هل من توضيح لهزائمنا الكروية المتلاحقة ؟
2018-01-12 00:00:00 - المصدر: صحيفة الرياضة العراقية
بقلم الكابتن مجيد الدليمي
لا تزال مأساة خروج اسود الرافدين من بطولة خليجي 23 المقامة في الكويت تضغط بأحزانها وأوجاعها والتباسات الخلل فيها على مجتمع وجمهور رياضي صُدم وسكنه الحزن من خلال ما حدث، ولا تزال الأسئلة مطروحة تنتظر الأجوبة التي لم تأت، وأغلب الظن أنها لن تأتي ” وإذا أتت فستكون تسويغية تبريرية مرتبكة خالية من أي إشارات صريحة وواضحة وشفافة تقطّب جراح الناس ، وتلقي بالمسؤولية على المهمل والمتسبب والعابث بمستقبل الكرة العراقية ، المستخف بمعنى أجيال الشباب وبراءتها ومحاولاتها في التماهي مع الحياة والفرح كما هي في تصوراتها داخل وجدان وفهم الشباب، وتعيد للمحزونين والمصدومين والموجوعين من الجماهير الكروية المتابعة والإعلام والمختصين ومن يعرفون ومن لايعرفون نوعاً من الهدوء والإطمئنان، لأن متابعة ومحاسبة ستكون، ولن يكون أحد في منأى عن المسائلة حتى ولو كانت جهة حكومية ، ومن يتربع على كرسي قيادتها كالإتحاد المركزي لكرة القدم .
مرت أيام على المأساة التي لاتزال تغرس نصلاً حاداً في مشاعر الاْسر الرياضية العراقية التي ساندت ووقفت مع منتخبها متمنية لهم رحلة كروية خليجية متميزة بالفوز والظفربكاْس البطولة ، اْو رحلة خليجية عامرة بالفرح والمتعة والوقت المتألق بما في لحظاتها من غسل لمتاعب الضغوط ، وما يتراكم من سأم وملل بفعل حياة الوطن والمواطن الشرسة في أكثر تفاصيل إيقاع زمنها . ومع الأيام التي مرت لم نجد جهة رياضية مسؤولة ومعنية بادرت بإصدار بيان توضيحي يفنّد ما حدث وأسبابه وتداعياته ويحدد المسؤولية ويحصر بدقة مكامن الإهمال والخلل، وليتحمل ( من كان غيابه في المراقبة وتفشي التسيب سبباً رئيساً في الفاجعة ) نتائج سوء عمله وإهماله لكي لا نقول تواطؤه “ولا تزر وازرة وزر أخرى”، وبهذا نعيد الإطمئنان إلى النفوس، والإعتبار للمجتمع الرياضي الذي لا يُسمح بتجاوز أمنه النفسي والروحي والحياتي، والعبث بسلامة مؤسساته ومنشآته، وكأنما هو خارج حساباتنا في التخطيط والتنظيم ومنح الرخص للإتحاد الكروي لكي يعمل ويقدم خدماته للمجتمع بكيفيته ومزاجيته ، كما نعزز الثقة لمؤسساتنا ومنشآتنا الرياضية الاخرى عبر منطلقات أن هناك متابعة صارمة لقدرتها على الخدمة وتوظيف إمكاناتها للأغراض التي وجدت من أجلها باطمئنان لأن المراقبة مستمرة، والتأكد من توفّر شروط الإهلية الإدارية للمنتسب في عمله بشكل حاسم .
كنا ننتظر من الإتحاد الكروي أن يبادر “فوراً ليضع الحروف تحت النقاط، ويؤشر بالإصبع لمكامن الخلل والتقصير، ويحدد المسؤولية وتبعات اخفاقات اسود الرافدين على المقصر أو العابث أو المهمل “( تعددت الأوصاف والعابث واحد”) ، أما إذا لم نقرأ أو يخرج المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الكروي ويشخّص الإسباب ويضع الرأي العام في كافة ملابساتها والإجراءات الحسابية للمتسبب أو المقصر برياضة كرة القدم واخفاقات منتخبنا الوطني التي ستستمر وستطاله وتطال منتخبات ومنشأت اخرى اذا ما وضعنا الإصبع على الجرح ” فربما يحرضنا هذا الصمت المريب إلى الإشارة بالإتهام لوزارة الشباب واللجنة الاولمبية كمؤسسات حكومية عليها أمانة وسلامة مؤسساتنا الرياضية، وتحصينها من عبث المتصدين والموتورين والانتهازيين ، فربما صح ما يقال الآن على استحياء بأن الإتحاد العراقي المركزي لكرة القدم يعمل بدون رقابة .