دولة القانون يهدد بإلغاء أية اتفاقيات يبرمها.. العبادي: لن نسمح بمشاركة المسلحين في الانتخابات
رفض رئيس الوزراء حيدر العبادي، مشاركة أي جهة سياسية لديها فصيل مسلح في الانتخابات المقبلة، فيما حذر المجتمع الدولي من عمليات "احتواء" لتنظيم داعش، مؤكداً قدرة العراق على هزيمة التنظيم.
وتصدر العبادي قائمة المتحدثين في مؤتمر التحالف الدولي لمواجهة داعش، الذي عقد يوم أمس الأربعاء في الولايات المتحدة، بعد كلمة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.
ويشارك في المؤتمر، الذي يعقد لأول مرة منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وزراء خارجية 68 دولة لمناقشة الخطط المقبلة لمواجهة تنظيم داعش.
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في كلمته، إن "العبادي قائد وحليف شجاع ونحن نثمن تواجده في الخطوط الأمامية"، مؤكداً أن "العراق يبدي التزاماً كبيراً في محاربة تنظيم داعش".
وأضاف تيلرسون أن "أميركا ستعمل على إقامة مناطق استقرار مؤقتة من خلال وقف لإطلاق النار والسماح بعودة اللاجئين إلى ديارهم"، داعيا دول التحالف إلى "المزيد من التبادل الاستخباراتي"، معتبرا ان مقتل زعيم داعش بات "مسألة وقت".
وجاءت مشاركة العبادي في مؤتمر التحالف، بعد يومين من لقائه بالرئيس الاميركي.
وقال العبادي، في كلمته خلال المؤتمر، إن "الفساد آفة لا تقل خطورة عن الإرهاب، وهو أحد أهم أسباب سقوط مناطق عراقية بيد تنظيم داعش الإرهابي"، مبيناً أن "جميع العراقيين موحّدون في المعركة ضد التنظيم المتطرف، لاسيما أن إمبراطورية التنظيم تقلصت داخل البلاد".
وحذر العبادي المجتمع الدولي من "أية عمليات لاحتواء داعش"، مؤكداً "قدرة العراق بقواته الأمنية المشتركة على هزيمة التنظيم خلال المعارك التي يخوضها داخل الاراضي العراقية".
وفيما يتصل بوضع الحشد الشعبي، قال إن "المتطوعين من أبناء الشعب العراقي شاركوا في القتال من مختلف المحافظات تحت قيادة قواتنا الأمنية من أجل طرد الدواعش"، لافتا إلى أن "مجلس النواب قام بتشريع قانون الحشد الشعبي الذي يضعه تحت قيادة الدولة والقائد العام للقوات المسلحة، وتنطبق عليه الأنظمة العسكرية العراقية".
وشدد العبادي في كلمته على "ضرورة فصل السلاح عن العمل السياسي ولا يجوز أن يكون أي سلاح خارج إطار الدولة"، مؤكدا بالقول "لا يجوز أن تدمج السياسة بالجانب العسكري وهذا أمر مهم لأننا مقبلون على انتخابات محلية وبرلمانية ولا ينبغي لفئات سياسية تحمل السلاح أن تدخل الانتخابات".
وقبل ذلك، أجرى العبادي لقاءات رسمية في واشنطن مع نائب الرئيس الاميركي مايك بنس.
كما التقى برئيس مجلس النواب الأميركي بول راين، وعقد مباحثات مع لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي برئاسة بوب كوركر، والتقى زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي ميتش مكونيل، وزعيم الاقليات في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعامات مجلس الشيوخ.
وفي لقائه بالجالية العراقية، أكد رئيس الوزراء استمرار حكومته بتنفيذ عمليات الإصلاح، ومحاربة مختلف أوجه الفساد في الدولة.
ونقل بيان حكومي عن العبادي قوله إن "الدول لا تبحث عن الضعيف، إنما تبحث عن القوي، وجئنا إلى واشنطن ونحن أقوياء منتصرون،" مضيفاً "أننا نتكلم الآن عن القضاء على داعش وسنقضي عليه قريبا بوحدتنا".
وتابع رئيس الحكومة، وفقاً للبيان الحكومي، "لن نتراجع عن حملة الإصلاح، ومستمرون بمحاربة الفساد وهناك من الفاسدين من يعلم أين نسير وسنصل إليه ولذلك يحاول خلط الاوراق والتشويش"، مبيناً أن حكومته "استطاعت إدارة الأزمة الاقتصادية بعد انهيار أسعار النفط وتسيير الأمور"، مؤكداً أن "العراق سيخرج أقوى من قبل".
في غضون ذلك، طالب نوابٌ عن التحالف الوطني رئيس الوزراء حيدر العبادي، بإيضاح "أي اتفاقات" يجريها مع الإدارة الأميركية، وهددوا بـ"إلغاء أية اتفاقية" دون موافقة مجلس النواب.
وقالت النائبة ائتلاف دولة القانون سميرة الموسوي، في بيان صحفي إن "العبادي لم يخبر مجلس النواب بتفاصيل زيارته وما نتج عنها وهو ملزم باطلاع المجلس على أية اتفاقية"، معتبرة أن "أية اتفاقية يبرمها العبادي، تعد لاغية اذا لم يعلم مجلس النواب بها ويأخذ موافقته".
الى ذلك، طالبت هيئة الحشد الشعبي، أمس الاربعاء، رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يزور العاصمة الأميركية واشنطن، بـ"نقل الصورة الحقيقية" لتضحيات الحشد في الحرب على داعش.
وشدد النائب أحمد الأسدي، الناطق باسم الهيئة، إن على "أهمية الزيارة للمشاركة في اجتماع وزراء الدفاع للتحالف الدولي الداعم للعراق في حربه على الارهاب".
وقال الأسدي، في بيان صحفي ان "ما نأمله من زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى الولايات المتحدة الاميركية أن تكون موقفاً داعماً للحشد الشعبي، كما عهدناه في المواقف والمحافل الدولية السابقة".
وأضاف "ونأمل منه أن يعلن من خلال هذه المؤتمرات والزيارات، الدور الكبير الذي يقوم به الحشد الشعبي في مشاركته كمؤسسة أمنية خصوصاً بعد إقرار قانونه".
وتابع الاسدي "نأمل أن يكون الحديث عن أداء الحشد، وما حققه من انتصارات وما قدمه من انجازات عظيمة وتضحيات كبيرة حاضراً في جميع الحوارات وفي جميع النقاشات للقائد العام للقوات المسلحة والوفد المرافق له".