بعد ان وصفت زعيمها وحسن نصر الله بـ"المجانين".. كوريا الشمالية تهدد إسرائيل بـ"عقاب لا يرحم" (تفاصيل)
وجهت كوريا الشمالية تهديدات شديدة اللهجة لدولة إسرائيل بما وصفته "بعقاب لا يرحم" على خلفية تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، هاجم فيها زعيم كوريا الشمالية.
وعلى ما يبدو أن إسرائيل بوصفها حليفا أساسيا للولايات المتحدة الأمريكية، دخلت على خط الأزمة المتأججة بين واشنطن وبيونغ يانغ، إثر تصريحات ليبرمان التي من غير المعروف إذا ما كانت متعمدة أم لا.
وقبل أيام، اعتبر ليبرمان في مقابلة، أن الزعيم الكوري الشمالي حليف لرئيس النظام السوري بشار الأسد. ووصف قادة كوريا الشمالية وإيران وسوريا وحزب الله بـ"المتطرفين والمجانين" الذين هدفهم هو "تقويض الاستقرار في العالم".
وتوصف العلاقات الكورية الشمالية الإسرائيلية بالعدائية، حيث أن بيونغ يانغ لم تعترف مطلقًا بدولة إسرائيل، وتدينها بوصفها "تابعا إمبرياليا" للولايات المتحدة.
وتتناقل وسائل إعلام عربية وعبرية على السواء، بيانًا استثنائيًا صادرا عن وزارة الخارجية في كوريا الشمالية، انتقد بشدة تصريحات ليبرمان، جاء فيه: “هذه الأقوال حقيرة، شريرة، وتشكل تحديًا مخزيًا أمام كوريا الشمالية.. إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحتفظ بالأسلحة النووية بشكل غير قانوني. على الرغم من ذلك، فإن إسرائيل تطلق تصريحات ضد الردع النووي من قبل كوريا الشمالية وتهينها”.
وورد في بيان الخارجية الكورية الشمالية أيضًا، “يدور الحديث عن عمل تخريبي يهدف إلى التهرب من الشجب العالمي للدولة التي تعرقل السلام في الشرق الأوسط، تحتل الأراضي العربية، وتشارك في الجرائم ضد الإنسانية.. أنه من الأفضل أن تفكر إسرائيل مرتين حول تأثيرات التدخل في حملة شريرة ضد كوريا الشمالية”.
وبحسب وسائل إعلام عربية، فقد أدلى ليبرمان بحديث لصالح موقع "واللا" يوم الخميس الماضي، جاء فيه “قد يؤثر الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية في إسرائيل.. هذا المجنون من كوريا الشمالية هو الحليف الأقرب للأسد وإيران أيضا”.
كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد "يعمل هنا محور من الشر، بدءًا من كوريا الشمالية عبر إيران وصولا إلى سوريا وحزب الله. يهدف هؤلاء الأشخاص إلى محاولة تقويض الاستقرار في العالم كله. هذه مجموعة متطرفة ومجنونة". محذرا من أن كوريا الشمالية قد تتسبب بأزمة نووية في العالم.
حماس تمنح إسرائيل الذريعة
ولم يتداخل مع هذا التراشق الإسرائيلي الكوري النادر سوى حركة حماس دون غيرها من الكيانات والتنظيمات وحتى الدول المعنية، حيث أصدرت الحركة بيانًا ثمنت فيه الموقف الكوري الشمالي، مانحة إسرائيل الذريعة للتعاطي على البيان الكوري بارتياح، اعتمادًا على فرضية التلاقي في الموقف بين بيونغ يانغ والحركة التي تسيطر على قطاع غزة، وتعتبرها إسرائيل تنظيمًا إرهابيًا.
وثمن سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، اليوم الأحد، تصريحات خارجية كوريا الشمالية حول رفض استمرار الاحتلال الإسرائيلي، ودعمها كفاح الشعب الفلسطيني حتى نيل الحرية، وأعلن رفض الحركة الإساءة الإسرائيلية لكوريا الشمالية، وتأكيدها أن “الاحتلال الصهيوني هو زعيم الشر والإرهاب، وسبب عدم الاستقرار في المنطقة والعالم”.
فرصة للإعلام الإسرائيلي
وتلقف الإعلام الإسرائيلي رد حماس، ووضعه في إطار الرؤى المشتركة لحركة مصنفة إرهابية وبين كوريا الشمالية التي تسبب حالة من القلق والترقب الذي لم يشهده العالم منذ عقود، وسط مخاوف من أن يكون شبح الحرب النووية أقرب مما يتخيله البعض.
ونشر موقع “قناة 20” العبرية اليوم الأحد، تقريرا حول مباركة الحركة لموقف كوريا الشمالية، وإثناء المتحدث باسمها على البيان الصادر عن الخارجية في بيونغ يانغ، ردا على تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان، والذي كان قد ساند بدوره المواقف والسياسات الأمريكية إزاء تهديدات كوريا الشمالية وزعيمها.
وقال الموقع، إن “بيانا صادرا عن المنظمة الإرهابية (حماس) أثنى على مواقف كوريا الشمالية”، وسرد الموقع البيان بالكامل، وركز على إشارته لكون إسرائيل هي “زعيمة الشر والإرهاب في العالم”.
السياح الإسرائيليون مرحب بهم
وكانت إحدى شركات السياحة بالدولة العبرية وتسمى “تاربوتو/ tarbutu”، قد حصلت في شباط/ فبراير الأخير، على حق امتياز حصري، لإصدار تأشيرات دخول سياحية إلى كوريا الشمالية، وقالت إن الاتفاق الذي يعد الأول من نوعه، يتيح للأفواج السياحية الإسرائيلية زيارة البلد الذي يعيش بمعزل عن المجتمع الدولي، وعلى وقع عقوبات الأمم المتحدة، على خلفية أنشطته النووية والصاروخية.
ويستطيع السياح الإسرائيليون بدءًا من الصيف المقبل السفر إلى كوريا الشمالية، بعد أن حصلت إحدى الشركات الإسرائيلية على حق امتياز حصري لإصدار تأشيرات الدخول، بعد سنوات من اقتصار الرحلات السياحية الإسرائيلية إلى هذا البلد على مواطنين إسرائيليين متفرقين، فيما يبدو وأن مجموعات سياحية إسرائيلية ستكون قادرة على التوجه إلى هناك على شكل أفواج.
وحتى ذلك التاريخ أشارت الخارجية الإسرائيلية، إلى أنه “لا توجد تحذيرات سفر إلى كوريا الشمالية ولا يوجد حظر من أي نوع على السفر إليها”، مضيفة أن “كوريا الشمالية لا تصنف على أنها بلد معاد لإسرائيل”، لكنها طالبت السياح الإسرائيليين بتوخي الحذر والحيطة على أساس عدم وجود علاقات دبلوماسية بين تل أبيب وبيونغ يانغ.
تعاون عسكري مع كوريا الجنوبية
وأعلنت شركة صناعات الفضاء والطيران الإسرائيلية (IAI)، في شباط/ فبراير العام الماضي، أنها بصدد التعاون مع القوات المسلحة في كوريا الجنوبية، في مجال صناعة الطائرات دون طيار، وأن الشركة المتخصصة في إنتاج النظم الجوية العسكرية والمدنية على السواء، ستتعاون مع شركة (Hankuk Carbon) الكورية الجنوبية، لتلبية متطلبات القوات المسلحة في هذا البلد.
ووقعت شركة صناعات الفضاء والطيران الإسرائيلية على مذكرة تفاهم مع الشركة الكورية، تنص على تعاون الجانبين في تطوير وصناعة وتسويق الجيل الجديد من الطائرات دون طيار، ذات الإقلاع والهبوط العمودي، على أن يصب خط الإنتاج الجديد لصالح ترسانة سلاح الجو الكوري الجنوبي، لتلبية احتياجاته في مجالات الاستطلاع والمراقبة الحدودية وغيرها من المهام التي توفرها هذه التكنولوجيا.
كما شملت مذكرة التفاهم العديد من النقاط الأخرى، من بينها تطوير فئات من الطائرات دون طيار لصالح البحرية الكورية، واستمرار تطوير نظم الدفع والتشغيل الخاصة بالطائرة الكورية دون طيار من طراز (VTOL- UAV)، بتمويل الصندوق الإسرائيلي – الكوري للبحوث والتطوير (KORIL).