ثلاثة انتخابات حاسمة لاوروبا في هولندا وفرنسا والمانيا
2017-03-15 00:00:00 - المصدر: راي اليوم
باريس (أ ف ب) – بعد الانتخابات التشريعية في هولندا الاربعاء، ستشهد أوروبا اقتراعين حاسمين آخرين في فرنسا والمانيا مع صعود تيارات تبدي شكوكا ازاء الوحدة الاوروبية او معادية للمهاجرين، شجعها قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الاوروبي.
– هولندا: حزب الحرية اليميني المتطرف في طريقه الى نتائج قياسية
في الانتخابات التشريعية الاربعاء، يمكن لحزب الحرية المعادي للاسلام والمشكك بجدوى الوحدة الاوروبية بقيادة النائب غيرت فيلدرز، الذي حل في الطليعة في استطلاعات الرأي لاشهر، أن يسجل أفضل نتائج منذ تأسيسه العام 2006.
لكن الحزب الشعبي والليبرالي الديموقراطي الذي يقوده رئيس الوزراء مارك روتي يأتي في الطليعة حاليا. ركزت الحملة الانتخابية التي شهدت أواخر ايامها الازمة الدبلوماسية مع انقرة، على الاسلام والهجرة والقضايا الاجتماعية.
وحتى اذا بدا حزب الحرية اكبر حزب في البلاد بعد الاقتراع، يفترض الا يحصل على غالبية مقاعد البرلمان البالغ عددها 150 والا يكون قادرا على تشكيل الحكومة. ومع 28 حزبا تتنافس في الاقتراع وعدد منها لا يستهان به سيتمثل في البرلمان، ستلعب الاحزاب الصغيرة دورا حاسما لتشكيل تحالف حكومي.
– فرنسا: منافسة مع لوبن
تخلى الرئيس فرنسوا هولاند الذي تراجعت شعبيته الى مستويات قياسية، عن الترشح للانتخابات لولاية ثانية من خمس سنوات في الاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في 23 نيسان/ابريل و07 ايار/مايو.
وتشير استطلاعات الرأي الى ان مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية ستحصل على ربع الاصوات. وهي تدعو الى الخروج من منطقة اليورو واعادة الحدود الوطنية وخصوصا اغلاق الابواب في وجه المهاجرين.
وتتوقع كل استطلاعات الرأي انتقالها الى الدورة الثانية من الاقتراع التي تشكل المرحلة الاخيرة ويتنافس فيها المرشحان اللذان حصلا على اكبر عدد من الاصوات في الدورة الاولى. لكنها ستهزم حسب التوقعات، في الدورة الثانية ايا كان خصمها.
وفي مواجهتها، ترجح استطلاعات الرأي وصول ايمانويل ماكرون (39 عاما) الوزير السابق في عهد هولاند الذي اصبح في وسط الساحة السياسية بحركته الجديدة “الى الامام” ويقدم برنامجا يرتكز على مبادىء اشتراكية ليبرالية، الى الدورة الثانية.
لكن القضاء الفرنسي فتح تحقيقا للاشتباه بتصرف للمرشح الرئاسي ايمانويل ماكرون تضمن محاباة خلال زيارة قام بها الى لاس فيغاس في كانون الثاني/يناير 2016، بينما كان وزيرا للاقتصاد.
وكان فرنسوا فيون المرشح الاوفر حظا للفوز في السباق الى الرئاسة بعدما حقق فوزا ساحقا في الانتخابات التمهيدية لليمين. لكنه متورط منذ اسابيع بفضيحة تتعلق بوظائف وهمية لاسرته.
وقد نجح في انقاذ ترشيحه رغم ضغوط فريقه لينسحب، لكنه اتهم الثلاثاء باختلاس اموال عامة والاساءة لممتلكات عامة.
في هذه الحملة التي تشهد تقلبات عديدة، تواجه لوبن ايضا القضاء بسبب شبهات تتعلق بوظائف وهمية لاعضاء حزبها في البرلمان الاوروبي. وقد استدعيت للمثول امام قاض في العاشر من آذار/مارس لكنها رفضت.
وسيشكل فوزها هزة تشبه تلك التي احدثها فوز الجمهوري دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
– المانيا: ميركل في وضع صعب
بمناسبة الانتخابات التشريعية التي ستجري في 24 أيلول/سبتمبر، تطمح المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تواجه معارضة حتى داخل حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي لانها فتحت البلاد لاستقبال اكثر من مليون لاجىء عام 2015، في ولاية رابعة. ولمحاولة طمأنة ناخبيها، تبنت في الاشهر الاخيرة مواقف أكثر تشددا في سياستها لاستقبال اللاجئين.
وقد يبدو السباق أصعب مما هو متوقع للمرشحة الاوفر حظا للفوز في الاستحقاقات الانتخابية مع عودة الاشتراكيين الديموقراطيين بقوة معززين بشعبية مارتن شولتز الرئيس السابق للبرلمان الاوروبي.
وتشير استطلاعات الرأي الى تعادله مع ميركل وبعضها الى فوزه، بفضل برنامج اكثر ميلا الى اليسار يسبب له اتهامات بالجنوح باتجاه الشعبوية.
ودخل حزب البديل من اجل المانيا الذي ازدهر مع ازمة الهجرة بقوة الى برلمانات المقاطعات. وتشير استطلاعات الرأي مؤخرا الى انه يلقى تأييد 11 بالمئة من الناخبين. ويبدو ان شعبيته تراجعت بسبب خلافات داخلية.
الا ان دخوله الى مجلس النواب الاتحادي سيكون سابقة منذ 1945. وينوي الحزب القومي الفتي تركيز حملته على رفض الاسلام والهجرة وانهاء اليورو واستفتاء حول البقاء في الاتحاد الاوروبي.