من يتابعونني ليسوا من فلسطين فقط، فهم من كل دول العالم، وصوري (الخاصة بالتغطية) تصل إلى الكثيرين".

وعن أبرز ما يضايقها يوميا، تتحدث "جنى" ببراءة عن رحلتها اليومية مع العوائق الإسرائيلية: "حينما أذهب إلى مدرستي في الصباح يضع الجيش الإسرائيلي حواجز في الطرقات، وبدلا من أن أذهب إلى المدرسة في 20 دقيقة، استغرق ساعتين ونصف من خلال الالتفاف خلف الجبل، ما يتسبب في تأخرى عن موعد بداية اليوم الدراسي".

أما عن أكثر الأشياء التي تحزنها، فأجابت: "استشهاد خالي وصديقي.. كنا في أراض (زراعية) وهجم علينا مستوطنون (إسرائيليون)، واشتبكوا معنا، ثم حضرت سيارات عسكرية إسرائيلية، واستهدف عناصرها الشباب والأطفال، وأطلقوا علينا قنابل الغاز السامة، ما أدى إلى مرض جدتي".

وقالت الطفلة الفلسطينية إنه "يجب علينا مساعدة كل أطفال العالم، الذين هم تحت الدمار والقتل، كما في سوريا والعراق، وأي بلد آخر في العالم يعاني أطفاله.. يجب علينا مساعدتهم ليعيشوا بحرية وكرامة".

** رسالة إلى العالم 

وعن الهدف من اهتمامها بالعمل يالصحفي في مثل هذا العمر الصغير، قالت الطفلة الفلسطينية: "أحاول أن أوصل رسالتي إلى العالم، وهي أن أطفال فلسطين يعانون من الظلم، وأن هذه الأرض اسمها فلسطين، والأشخاص الذين يعيشون فيها فلسطينيون، وليسوا إرهابيين، وندافع عن حقنا المسلوب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأن قضية فلسطين لا تخص الفلسطينيين فقط، بل كل العالم".

ومخاطبة العالم، أردفت "جنى": "فلتستيقظوا وتشاهدوا ما يجري لأطفال فلسطين.. نريد الحرية والسلام والعدالة، نريد عالما دون قتل ولا دماء ولا حرق.. لن نيأس، غدا، وبإرادتنا، ستتحرر فلسطين، ويرحل العدو عن هذه الأرض".

وتابعت بقولها: "سيبقى اسمنا فلسطينيون، ووطننا سيبقى فلسطين، وليس إسرائيل، ولن يستطيع أي أحد بعد ذلك احتلال أرضنا.. هذا هو بلد السلام الذي لم يرى السلام يوما.. لكن سيأتي يوما ويرى السلام".

ومضت قائلة إن "أطفال فلسطين، مثل بقية أطفال العالم، يحتاجوا إلى التعليم والصحة والرعاية والدراسة والعيش أحرارا.. لا يوجد فرق بيننا وبين بقية أطفال العالم، إلا أننا نتألم.. في كل يوم نرى دماء أقاربنا في الشوارع وعلى حواجز الجيش الإسرائيلي، ونرى أصحابنا يُدهسون ونحن نلعب؛ لأننا تحت الاحتلال".

ودعت "أصغر صحفية حرة في العالم" الجميع إلى "متابعة القضية الفلسطينية؛ فهي تخص الجميع، ورسالتي إلى العالم أن يدعم الفلسطينيين، وأن يقرأ عن تاريخ فلسطين، وأن يدعم الفلسطينيين بأي طريقة، مثل مواقع التواصل الاجتماعي.. لدي صفحة على فيسبوك به نحو ربع مليون متابع.. غالبيتهم يؤيدون ما أنشره، ونسبة قليلة جدا تعارضه، وهؤلاء لا أهتم بهم، فلسطين أرضي وعرضي".