بالتفاصيل.. إعلان مرتقب لتحرير الساحل الأيمن "يستثني" المدينة القديمة
اندفع السكان بشكل كبير، خلال اليومين الماضيين، من مناطق قريبة من وسط الموصل، نحو القوات العراقية، ويتوقع خلال الساعات المقبلة انتهاء العمليات العسكرية الاخيرة، التي بدأت فجر يوم امس، بتحرير الساحل الايمن باستثناء المدينة القديمة.
في هذه الاثناء، حذرت الامم المتحدة من نزوح "ضخم" قد يحدث من تلك المناطق، قدرته بمئات الالاف، ووصل عدد النازحين من الساحل حتى الان، الى نحو نصف مليون نازح.
ويرجح ان ينضم جهاز مكافحة الارهاب الى قوات وزارة الداخلية لتحرير المدينة القديمة، فور انتهاء العمليات في غرب وشمال الساحل.
ومنذ اكثر من شهرين، تطوق قوات الشرطة الاتحادية المدينة القديمة من دون ان تحرز تقدماً واضحا.
ويرى ممثلون عن نينوى عدم امكانية اعلان النصر في الموصل دون تحرير "قلب المدينة"، وهي الاحياء القديمة في الساحل الايمن، ويتوقع ارتفاع عدد المسلحين في المدينة القديمة، خصوصاً مع انسحاب جميع عناصر داعش الى هناك.
وحتى الان لايعرف، بشكل دقيق، عدد المدنيين في الداخل، لكنه بحسب التقديرات لايقل عن المئة الف.
بالمقابل مايزال داعش يحرص على عدم هروب السكان، فيما نفذ مؤخرا عملية اعدام طالت العشرات ممن حاولوا الفرار من مسرح المعرك.
ومنذ قررت القوات المشتركة، قبل اسبوعين، فتح محور شمال الساحل الايمن، باسناد كثيف من الطائرات الغربية، بدأت وتيرة المعارك بالتغيير.
وكانت وتيرة العمليات شهدت، في منتصف نيسان الماضي، تراجعا كبيرا في اغلب المحاور، كما توقفت في بعض الاحياء السكنية، رغم نفي الحكومة ذلك.
واستطاع التفاف مباغت للجيش، من محور بادوش شمال الموصل، ان يحدث تحولا كبيرا في سير العمليات، حيث وضع هذا التحول مسلحي داعش بين فكي كماشة.
وكانت قوات جهاز مكافحة الارهاب، قد وصلت الى اخر الاحياء الغربية من الساحل الايمن، قبل ان تتقدم قوات الجيش من الشمال، وكان استخدام المحور الاخير قد تأخر لاسباب عزتها اطراف في الموصل لعدم توقع القيادة العسكرية، تعثر العمليات في وسط المدينة.
اخر عملية عسكرية
ميدانياً، يعتقد خلف الحديدي، عضو مجلس محافظة نينوى، الانتهاء من حسم معركة الساحل الايمن – باستنثاء المدينة القديمة- خلال ساعات.
وتحدث الحديدي، من الساحل الايمن، قائلا، ان "قوات مكافحة الارهاب والجيش قد ينتهون اليوم او غدا كاقصى تقدير من تحرير الساحل الايمن، باستثناء المدينة القديمة"، مؤكدا ان "العملية الاخيرة قد انطلقت في الساعة الثالثة والنصف من فجر يوم امس الجمعة".
وتدور اخر المعارك، في مناطق 17 تموز، الزنجيلي، وحي الشفاء، والصحة.
وكانت قيادة العمليات المشتركة اعلنت، يوم الثلاثاء الماضي، ان داعش لم يعد يسيطر إلا على 12 كم من الموصل.
وخلال الايام الماضية، اكدت معلومات امنية ان داعش انسحب الى الجنوب، حيث المدينة القديمة.
ويقول المسؤول الحديدي "بعد انتهاء جهاز مكافحة الارهاب من محور مهامه في غرب الموصل، قد يشارك الشرطة الاتحادية في تحرير المدينة القديمة".
واعلنت قيادة الشرطة الاتحادية، الخميس الماضي، انها تسيطر على 291كم من كل مساحة الساحل الايمن من مدينة الموصل.
من جهته يقول احمد الجربا، النائب عن نينوى، ان "الشرطة الاتحادية لم تسيطر الا على 10% فقط من مساحة المدينة القديمة في الساحل الايمن".
وتضم الموصل القديمة 8 أحياء، أبرزها باب الطوب، والشعاريين، والفاروق، والسرجخانة، إلا ان بعض هذه الاحياء لا يعدو كونه مجرد شوارع صغيرة.
ويعود تاريخ إنشاء بعض منازل المدينة القديمة الى قرن مضى. ولا تسمح الطبيعة العمرانية للموصل القديمة إلا بمرور الدراجات فقط، حيث لايزيد عرض الزقاق على 2.5 م، فيما توجد هناك ايضاً منارة الحدباء الاثرية.
ويصف الجربا المدينة القديمة بانها "قلب الموصل"، ويضيف بالقول "لايمكن اعلان النصر دون تحرير تلك المنطقة، والا سيكون النصر منقوصاً".
وكان مسؤولون في الموصل رجحوا اعتماد الخطة العسكرية لتحرير المدينة القديمة، على الاقتحامات الفردية لقوات النخبة واصطياد المسلحين بالداخل، لكن هذا الاجراء سيتطلب وقتا أطول مما تقدره القيادات الامنية، لاسيما مع توقع ان يزيد داعش من مقاومته بعد إحكام محاصرته.
وبعد التقدم في شمال الساحل الايمن، أبلغت قيادة عمليات نينوى المسؤولين المحليين بقرب انتهاء تحرير المدينة قبل شهر رمضان المقبل، ولم يتبقَّ على الموعد سوى اسبوع واحد، وهو سقف زمني شككت بواقعيته بعض الجهات المحلية، التي رجحت حاجة المدينة الى شهر آخر لإكمال تحريرها.