اخبار العراق الان

نهاية كئيبة لمشروعي استقلال كردستان وكتالونيا

نهاية كئيبة لمشروعي استقلال كردستان وكتالونيا
نهاية كئيبة لمشروعي استقلال كردستان وكتالونيا

2017-11-03 00:00:00 - المصدر: نبأ نيوز


بغداد/ نبأ نيوز:

"إقليم كردستان العراق لا يملك منفذا بحريّاً وحدوده محاطة بدول معادية تستطيع خنقه فعليّاً، ورغم حظوظ كتالونيا الأفضل جغرافيا كونها تملك حدوداً بحرية كبيرة على المتوسط فإن حدودها البرية مع فرنسا وبقيّة اسبانيا يمكن أن تشكّل، لو أغلقت، حاجزاً هائلاً أمام وجودها".

هناك فرق جوهري بين كردستان العراق وإقليم كتالونيا ألا وهو الإتحاد الأوروبي. كان على سُلطة الإقليم الذهاب للمحكمة الأوروبية بطلب إستفتاء فإقليم كتالونيا لم يطالب بالخروج من الإتحاد الأوروبي.

درس وعبرة

 (قرارا الاستفتاء الكتالوني والكرديّ لم يفشلا فحسب بل إن مصير قائدي الإقليمين صار على كفّ عفريت).

وهي مصادفة أنتجت نفس حاصل الفشل. وقد حق لوزارة الخارجية العراقية بعد أن ضمنت فشل انفصال بارزاني أن تسخر من هذا المآل في إسبانيا وعينها على نظيره العراقي "بالإعراب عن أسفها من قيام سلطات إقليم كتالونيا إعلان الانفصال الأحادي الجانب عن إسبانيا".

ومن أسباب الفشل المهمة في الحالتين هو انعدام الدعم الدولي وخصوصا من الجيرة. فإسرائيل وهي الداعم الوحيد لاستقلال كردستان بعيدة ولا تستطيع المساعدة، وروسيا وهي الداعم الوحيد لاستقلال كتالونيا أكثر بعدا كذلك. وفي الحالتين فان التمرد الداخلي على توجه زعيمي الإقليمين للانفصال كان له أثر حاسم في افشال رغبتيهما للانفصال والاستقلال عن بلديهما الأم العراق وإسبانيا.

وهذا الفشل الذريع لهذين الاقليمين سيردع كثيرا من الاقاليم في بلدان عدة للتفكير بالانفصال عن دولها تجنبا لـ"الشرشحة" التي حلت بكردستان وكتالونيا.

وبغض النظر عن رأينا في موضوع الانفصال، إلا أن اللافت للانتباه في كلتا الحالتين واضح غياب قراءة الواقع قراءة صحيحة، وكان يجب أن يتم قرار الانفصال بعد دراسة حظوظ نجاح مثل هذا العمل.

إجراء استفتاء حول موضوع الانفصال امر سهل ومتوفر، ولكنه بني على الشحن العاطفي ودغدغة عواطف الجمهور بمصطلحات رومانسية وخادعة من مثل الاستقلال والحرية وغيرها من المصطلحات.

هل تمت دراسة من من الدول ستعترف بمثل هذا الانفصال أو (الاستقلال)، ثم هل يؤتمن جانب من وعد بالاعتراف بمثل هذا المشروع من الدول الكبرى والتي لا تعترف إلا بمصالحها؟

باختصار، كان يجب الإنتظار حتى تنضج ظروف سياسية مثل إختلاف موازين القوى، وظروف محلية وإقليمية، وهذا ينطبق على كلتا الحالتين.

طريق صعب

لا يمكن المقارنة بين كردستان وكتالونيا، هذه الأخيرة تخطط منذ عقدين للاستقلال وكانت تدرك جيدا موقف إسبانيا بتعليق الحكم الذاتي، فالأحزاب الكتالونية الانفصالية تؤكد أن الاستقلال طريق صعب وشاق وقد يتحقق خلال السنوات الأخيرة. إعلان البرلمان الكتالوني الاستقلال تحول إلى مرجع تاريخي.

نهاية كئيبة لمشروعي استقلال كردستان وكتالونيا