اخبار العراق الان

العملية في القدس قد تبشر ببداية موجة عنف حول الحرم

العملية في القدس قد تبشر ببداية موجة عنف حول الحرم
العملية في القدس قد تبشر ببداية موجة عنف حول الحرم

2017-03-14 00:00:00 - المصدر: راي اليوم


 

بقلم: نير حسون

تراكم مقلق لاحداث متعلقة بالحرم في الآونة الاخيرة، يثير الخوف من جولة عنف اخرى في القدس. في سيناريو كهذا فان عملية الأمس صباحا على ابواب الحرم تبشر ببداية موجة العنف.

المخرب الذي دخل الى مقر الشرطة في باب الاسباط هو ابراهيم مطر، ومثل كثير من المخربين في شرقي القدس، هو ايضا جاء من جبل المكبر. منزله يوجد على بعد 400 متر بخط هوائي من بيت فادي القمبر الذي نفذ عملية الدهس في ارمون هنتسيف في كانون الثاني الماضي، والتي قتل فيها اربعة جنود. الصور التي تم توزيعها بعد عملية الطعن أمس يظهر فيها مطر وفي الخلفية قبة الصخرة. وتشير لحيته الى تدينه. وحسب اقوال إبن عمه، توفيق مطر، اعتاد ابراهيم على الصلاة في الحرم في كل صباح. وقد نشر الفلسطينيون أمس أنه كان يلقب بشهيد الفجر على اسم صلاة الفجر.

 بالنسبة للكثيرين في شرقي القدس العملية لم تكن مفاجئة. وهي حدثت على خلفية النقاش الآخذ في الاتساع، بأن اسرائيل تحاول مجددا ابعاد المسلمين عن الحرم. الشعور بالتهديد، على خلفية موقف نتنياهو، غير مبرر. وهو يتكون من عوامل كثيرة لا ترتبط ببعضها البعض من وجهة نظر اسرائيل: قانون تقييد الآذان في المساجد الذي تمت المصادقة عليه بالقراءة الاولى، الحفر تحت سلوان، حيث تزداد الادعاءات بأنه يهدف الى الاضرار بالمسجد الاقصى، افتتاح مسار سياحي في منطقة يزعم الفلسطينيون والحكومة الاردنية أنه على حساب التراث الاسلامي في المنطقة، وادانة فلسطينية بالهجوم على عضوة الكنيست شولي معلم في الحرم. ولم يكن أحد ليتطرق الى القرار لولا قول القاضي إن الحرم هو موقع مقدس لليهود. ولذلك أدان الفلسطينية ايضا بمنع الوصول الى مكان مقدس.

يضاف الى ذلك افتتاح مسار “المغاطس″، وهو مسار سياحي على مشارف المسجد الاقصى. وافتتاح المسار بمشاركة سياسيين من اليمين في اسرائيل تزامن مع تنديد الفلسطينيين وحكومة الاردن، الذين ادعوا أنه على حساب التراث الاسلامي.

واذا لم يكن هذا كافيا، فقد نشرت “يديعوت احرونوت” أمس أن وزيرة الثقافة ميري ريغف (التي في منصبها السابق كرئيسة للجنة الداخلية التابعة للكنيست لعبت دور حاسم في تأجيج الخلاف حول الحرم) مع وزير شؤون القدس زئيف الكين اقامت صندوق حكومي لرعاية تراث الحرم. وحسب التقرير ستستثمر الدولة مبلغ مليوني شيكل كل سنة في الصندوق. وعلى خلفية كل هذه الامور، زاد عدد اليهود الذين يذهبون الى الحرم. في يوم الخميس الماضي دخل الى الحرم 96 اسرائيليا، أكثر من السنة الماضية بـ 60 في المئة، وهذا ليس لمرة واحدة. ونشطاء الحرم والهيكل يتحدثون عن نصف سنة من زيادة عدد الزائرين هناك. ومع زيادة العدد يتراجع موضوع القرارات التي تمنع اليهود من الصعود الى الحرم، التي قررتها الشرطة بعد الاحداث العنيفة في السنوات 2014 – 2015. ويُسمح للزوار بالذهاب الى الحرم الآن بأعداد أكبر، يصل عددهم الى 40 شخص بدل 15 – 20 شخصا، واجراء جولات أطول في المكان. وكذلك ساعات الزيارة المسموح بها لليهود في الحرم تم تمديدها بشكل غير رسمي بنصف ساعة. وبين الفينة والاخرى يتم اعتقال الزائرين الذين يتجاوزون القانون في الموقع من خلال الصلاة. ويقوم الفلسطينيون ببث الافلام في الشبكات الاجتماعية لليهود في الحرم بعنوان “مقتحمون”، والدعوة للعمل ضدهم.

 مثلما كان في السابق، الآن ايضا يربط الفلسطينيون بين الاحداث المختلفة التي تعبر حسب رأيهم عن تهديد متزايد للترتيبات في الحرم، حتى لو لم يقصد الاسرائيليون ذلك. وقبل اربعة ايام نشرت الأوقاف اعلانا يطلبون فيه المساعدة: “مدينة القدس والمسجد الاقصى الشريف يتعرضان منذ العام 1967 وحتى الآن لعملية تهويد عنصرية هستيرية، على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي والاذرع الرسمية والكولونيالية، بواسطة برامج تهويد متعددة. وجاء في الاعلان ايضا أن العمل يتم في أكثر من اتجاه. “الاتجاه الاول هو قانون المؤذن الذي يسعى الى التطهير العرقي. والثاني هو خنق المسجد الاقصى واقامة مراكز للمستوطنين. والثالث هو خلق واقع جديد من خلال تغيير الوضع التاريخي القائم منذ العام 1967″.

“الساسة الاسرائيليون يستصعبون معرفة الارتداد الذي يخلقه سلوكهم. وقد تراكم التوتر فيما يتعلق بالحرم، لكن زعماء اسرائيل هم أسرى للنقاش الاسرائيلي الداخلي، وهم لا يجدون الصلة بين اعمالهم وبين الرد العربي”، قال للصحيفة عوفر زلتسبرغ، المسؤول عن شؤون الشرق الاوسط في جماعة الازمات الدولية – المنظمة التي تفحص الازمات في ارجاء العالم. وبالنسبة لاسرائيل، قال زلتسبرغ: “الرد دائما يرتبط باللاسامية ونفي صلة اليهود بالحرم. توجد لاسامية ويوجد نفي للصلة. إلا أن أعمال اسرائيل تعمل على زيادة هذا النقاش فقط”.

 التعامل مع موضوع الحرم هو خطير دائما، ولا يمكن الاعتماد على الرزنامة بأن تؤدي الى التوتر في القدس. وفي هذه المرة ايضا يتغلب التوتر قبل شهر من عيد الفصح (العيد الاكثر أهمية بالنسبة لنشطاء جبل الهيكل)، وقبل شهرين ونصف من الاحتفال بمرور خمسين سنة على توحيد المدينة ونية الولايات المتحدة نقل سفارتها الى مدينة القدس. كل ذلك يحدث في الوقت الذي لا توجد فيه لاسرائيل مظلة أمان على شكل وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري. فقد كان يتم استدعاء كيري الى المنطقة من اجل التوصل الى تفاهمات غير رسمية بين اسرائيل والاردن لتهدئة الخواطر في موضوع الحرم.

في ظل غياب شخص بالغ وعاقل في واشنطن ومع الكثير من السياسيين الذين لا يتحملون المسؤولية في القدس، هناك بالتأكيد سبب يدعو للقلق.

هآرتس  14/3/2017