اخبار العراق الان

عاجل

محطات من مسيرة "الارهابي" ابو مهدي المهندس

محطات من مسيرة
محطات من مسيرة "الارهابي" ابو مهدي المهندس

2017-11-27 00:00:00 - المصدر: الحشد الشعبي


جمال جعفر آل إبراهيم، ولد في البصرة عام 1954م، حاصل على البكالوريوس في الهندسة والماجستير في العلاقات الدولية، لقب بــ "المهندس" مع بدء دراسته في الجامعة التكنلوجية (قسم هندسة البناء والانشاءات)، وهو لقب ظل يرافقه قرابة اربع عقود ونصف بما حملته من نوازل وتقلبات واحداث مرت على العراق، اضفت السحنة الجنوبية على "جمال" جمال اخر في طبيعة تكوينه وشخصيته اجتماعيا وسياسيا، اضافة لما امتلكه من عزم وصبر امتحنته سنين طوال من البعد عن الوطن والتماس مع همومه، اما تفاصيله الاخرى فيعرفها الجميع، الا ان دوره المحوري ما بعد حزيران 2014 وضعه بدائرة المتابعة، سيما وانه كان احد المحركات الرئيسة في حرب النيابة الكونية على تنظيم داعش.

مع اللحظات الاولى لاجتياح داعش محافظات البلاد خطف "ابو مهدي المهندس" الانظار، وكان قطب الرحى في عملية تحشيد الضد النوعي للقوى التي جابهت تيار "صدمة حزيران"، بحكم علاقاته الواسعة وخبرته الميدانية الطويلة، فضلا عن كونه محط ثقة لجميع من التف حوله، فطيلة أعوام مقارعة داعش لم يبارح الرجل الستيني ساحة او ميدان يسمع فيه صدى للرصاص، بين (ابراهيم بن علي على حدود بغداد صعودا الى الضلوعية وآمرلي وليس انتهاء بجرف النصر وتكريت وتلعفر)، كما يرجع لهذا "القائد" كل الفضل في مأسسة الحشد الشعبي وكسب الطاقات الشعبية والمقاومة لها بعد فتوى الجهاد المقدس، باعتباره حامل لبنتها الاولى ومثبت اركانها الاولية.

ميدانيا، كان لـــ "ابو مهدي المهندس" دور الملهم والقائد الابوي للجميع، فمن وضع لخطط ورسم المحاور واندفاعها الى وضع قدم التحرير على المناطق، لا يشغل للمهندس بال سوى المقاتل، حتى اثارت صوره وطريقة تعامله مع افراد القوات الامنية ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي وروادها، وهو ما انعكس ايجابا على عامل الثقة لدى القطعات العسكرية، في وقت اشارت الى ذلك جميع القيادات ممن رافق المهندس بمهامه، ومنهم ما قال به قائد عمليات التحرير الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله وثنائه على الجهد الجهيد للمهندس واخلاصه لتراب العراق، في حين استذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد شاكر جودت دور قيادة الحشد بقوله "تعلمت القتال من المهندس وقواتي مدينة بالفضل للحشد الشعبي".

انسانيا، استجمع الحشد بتوجيه قائده المهندس قواه وامكانياته لدعم النازحين وحمايتهم طيلة سنين الحرب، فقد كانت اليد المقاتلة لا تألو جهدا في دعم الاهالي وتوفير ما يحتاجونه، حتى كانت حملة لأجلكم الاغاثية التي دعت اليها قيادة الحشد الشعبي الاكبر على الاطلاق عبر ارسال الاف المركبات المحملة بما يمكن توفيره بالتعاون مع المواكب الحسينية والمتبرعين من محافظات الوسط والجنوب، وهو دور تنظيمي كبير يحسب للحشد وجهوده الهائلة في سبيل رفع المعاناة عن المدنيين واغاثتهم في الوقت المناسب، فضلا عن توصيات قيادة الحشد المستمرة بالتعامل الانساني مع المدنيين، وهو ما وثقته منظمات حقوق الانسان الدولية والمحلية المنصفة، واشادت به الصحف الغربية في تقاريرها.

على مستوى مؤسسة الحشد حرص ابو مهدي المهندس على جعلها تضاهي نظيراتها التي مضى على تأريخها عشرات السنين، حيث تعزز ذلك برؤيته لتشكيل مديريات مثل التدريب والمدفعية والدروع ومكافحة المتفجرات والطبابة والاتصالات التي باتت مؤخرا من اقوى الاذرع لهيئة الحشد بل يعدها المراقبون بانها من بين الاقوى في المنطقة خاصة سلاح الهندسة العسكرية، جميع تلك المتحققات ما هي الا عماد متين لمستقبل العراق ومعضدا لمؤسساته وحماية امنه الداخلي وثرواته وسيادته، مع تأكيد بان هذا التشكيل العراقي لا يبتعد خطوة عن اوامر القيادة العامة للقوات المسلحة، بل يسجل عمله الاداري تطورا سريعا هو الاكثر شفافية وتعاون، كما ان مديرياته وظفت الطاقات الاكثر فاعلية وخبرة على مستوى البلاد.

الحشد الشعبي باعتباره هيئة وطنية اختلفت عن بقية المؤسسات كونها حظت بقيادة منسجمة، اوضح ماهيتها المهندس عبر تأكيده بصفته الحكومية (نائبا لرئيس لهيئة الحشد) على العلاقة المتينة بالحكومة ورعايتها الواسعة لقوات الحشد، فضلا عن قوله المتكرر بان "الحشود جميعها تأسست بفتوى المرجع الديني السيد علي السيستاني واستجابة له"، وهو اعلان واضح يقطع الطريق امام من يسعى لإثارة أية "خلافات"، وحتى في موضوعة الانتخابات لم يترك ابو مهدي المهندس فرصة للتذكير بالابتعاد عنها بالقول ان "الحشد كمؤسسة لن يدخل الانتخابات"، الامر الذي جعل بعض الجهات المغرضة تتوجس من هذه المؤسسة واخرها ما صدر من مزاعم اميركية واتهامات للمهندس بــ "الارهاب" الى جانب تشكيلات مهمة في هيئة الحشد الشعبي.